شَاعِرٌ يَكْرَهُ الفُتَات
شعر: عبد
القادر أمين
نَامَ
الوَرَقْ
وَتَمَدَّدَتْ
فِيهِ السُّطُورْ .
فَكَّتْ
ضَفَائِرَهَا التِى ...
لَمْ
تَنْسَدِلْ إلا عَلى الحَرْفِ الحَلالْ
خَلَعَتْ
حُرُوفَ عَنَائِهَا ... وَتَزَيَّنَتْ
فَكَأنَّهَا
بَدْرُ البُدُورْ .
كَانَتْ
عَلى وَعْدٍ بيَوْم زفَافِهَا
وَالليْلُ
عُرْيَانٌ ...
تَمَطَّى
فِى سُهُوبِ الفَجْر آنِيَة تَدُورْ .
وَقَصِيدَتِى
رُمْحٌ سَيَفْقَأُ فِى عُيُون الصَّمْتِ
حُسَّادَ
المَقَالْ
كَىْ
يَسْتَبيحَ ... وَلا يَبُوحُ
بِمَا
تَوَارَى مِنْ تَسَابيح الوصَالْ
وَتَلاقَحَتْ
كُلُّ المَعَانِى
وَانْتَشَى
المَيْدَانُ نَفْخـًا فِى عُرُوق الأرْضِ
حَتَّى
لا تَبُورْ .
ذِى
أمَّةُ الألفَاظِ تَعْرفُ قَدْرَهَا
وَعَلى
مَوَاجِع عُقْمِهَا دَوْمـًا تَثُورْ .
مِنْ
تَحْتِ جِذْع السَّطْر جَاءَ مَخَاضُهَا
سَهْلًا
وَفَوَّاحـًا بِمَا يَشْفِى الصُّدُورْ .
لا
صَوْتَ فَوْقَ الشِّعْرِ
لا
بَحْرٌ تُعَادِيهِ البُحُورْ .
وَالمَوْجُ
يَعْزِفُ ...
وَالقَوَافِى
رَقْصَةٌ وَقْعَ الطُّبُولْ .
المِيمُ
تَحْضِنُ يَاءَهَا
وَالدَّالُ
تَسْبِقُ مَدَّهَا ...
ألِفـًا
وَإلفـًا
بَلْ
ألوفـًا طَاعَةً لِلحَرْفِ نُونْ .
مَيْدَانُ
تُقْرَأ هَكَذَا ... كَانَتْ تَكُونْ
وَالآنَ
كُنْ .
مَيْدَانُ
يَا مَيْدَانُ عَاشَ المُغْرَمُونْ
وَتَرَمَّلَتْ
كُلُّ الحُرُوفِ الوَاشِيَاتِ
عَلى
السُّطُورِ المُسْتَقِيمَةِ ...
وَالعَوَانِسُ
ذَاهِلاتْ
لِلشِّعْر
مَا امْتَدَّ الفَضَاءُ
وَمَا
أفاءَ
كَمَا
يَشَاءْ .
يَا
أيُّهَا الثَوْرىُّ فِى دُنْيَا الحُرُوفِ
أو
السُّطُورِ المَاجنَاتْ
هَيْهَاتَ
يَدْخُلُ جَنَّةَ الأفكَار إلا شَاعِرٌ ..
...
كَرِهَ الفُتَاتْ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق