دار الشؤون الثقافية
العامة... إنموذجا للعمل المؤسسي
بغــداد: اسـراء يونـس
تصوير: عدي عبد
الرزاق
تقف دار الشؤون الثقافية العامة في
صدارة المؤسسات الثقافية التي أنجزت حضورا
متميزاً وفاعلا في البناء الثقافي واستطاعت ان تحقق نجاحات مشهودة في المشهد الثقافي
العراقي وهي تحاول أن تعيد الثقافة العراقية الى صدارة الواجهة الثقافية العربية حينما
تحتضن العرب تحت خيمتها في مشروع بغداد
عاصمة الثقافة العربية لعام 2013 ونجاح معرض بغداد الدولي الثاني للكتاب لتضيف
رصيدا اخر لنجاحها في اقامة المهرجانات والمسابقات والندوات الثقافية واهتمامها في
متابعة المبدعين وتكريمهم، ومعالجة الظواهر السلبية المهمة التي تحول دون نجاح
العمل الثقافي وتعطيل عجلة التطور في البلد، وهي بذلك تحاول تسليط الضوء عليها من
خلال المؤتمرات والندوات الثقافية وايجاد الحلول المناسبة لها.
وضمن منهاجها الثقافي نظمَ قسم العلاقات والاعلام في دار الشؤون الثقافية
العامة ندوة تحت شعار (توجيه سلوك
العاملين في وزارة الثقافة ضرورة معرفية وجمالية) وبالتنسيق مع (منتدى جسور
الثقافي) الذي انبثق منذ ثلاثة اعوام وهو اليوم يؤكد تواصله وتفاعله في تصعيد
انشطته الثقافية والاكاديمية المعنية في تشجيع الثقافة والابداع، وبرعاية المدير
العام الدكتور نوفل ابو رغيف المتحدث الرسمي لبغداد عاصمة الثقافة العربية
2013 ومدير عام دائرة السينما والمسرح.
وبمشاركة كل من الدكتور فائز الشرع/ معاون عميد كلية الاداب في الجامعة
المستنصرية، والباحث الدكتور رهيف ناصر علي/ تدريسي في قسم الاجتماع كلية التربية/
ابن رشد، والباحثة الدكتورة انتصار هاشم مهدي، للحديث عن آليات توجيه سلوك
العاملين في المؤسسات الثقافية ومناقشة موضوع الندوة باعتباره من المواضيع المهمة
التي تلتمس مشكلة الادارة وخاصة في الدول النامية، متمنينا من وزارة الثقافة ومن
وزارة التربية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والوزارات الاخرى الاحاطة بهذا
الموضوع.
وبعد الاستماع لهذه المقدمة من قبل عريف الندوة الشاعر منذر عبدالحردعا راعي
الندوة الدكتور نوفل ابو رغيف للحديث حيث
قال: (أتقدم بكلمات الشكر وخالص التقدير للاساتذة المحاضرين ووسائل الاعلام
والحضور من ادباء وصحفيين وموظفي الدار، متمنيا من وزارة التعليم العالي ووزارة
التربية الاهتمام بموضوع الندوة وتعميمها لاهمية السلوك الوظيفي فهو ضرورة معرفية
وجمالية تساهم في نجاح وتطور البلد، ومن خلال حديثه دعا العاملين في وزارة الثقافة
بالذات الى الابتعاد عن كل مايسيء للسلوك الوظيفي باعتبار الثقافة اكبر من الطائفة
والحزب. والالتزام بالدوام الرسمي كما دعا لجان المراقبة والتفتيش الى الاخذ بما
يخدم المصلحة العامة وعدم الوقوف موقف
الشرطي، واثنى في حديثه على منتدى جسور وحضوره الفاعل في نجاح مشروع بغداد عاصمة
الثقافة 2013.
بعدها دعا مدير الجلسة الدكتور رهيف ناصر لتقديم دراسته التي أبتدئها بالقول:
( أتقدم بالشكر الجزيل الى دار الشؤون الثقافية العامة والى راعي هذه الندوة
الدكتور نوفل ابو رغيف والاشادة (بمنتدى جسور الثقافي) والنجاحات التي حققها بأمتياز خلال فترة قصيرة في مد جسور التواصل مع
الجامعات والمؤسسات الحكومية الاخرى بكل شفافية. ومن خلال حديثه عن السلوك الاداري
والمهني وصف الثقافة بانها سلوك.. فالطالب الجامعي يحمل شهادة بكلوريوس لكن تصرفه
لايدل على انه من حملة هذه الشهادة فالمشكلة اذن نحن نتعلم وندرس ولكن لانطبق
النظريات الاخلاقية. وهناك عاملان يؤثران في السلوك وهما الوراثة والبيئة وان حاجة
الانسان تترتب في سلم هرمي يوضع في اعلاه تأكيد الذات، وعلى الموظف في وزارة
الثقافة ان يقدر وضعه من حيث مقدرته على التعامل بما يتناسب مع وضعه الوظيفي كونه
يتعامل مع نخبة من المبدعين والمثقفين والادباء والفنانين وهنا يتطلب تعاملا خاصاً
يختلف عن بقية الوظائف، ومقدرته من أداء عمله بصورة صحيحة او عدمه مقدرته لاشغال
هذا المكان، والتعاون مع رئيس العمل وكيف يخطط
لنجاح عمله، ومدى مقدرته عن الدفاع عن نفسه تجاه الغضب وتنمية مهارة الافراد التي
تتم من خلال المكافآت التشجيعية وتقييمه وهذه الاليات من اهم الطرق التي تعزز
العمل الوظيفي والسلوك الطبيعي السليم).
أما الدكتورة انتصار هاشم مهدي تضمنت ورقتها عن قضية الاخلاق باعتبارها قاعدة
اساسية في الجوانب الانسانية، فالانسان مسؤول عن السلوك الذي يمارسه نتيجة البيئة
التي يعيش فيها، فالتركيز على الجانب الاخلاقي مهم وواجب على الموظف لكي يميز
انسانيته، فالالتزام بالدوام الرسمي هو احد السلوك والقواعد الاخلاقية، وهناك
رسائل جامعية اجريت بهذا الخصوص من حيث احترام الوقت وعدم تقاضي الرشاوى والهدايا
وهو مايتضارب مع مصلحة العمل الوظيفي واستقبال المراجعين ببشاشة وترك اسلوب التهجم
وكشف اسرار الدائرة من خلال الاعلام السيء والتشهير الذي يسيء الى الدائرة
والمحافظة على سرية العمل الوظيفي.
وشارك الدكتور فائز الشرع في تقديم ورقته باعتباره شاعر واكاديمي له العديد
من النشاطات الثقافية والمشاركات الفاعلة في نجاح الندوات الثقافية وقدمَ شكره
وتقديره وعرفانه لدار الشؤون الثقافية متمثلة بادارتها التي اهتمت بهذا الموضوع وكان حديثه موجها صوب جمالية المظهر
والسلوك في العمل الثقافي، الذي يتجاوز الحرفية، كما هو في الوزارات الاخرى. فلابد
من وجود قاعدة من الاحترام المتبادل التي تساهم في انماء الابداع والمبدعين وعدم
التقيد بقانون يشل العمل الثقافي والابتعاد عن الروتين الجامد لاننا نتعامل مع
شخصيات مهمة لها أثرها الواضح لذلك لابد من أن يكون هنالك تعاملاً خاصاً بين
المبدعين والمؤسسات الثقافية الصانعة للثقافة والمتمثلة حقيقة بدار الشؤون
الثقافية العامة، خصوصاً عندما يكون على أدارة هذه المؤسسة مبدعاً حقيقياً ومنتمي
الى هذا الوسط بالتأكيد هو ما أدى بالنتيجة الى تطوير أداء العاملين في هذه
المؤسسة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق