رواية المرشد تكشف عالم الجرائم السرية وصعود التيار الديني المتطرف
وفاء شهاب الدين
لم يخطئ الروائى الكبير ابراهيم عبد المجيد عندما وصف رواية العشماوي الاخيرة بأنها ملحمة ادبية رائعة ستصيبك بالدهشة ولن تستطيع ان تتركها من بين يديك .. ووصفها الروائي هشام الخشن بأنها رواية عميقة المعانى قوية الاسلوب شديدة الجاذبية فأشرف العشماوي أديب من العيار الثقيل فى روايته الاخيرة " المرشد " الصدارة عن الدار المصرية اللبنانية التى باتت تحتكر أعماله الادبية وكما لاقت روايته قبولا لدى الروائيين فقد لاقت قبولا جماهيريا ايضا غير مسبوق بعد ان باع الاف النسخ فى اقل من اسبوعين وتصدر الطبعة الثالثة خلال الاسبوع الاول من مارس المقبل .
تتناول القصة فتره زمنية هامة من تاريخ مصر مليئة بالاحداث فهى تبدأ بعد خطاب التنحى الشهير لعبد الناصر و تنتهى بأحداث ثورة 25 يناير وان كانت من منظور جديد تماما الا هو من كانوا بالسجون وقتها كيف رأوا الثورة وكيف تفاعلوا مع احداثها و يتخلل احداث الروايه العديد من المواقف والقصص عن الجريمة السرية وعمل المرشدين مع الشرطة ووشايتهم ضد اخرين بما فيهم التيارات الدينية المتطرفة التى نجحت فى تجنيد احد ضباط مباحث امن الدولة لصالح التنظيم الدينى فصار مرشدا لهم على حساب وزارة الداخلية.
شكلت التغيرات الدرامية وجدان غالبية شخصيات القصه و اجاد أشرف العشماوي استخدامها بحرفيه لنسج خيوط القصة دون اسفاف أو ملل بل بتشويق ممنهج (موت عبدالناصر-تولى السادات الحكم- مرحلة ما قبل العبور-نصر أكتوبر -صعود الاسلاميين فى الحياه العامة و السياسيه لكسر شوكه اليسار-استشهاد السادات و تولى مبارك الحكم- سقوط النظام السياسي وصعود التيار الدينى).
الروايه احداثها متسارعة والحوار بين الشخصيات راقى و لا توجد الفاظ خارجه تخدش الحياء بالرغم من ان بعض الاحداث مثل ادارة زبيدة ونرجس لبيت دعارة اعلى سطوح فى امبابة كان يمكن استغلالها لعمل برونو ادبى إلا ان العشماوى خرج لنا برواية نظيفة.
شخصيه الكاتب تجلت بوضوح فى الرواية فهو متاثر بالطبيعة و عالم الحيوان ايضا استغل معرفته بعالم الاثار و تهريبها ليخرج لنا برؤايه غير تقليديه عن عالم تهريب الاثار و كالعاده يوجد اسقاط سياسى واضح على الحياه المصريه سواء قبل الثوره او بعدها(بزوغ نجم بعض التيارات السياسية )
النهايه جاءت واقعية جدا و تكريسا لمفهوم ان الشر له عده وجوه
اكثر ما اعجبنى فى شخصيه ماهر كان مدى قدرته على التلون و الخروج للحياه بل و النجاح بعد كل ازمه فهو شخصيه تجيد لعبه الحياه و صعب كسرها فتجد بعد تعرضه للسرقه لا يستسلم لليأس و يجد وظيفه,بعد تعرضه للاهانه من الشافعى يصبح ذراعه اليمين,بعد خرجه من السجن يصبح مليونير حتى بعد الثوره يلبس قناع جديد اى شخصيه غير اعتياديه تجيد اللعب بأى اوراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق