ِورد المحبّة
شعر : مسعود حامد علي
شهودي في محبَّتــكم عدولُ
وغيري عن محجَّتكم يحولُ
هواكَ أحـلّ ثُم احتلّ قلبــي
وفاض فعمّ في جسمي نحول
وطوّح مهجتي في بحر وجدٍ
شراعك، كيف يبلغني الوصول؟
وتشهد لي الجهات: هنا سقيمٌ
بذكر محمــــّدٍ دوما يميـــل
يسيح يسائل الأوراد عنكم
ويسبح في صلاة تستطيــل
وتشهد غيمةٌٌٌٌ في الرُّوح: أني
لفرط صبابتي تعبَ العذول
ويدنو،عند ذكرك، فيضُ مسكٍ
فإن أمسكْــه يأبَ، فلا أطولُ
إليك أمدّ، رغم العجز، كفّـــي
فيثقلــها التهيُّب والذهــــول
لأنــي لم أوفّـك بعض حــقِّ
وأنت النبع والمدى والسبيل
أتيتَ فخاصمَ الملكوتَ حزنٌ
ورقّ الكون فانقشع الهطول
وأعربت الفيافي عن رباها
وزغردت الجلامـد والحقول
وشقشقت المجرّةُ ثم ماست
شموسٌ واشتهاها المستحيل
لطه انشقّ بدرٌ في ابتهاج ٍ
وزُلزلت الجبالُ وفرَّ غــُـولُ
وفجّر وهو يمسح دمع صخرٍ
ليشربَ صحبُه الغرُّ العُـدول
وأنَّ الجذْعُ حين نأى حبيبٌ
و حــــنّ له فواساه النخيل
وسبّحت الحصى في كفِّ طه
وهللت الروابي والسهول
ولبّى الغصن دعوته فصلّى
وعاد لأصله الغصن الأصيل
ينام النجم إن طــــه تجلّى
فليس لنـوره أبـــدًا أفــول
يتيمٌ أزهــرَ الدنيا.. وأروى
وكان ليتمـه مطرٌ ونيــــل
وصانته العنـــاية مـا قـَلتهُ
فعيناه المنى و السلسبيلُ
نقـيٌّ مبــتداه ومنتهــاه
فأوَّلــه لآخــره سليــــــل
يداه غمامتان ونجمتانِ
ووجهٌ محمّـدٍ حلمٌ جميل
إليه الروح تسمو في صفاء
ويُشفَى عنده الصبُّ العليل
له الشرفانِ من نسبٍ ودين ٍ
فصاحبه ووالــده الخليل
و"ما كذب الفؤاد" وليس يتلو
سوى وحيٍّ تخرّ له العقول
جرت ملكاتُه في كلِّ دربٍ
على الرُّسْل الكرام هو الفضيل
شفيعٌ يوم يؤخذ بالنواصي
ومن ينفي شفاعتـه جهول
يقول الرُّسْل:"لستُ لها" فيسعى
إلى الملك العظيم:"لها"يقول
ولا ترقى صلاةُ الناس إلا
إذا ذكروه.. يمسسها قبول
كآدمَ معدنًا يحيــا ويردى
ولكــن لا يدانيه مثيــــل
له جاهٌ ومكرمـةٌ وذكرٌ
يزول المشرقان ولا يزول
"لعمرك" أقسم المولى بطه
حياةُ المصطفى قسمٌ جليل
علا بجلاله عن كل عرش ٍ
وتأتيه العروش، كما الذلول
وكم تاقت لرحمته شعوب
وكم لانت لقبضته فلول
وأحمدُ نفحــةٌ ويدٌ ونهرٌ
وفجرٌ حالمٌ وغـدٌ نبيـــل
وأحمدُ قصّةٌ كُتبت لتبقى
يصوغ حروفَها جيلٌ فجيل
سطرتُ محمّدا بحروف نبضي
فهاج القلب تقرعـه الطبول
وداخ الوقت من شوقي إليه
وقال قتلتني وأنا القتيـــــــل
بنور جلاله روحيَ تنادي
تناجيه..
حبيبي يا رسول
أمد يدي.. أمدّ .. ألا تراني؟
أنا المغشيُّ يخفيني
الذهول
وتشهد لي البلاد بأن قلبي
بذكر ك لا
يمل ولا يميـــل
أسيح أقلّب الأوراد عنكم
وتملكني صلاة تستطيــل
وتشهد غيمةٌ في الرُّوح أني
شهودي في محبتكم عدولُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق