طبعة جديدة لرواية زمن الضباع للروائي اشرف العشماوى
تصدر اوائل الشهر القادم الدار المصرية للبنانية طبعة جديدة من رواية زمن الضباع اولى روايات اشرف العشماوى التى انتهى من كتابتها عام 2010 ونشرت بالتزامن مع ثورة 25 يناير 2011 ، وفى هذه الرواية يعود بنا المؤلف الى سنوات مضت قبل ثورات الربيع العربى خاصة مصر ويتخذ لروايته أسلوبا أدبيا افتقدته المكتبة العربية كثيرا استلهم فيه رائعة الأدب الهندى كليلة ودمنة فاستطاع بحرفية واقتدار أن يجذب قارئها من الصفحات الاولى حتى الكلمة الأخيرة فيظل القارئ حائر ومتشوق ومندهش أحيان كثيرة بل ومتعاطف مع أبطال روايته من الحيوانات حتى يكاد أن يراها أمامه من فرط مصداقيتها. وإذا ما كان قراء هذه الرواية التى صدرت منتصف العام الماضى قد تفرقوا الى مذاهب وكل منهم فهمها على نحو مختلف وكان يقيسها على حياته الشخصية فإن ذلك الحدث عندما يتحقق فى عالم الأدب الروائى فهو لا يعنى إلا أمرا واحدا أن تلك الرواية مزيج من روعة الكلمة وجمال الأسلوب وأصالة التراث القديم وعمق الحوار ونضج المعانى .
لقد استطاع العشماوي تحريك جمعا من الحيوانات المختلفة برشاقة وسلاسة ودهاء فى دهاليز وأروقة الحكم وكواليس السلطة وكأنما يحرك مجموعة من الناس يقودون ويحكمون وأخرين من الحاشية والأتباع المستفيدين بدورهم من بقاء الضباع وأشباه الاسود فى السلطة، أما الغالبية من المحكومين والذين قد لا تكون لهم قيمة لدى حكامهم فى الأزمنة التى حكم فيها الضباع غابة غاب عنها الأسد إلا أن قيمة رواية زمن الضباع قد زادت ثراء بأدوارهم فغيروا واقع كئيب كان يجثم على نفوسهم لسنوات طويلة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق