د. إميل كبا
نقاهُ يتهيَّل.. وأمَّا الرَّذاذ
صدر عن مؤسسة ناجي نعمان للثقافة بالمجان كتاب "نقًا يتهيَّلُ..
ورَذاذ" للدكتور إميل كبا. وكان كبا نال عن مؤلَّفه السابق الذكر جائزةَ
الأديب متري نعمان للدفاع عن اللغة العربية وتطويرها لعام 2013 من ضمن جوائز ناجي
نعمان الأدبية الهادفة. ويُذكَر أن صدورَ هذا الكتاب يُدرَجُ في سياق الاحتفال
المُستَمر بمئوية الأديب والشاعر متري نعمان الأولى (1912-2012) والذي سينتهي في الخامس والعشرين من تشرين الأول المقبل بمناقشة كتاب
الدُّكتور كبا وكتاب الدُّكتور يوسف عيد المُعَنوَن "أرحلُ بالكلمة"
والذي نال بدوره جائزةَ الراحل عينَها للعام الماضي.
يقعُ كتاب الدكتور كبا في 128 صفحة من الحجم الوسط، وهو أنيق،
تُزيِّن غلافَه لوحةٌ بريشة الدكتور يوسف عيد. وأمَّا الإهداء فتَمَنٍّ من
المؤلِّف: "يا ربّ.. هاتني من حرِّيَّتي الضَّالَّة إلى حنيَّة أدبي، حيث
إيقونتك نبراسي، واستجبني يا ألله"، وأمَّا الغلاف الأخير فيحمل المقطوعة
الآتية: "ألمئذنةُ، قُبَّةُ المعبد.. قامةُ وَجْدٍ قد
أُنزِلَتْ في الحجر؛ بلِ الخطوةُ إلى المُطلقِ بقدمِ الرُّوح؛ وكَذا الإنسان.. على
اثْنتيْنِ فما يدِبُّ، بخلاف ما يجري به ناموسُ الطَّبيعةِ انتقالاً بالجوامدِ
والأشكال، وفي مَقْتَلةِ الأشجار. وأسمعُكَ، ربِّ، بأَجلى، ما امتدَّ بيَ الشَّوقُ
امْتشاقًا، وغُيِّبَ من أُفقي قَترُ العَجلات وهَباءُ المطامح. وكما في المحراب،
حَنيَّةِ القُدَّاس، على حافَّةٍ من وَداعة المذبح، تُضاءُ شُعلتي تَلهُّفًا
نورانيًّا إلى فوقُ، وما تُلوى؛ فأنا.. يَهوي بيَ العصْفُ القبيحُ إلى أسفلَ،
وتأبى نفسي، يا ربِّ، إلاَّ ارتفاعا".
وأمَّا الدكتور إميل كبا فأديب
وشاعر وناثر وأكاديمي لبناني، من مواليد الأشرفية (بيروت - لبنان) في العاشر من تشرين
الثَّاني سنة 1942. نال من جامعة القديس يوسف ببيروت الماجيستر في الأدب عن رسالة
بعنوان "فنّ الإضحاك في مسرحيات توفيق الحكيم"، فالدكتوراه، سنة 1986،
عن أطروحة بعنوان "النزوع الطبَقي في مسرحيات توفيق الحكيم". درَّسَ
طويلاً، ولمَّا يَزَلْ، في مدرسة الحكمة وجامعة الحكمة ببيروت؛ وهو مدير الدروس
العربية في المدرسة، ورئيسُ "دائرة التوثيق والنشر" في الجامعة، ورئيس
تحرير مجلة "الحكمة" العريقة التي ارتبطَ اسمه باسمها. له عشرات المؤلَّفات
والأعمال الأكاديمية المطبوعة، والمخطوطات، وهو عضو فاعل في الحياة الثقافية
اللبنانية. مُتأهِّل من تيريز عطاالله، وله أربع بنات، مُتأهِّلات بدورهنّ، وقد
أنجَبنَ أحد عشر ولدًا هم أحفادُه.
ومن الكتاب نقرأ:
"هوذا كتابٌ في يدي، تحقيقًا تصويبًا، وفهرسات.
"يا
غرسةً في خريف العمر، مَنْ لسمعِك في الزَّمن الأصمّ، ولنثيرِك الجُمانِ المنظوم،
والمدى أبكم؟!
"هذي
وُريقات لغدي، تخطيطًا تحبيرًا، وباسقات.
"يا
شجرة من دمعٍ وضنًى، مَنْ لفَيئِك في آنهم الضاحي، ولثمرِك لآلئِ الفكر، ووعيُهُم
أجرد؟!
"آه!
وتعمل، دأبُك أن تعمل، إقبالَ عينِك على نسائم، مأملُكَ أن تُبقي لكَ الهناءة وهي
تزوغ!"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق