إنّهَا
لا تَدْرِي...مَنْ يُخْبِرُهَا ؟
شـعر : حسـين الأقـرع
-----
---
نَامَـتْ عُـيُونِي وَ مَا أَسْـدَلْتُ أجفانا
فـفـي الـهوى أَلَـمٌ لو كان فَـتَّانا
نَـامت هُنَا فَدَنَا قَـبْلَ الغُرُوبِ أَنَــا
حَتَّى جَنَى فَهَوَى صِـدْقـاً وإيـمَـانا
يا لَـوْعَتِي وَدَمِـي يَـغْلِي وَحَشْرَجَتِي
يَـرْنُو لَهَا عَـدَمِـي حُبًّا وَ إِدْمَـانا !
مَا لِلْحَيَارَى جُنُـون الحُبّ يَـصْرَعُهُمْ
يا وَيْـحَهُمْ وأنا منهم...فَسُبْحَانا ..!!
سبحان من خلق الـنَّشوى وَزَيَّـنَها
بالـنُّور والـنَّوْرِ ... ذاك اللّه مولانا
قُولُوا لَهَا عَجَبًا حُـبِّي بَـكَى أَسَـفًا
حـتىَّ جَـرَى حِمَمًا دَمْعِي وَمَا صَانَا
لَوْ قُلْـتُهَا سَـلَفاً أنِّي أُحِـبُّـك هَلْ
يَـبْنِي لَنَا أَمَـلاً حُبِّـي وَأَزْمَانَـا ؟!
إنِّـي أحـبّك والأشْـوَاقُ تُرْهِـقُنِي
.. مَتىَ يُـرِيحُ دَوَاءُ الحُبِّ مَنْ عَانَى ؟
إنِّي أحبّك هـلْ تَـدْرينَ عَـاصِفَتِي؟
فالـحبُّ يَنْفُخُها فِـي الصَّدْرِ نِيرَانا !
ياربّ إنّي أريد الوَصْـل فـانـقطعت
حبائل الودّ إنّ الـقلب قد رَانـــا
أطلقت نَحْلَ هُـيَامي فـي حـدائقها
فقال مَوْتَـى غـيابـي أَحْيِـنَا الآنـا
ما حيـلتي وأنـا مـن شـهدها ثملٌ
مُذْ أن رَشَـفْتُ مـن النِّسْيَان إنْسَانا !
قَامَتْ تُـجَادِلُنِي فِي الحُبّ ذَاكِـرَتِي
تَـبًّا لِـذَاكِـرَتِـي أَشْقَتْ رَعَايَـانَا
عَلى رَصِيفِ الكَرَى قَدْ زَارَنِي نَفَسِي
كأنّه البَعْثُ مـن رَمْـسِ الهَوَى حَانا
أحْبَبْـتُهَا وطبول القـلب تأمرنـي
أذعْ فـضائـلهـا سِـرّا وإعلانـا
أحببتهـا وإذا بالـبُـعـد ينهـرني
حتَّى اشـترى أَلَمي روحاً وريـحانا
أحببتها فَلأنِّـي قد وجـدتُ غـداً
كاليوم كـالأمـس يا عشّاق ذكرانا
لـو تسألون فؤادي ما الهوى ؟ لشدا
كالسِّحر ينْسج في الـوجدان ألـحانا
كالماء يُـنْبِت نارَ الـعشق فـانطلقت
هَـوْلاً من الـضّحك المرجوم أبـكانا
فَالحُبُّ لَيْسَ لَـهُ وَصْـفٌ يُـحـدِّده
لاَ لاَ وَلَـيْسَ لَهُ مَكْـرٌ وَلَـوْ خَانَـا
من يَحْلب الحبّ من ثَدْي الزّمان يَمُت
موت الغـريب فقـلْ للحيّ شـتّانا !
أحببتها ورياح الحِقد ما هَـدأت..!!!
.. فَمَا عَـرَفْت لِهَذَا الـحُـبِّ مِيزَانا
ما بالها طـرقتْ حُبِّـي وما فـتحتْ
وما رمت خطـأً للـتِّيـهِ آذانــا
أم أنّها عشقتْ غَـيْرِي فما الْـتَفَتَتْ
نَحْوي وقدْ رَفَسَتْ بـالجَهْل قَـتْلاَنا
بَحْري يَصُبّ على حوض الرُّؤَى وَجَعا
والرُّوح من قلقِي يَـجْتَـرُّ أحْـزانـا
يـا هَجْر مَالي أرى سِرَّ الـهَجِير هـنا
جَـهْرا فهل هَلك الإفـصاحُ كِتْـمَانا
تلك الـتي قَتَـلَتْ بِالبُعْدِ أُمْـنِـيَتِي
فـهل عسى يجـمع الاِسمين قلبانا ؟!
تلك الّتـي زُهِقـت روحي بـنظرتها
...لكـنّها تُكْسب الأنـفاسَ عـنوانا
رسـمْتُها و ظلامُ اللّـيل يـسـألني
عن ذي الـغرام وبات اللّيل حـيرانا
هـذا نَسـيج سُـكارى في مودّتهم
فالحبّ والشّعر أحلى الـيوم ما كانا
كتبتها بِدَمِـي وَ القَلْبُ صَـدَّقَـنِي
والنّاس حَوْلي تَـرَى سُكْراً وَ سَكْرَانا
قالوا غرابـكَ يا مشؤومُ فانفجرت
من الـيَرَاع حُـروف الوجد أوزانا
لو يعلمون لهيـب الحُبّ ما شَـتَمُوا
فالحـبّ يـجمعنا شـيباً وشُـبَّانا
لا يعـرف الحبّ إلاّ من جَرَتْ غَضباً
تلك العيـون به حِـقْدا و بُهـتـانا
لا يعـرف الحـبّ إلاّ من بكى ألـمًا
من شـدّة الحبّ لولا الـوَصْل ما لاَنَا
فالحاءُ حُبْلَى بِبَاءِ الـهاء لَـوْ صَـدقت
والجِيم يـأْخـذ شكل الحَـاء أحيـانا
هي الحـياة ولا يـدري حـقيـقتها
إلاّ المُصَاب ومـن فـي أرضهـا هَانا
إلاّ الّذي سكنت نَـفْسُ الـلّئيم بـه
وكان عند خـيار الـنّاس شـيـطانا
إلاّ الّذي عَصَفَتْ بعض الـظنون بـه
ولم يجدْ أبـداً عَــوْنـاً و إخوانـا
إلاّ الّذي شُنِـقَتْ بالحُبّ سـيـرته
وذاق مـن غُـصَصِ الأيّـام ألوانـا
إلاّ الّذي خُتِـمَتْ بالشّـرّ غايـتـه
فالحبُّ مثل غياب الـعقل إن شـانا
.
.
.
الوادي - الـجـزائـر
---
نَامَـتْ عُـيُونِي وَ مَا أَسْـدَلْتُ أجفانا
فـفـي الـهوى أَلَـمٌ لو كان فَـتَّانا
نَـامت هُنَا فَدَنَا قَـبْلَ الغُرُوبِ أَنَــا
حَتَّى جَنَى فَهَوَى صِـدْقـاً وإيـمَـانا
يا لَـوْعَتِي وَدَمِـي يَـغْلِي وَحَشْرَجَتِي
يَـرْنُو لَهَا عَـدَمِـي حُبًّا وَ إِدْمَـانا !
مَا لِلْحَيَارَى جُنُـون الحُبّ يَـصْرَعُهُمْ
يا وَيْـحَهُمْ وأنا منهم...فَسُبْحَانا ..!!
سبحان من خلق الـنَّشوى وَزَيَّـنَها
بالـنُّور والـنَّوْرِ ... ذاك اللّه مولانا
قُولُوا لَهَا عَجَبًا حُـبِّي بَـكَى أَسَـفًا
حـتىَّ جَـرَى حِمَمًا دَمْعِي وَمَا صَانَا
لَوْ قُلْـتُهَا سَـلَفاً أنِّي أُحِـبُّـك هَلْ
يَـبْنِي لَنَا أَمَـلاً حُبِّـي وَأَزْمَانَـا ؟!
إنِّـي أحـبّك والأشْـوَاقُ تُرْهِـقُنِي
.. مَتىَ يُـرِيحُ دَوَاءُ الحُبِّ مَنْ عَانَى ؟
إنِّي أحبّك هـلْ تَـدْرينَ عَـاصِفَتِي؟
فالـحبُّ يَنْفُخُها فِـي الصَّدْرِ نِيرَانا !
ياربّ إنّي أريد الوَصْـل فـانـقطعت
حبائل الودّ إنّ الـقلب قد رَانـــا
أطلقت نَحْلَ هُـيَامي فـي حـدائقها
فقال مَوْتَـى غـيابـي أَحْيِـنَا الآنـا
ما حيـلتي وأنـا مـن شـهدها ثملٌ
مُذْ أن رَشَـفْتُ مـن النِّسْيَان إنْسَانا !
قَامَتْ تُـجَادِلُنِي فِي الحُبّ ذَاكِـرَتِي
تَـبًّا لِـذَاكِـرَتِـي أَشْقَتْ رَعَايَـانَا
عَلى رَصِيفِ الكَرَى قَدْ زَارَنِي نَفَسِي
كأنّه البَعْثُ مـن رَمْـسِ الهَوَى حَانا
أحْبَبْـتُهَا وطبول القـلب تأمرنـي
أذعْ فـضائـلهـا سِـرّا وإعلانـا
أحببتهـا وإذا بالـبُـعـد ينهـرني
حتَّى اشـترى أَلَمي روحاً وريـحانا
أحببتها فَلأنِّـي قد وجـدتُ غـداً
كاليوم كـالأمـس يا عشّاق ذكرانا
لـو تسألون فؤادي ما الهوى ؟ لشدا
كالسِّحر ينْسج في الـوجدان ألـحانا
كالماء يُـنْبِت نارَ الـعشق فـانطلقت
هَـوْلاً من الـضّحك المرجوم أبـكانا
فَالحُبُّ لَيْسَ لَـهُ وَصْـفٌ يُـحـدِّده
لاَ لاَ وَلَـيْسَ لَهُ مَكْـرٌ وَلَـوْ خَانَـا
من يَحْلب الحبّ من ثَدْي الزّمان يَمُت
موت الغـريب فقـلْ للحيّ شـتّانا !
أحببتها ورياح الحِقد ما هَـدأت..!!!
.. فَمَا عَـرَفْت لِهَذَا الـحُـبِّ مِيزَانا
ما بالها طـرقتْ حُبِّـي وما فـتحتْ
وما رمت خطـأً للـتِّيـهِ آذانــا
أم أنّها عشقتْ غَـيْرِي فما الْـتَفَتَتْ
نَحْوي وقدْ رَفَسَتْ بـالجَهْل قَـتْلاَنا
بَحْري يَصُبّ على حوض الرُّؤَى وَجَعا
والرُّوح من قلقِي يَـجْتَـرُّ أحْـزانـا
يـا هَجْر مَالي أرى سِرَّ الـهَجِير هـنا
جَـهْرا فهل هَلك الإفـصاحُ كِتْـمَانا
تلك الـتي قَتَـلَتْ بِالبُعْدِ أُمْـنِـيَتِي
فـهل عسى يجـمع الاِسمين قلبانا ؟!
تلك الّتـي زُهِقـت روحي بـنظرتها
...لكـنّها تُكْسب الأنـفاسَ عـنوانا
رسـمْتُها و ظلامُ اللّـيل يـسـألني
عن ذي الـغرام وبات اللّيل حـيرانا
هـذا نَسـيج سُـكارى في مودّتهم
فالحبّ والشّعر أحلى الـيوم ما كانا
كتبتها بِدَمِـي وَ القَلْبُ صَـدَّقَـنِي
والنّاس حَوْلي تَـرَى سُكْراً وَ سَكْرَانا
قالوا غرابـكَ يا مشؤومُ فانفجرت
من الـيَرَاع حُـروف الوجد أوزانا
لو يعلمون لهيـب الحُبّ ما شَـتَمُوا
فالحـبّ يـجمعنا شـيباً وشُـبَّانا
لا يعـرف الحبّ إلاّ من جَرَتْ غَضباً
تلك العيـون به حِـقْدا و بُهـتـانا
لا يعـرف الحـبّ إلاّ من بكى ألـمًا
من شـدّة الحبّ لولا الـوَصْل ما لاَنَا
فالحاءُ حُبْلَى بِبَاءِ الـهاء لَـوْ صَـدقت
والجِيم يـأْخـذ شكل الحَـاء أحيـانا
هي الحـياة ولا يـدري حـقيـقتها
إلاّ المُصَاب ومـن فـي أرضهـا هَانا
إلاّ الّذي سكنت نَـفْسُ الـلّئيم بـه
وكان عند خـيار الـنّاس شـيـطانا
إلاّ الّذي عَصَفَتْ بعض الـظنون بـه
ولم يجدْ أبـداً عَــوْنـاً و إخوانـا
إلاّ الّذي شُنِـقَتْ بالحُبّ سـيـرته
وذاق مـن غُـصَصِ الأيّـام ألوانـا
إلاّ الّذي خُتِـمَتْ بالشّـرّ غايـتـه
فالحبُّ مثل غياب الـعقل إن شـانا
.
.
.
الوادي - الـجـزائـر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق