2014/01/13

أحمد قرني لوكالة الأنباء الثقافية: نقاد الـ”تيك أواي” شوهوا الحركة الثقافية في مصر ومصطلح”أدباء الأقاليم” سقط ولن يعود



أحمد قرني لوكالة الأنباء الثقافية: نقاد الـ”تيك أواي” شوهوا الحركة الثقافية في مصر ومصطلح”أدباء الأقاليم” سقط ولن يعود


آن الأوان أن ينطلق المبدعون للخروج بالوطن من هذا المستنقع الذي نعيشه
و.أ.ث - ولاء عبدالله

هو كاتب له رؤية وموقف، يرى أن الأديب في أي مكان في العالم يستطيع أن يخرج صوته إلى أفق الحياة، ويساعده في ذلك وسائل التكنولوجيا الحديثة، خاصة الانترنت الذي جعل العالم بمثابة قرية كونية صغيرة.
يعتبر أن الثقافة هي القاطرة التي ستخرج الوطن من المستنقع الذي نعيشه، إلا أنه في نفس الوقت يشير بأصابع الاتهام إلى ممارسات وتجمعات، تعمل على تغييب المبدعين الحقيقيين والدفع بمزيفيين يحتلون الساحة، مطالبا بتعامل آخر، وبتغيير ثوري حقيقي في مجالات الحياة المختلفة.
وكالة الأنباء الثقافية التقت الشاعر والروائي المصري "أحمد قرني" في حوار تحدث خلاله عن عدد من القضايا الثقافية مطالبا بنظرة مستقبلية، والانتهاء بالنظر للماضي والبكاء على أطلاله.. فإلى الحوار:-
-        تتجول بين ألوان الكتابة الأبداعية ما بين شعر ورواية وأدب الأطفال.. ففي أيها يجد "أحمد قرني" نفسه أكثر..؟ -
** فى الحقيقة أنا لا أعترف بتلك التسميات وهذه الأنواع، أنت تتحدثين عن أشكال لتسمية واحدة هو الابداع، الإبداع هو الجوهر الحقيقي لهذه الأنواع الأدبية، كل الأنواع الأدبية تتجاور وتتلاقح  وتتداخل ولا يوجد صنف أو نوع أدبي خالص فمثلا من قبل أن توجد الرواية أين كانت.., بالتأكيد هذا النوع الأدبي كان موجودا ربما لم يكن موجودا بهذه الصورة التى هو عليها الآن لكنه كان موجودا سمه ما شئت لكن لا يمكن أن يوجد شيئ من فراغ، النقاد يتحدثون طويلا عن أصول ونشأة الرواية هذا ما أعنيه كل الأنواع الأدبية تتوارى فى القيمة الأهم الجوهر ما أسميه" الإبداع " حتى العبور إلى الأشكال الأخرى فى الإبداع منها الرسم أيضا  والفن عموما، أنا أجد نفسي فى الكتابة أى كان نوعها ...سواء الرواية أو الشعر أو الكتابة للطفل وأنا أستمتع لكتابتى قبل القاريء أجد دائما متعة فى الكتابة وأحزن حين أنتهى من عمل لأننى أشعر أننى أفارق شخصياته وأجوائه وعالمه.
-        رواياتك تأخذ عناوين أقرب للغرائبية، ما بين الأقدس، و"حارس السور"، و"آخر سلالة عائلة البحار" فما السبب ..؟
*** طبعا هذه الغرائبية ليست مقصودة لذاتها بل ترتبط ارتباطا بجوهر النص الروائي"الأقدس" كعنوان لإحدى رواياتى يشير إلى الجوهر فى كل شيئ من حولنا والبحث عن هذا الجوهر كما أن الأقدس هو الكتاب المقدس لدى البهائيين وإحدى شخصيات الرواية تعتنق البهائية وهذا ينطبق تقريبا على باقي عناوين الروايات و" حارس السور " ترصد التغير الذى طرأ على الريف المصري من خلال عالم المقابر.
- هل تعترف بمسمى أديب الأقاليم، وأديب العاصمة.. وهل تؤثر هذه التسميات على مسارك الإبداعي..؟
*** لم يعد هناك مسمى " أديب الأقاليم " ثورة الاتصالات الآن رفعت كل الحدود الجغرافية ليس هنا فقط بل فى العالم كله، الآن نتحدث عن أن العالم أشبه بالقرية كما لم تعد هناك عزلة يمكن لنخبة ما أن تمارس سطوتها فى فرضها على أديب أو كاتب أو حتى الدولة لم يعد فى إمكانها مهما امتلكت من آلات عسكرية أو خبرات أمنية  أن تفرض على مبدع أو كاتب حدودا، الحدود  رفعت تماما كلنا الآن نتعامل ونتعاطى مع القضايا العالمية على أنها قضايا محلية أنا أتواصل مع كتاب عرب كثيرين من المغرب والعراق ومن تونس وليبيا فوجئت بدراسة رائعة عن روايتى "آخر سلالة عائلة البحار" لناقد عراقى شهير هو الكاتب "صالح هويدى" كما أننى فوجئت أيضا بدراسة لناقد ليبى هو الناقد "عبد الحكيم المالكى" عن رواية لي  ..لم يعد هناك حدود تفصل بين دول العالم وما زلنا هنا نتحدث عن أدباء الأقاليم ؟! هذا مسمى أراه عنصري يميز بين الكتاب على أساس المكان لا أساس الإبداع والقدرة ..هذا مصطلح انتهى وسقط ولن يعود وبالقطع لم أشعر أبدا بتأثير هذا المصطلح على لكونى كنت محظوظا فقد نشرت أول ما نشرت فى الكويت ثم الإمارات فلم أشعر أبدا بالعزلة.
-        نلت عدد من الجوائز على المستوى المحلي والعربي، كانت أبرزها جائزة الشارقة، ما الذي تمثله لك هذه الجوائز..؟
*** نعم حصلت علي جوائز عديدة منها طبعا جائزة الشارقة فى الرواية ومنها جائزة نادى القصة وجائزة مجلة الصدى الاماراتية وجوائز أخرى عديدة من الكويت مثلا طبعا هذه الجوائز مهمة للكاتب فى ظل غياب واضح للنقاد فى مصر، بعض النقاد فى مصر شوهوا الحركة الثقافية، لم يعد هناك حركة نقدية مثل التى كانت موجودة فى الستينات وما قبلها , النقاد الآن "تك أواى" يقرأون الأعمال وهم فى طريقم للندوات والمؤتمرات وبعضهم من خلال حديثه تكتشف أنه يتحدث عن عمل آخر غير الذى يتحدث فيه.
نحن نحتاج إلى جيل جديد من النقاد أراه يتشكل حاليا، أسوأ ما فى الحركة الثقافية فى مصر هم نقادها الذين أهانوا الكتابة بالحديث عن فاقدى الموهبة وأنصاف المبدعين  والمبدعات وساهموا فى صدور كثير من الأعمال والكتب التى لا مكان لها إلا صندوق القمامة بينما بالغوا هم فى وصف قيمتها الأدبية هؤلاء من أهانوا الثقافة والكتابة والإبداع ..للأسف في مصر لا أحد يكتب عن عمل لك لوجه الله لابد من صلة قربى أو شلة أو حفنة لذلك كانت الجوائز الأدبية مهمة جدا للكاتب فى ظل هذا الجو الخانق حتى تدرك أنك على الطريق
- رأست أمانة مؤتمر "الثقافة المصرية والمستقبل " والذي عقد مؤخرا في الفيوم، كيف ترى مستقبل مصر من منظور ثقافي..؟
*** لاشك أن مصر تمتلك من المقومات الثقافية عبر تاريخها الطويل ومشوارها الحضارى الذى تكون عبر سنوات طويلة ضاربة بعمق جذورها فى الحضارة تمتلك الآن أن تثب بقوة إلى المستقبل لكن شريطة أن يعى أبناؤها عمق تلك التجربة الإنسانية والحضارية لا يمكن الحديث عن المستقبل ولدينا هذه النسبة التى تقارب الستين بالمائة من الأمية ...لا يمكن الحديث عن مستقبل ولدينا منظومة تعليم فاسدة وهى فاسدة بإقرار الجميع ومع هذا نتعامل وكأن لدينا تعليم والحقيقة لا يجب أن نتعامل مع أمة تغوص الآن حتى رأسها فى جهل مطبق، أمة تقتل عبقريتها وتدفن مبدعيها فى الرمال بحكم الفساد وخراب الذمم والانتهازية لدى السياسيين وشعب يقبع معظمه تحت حد الفقر ويسكن معظمه فى العشوائيات نحن نحتاج إلى جماعة سياسية لديها ضمير ووعى لنخرج من متواليات الجهل والفساد والانتهازية.
-        وهل برأيك ينال الأديب والمبدع في مصر الحضور الذي يستحقه..؟
** لا المبدع ولا الأديب ينال ما يستحقه مثله فى مثل كل المخترعين والأفزاز فى كل قطاع،  فى مصر منظومة الفساد قادرة على قتل كل شيئ قتلا بطيئا.. الفساد الذى تراكم طيلة عقود طويلة، الفساد الذى أعنيه هو ( الوساطة , الرشاوى , المحسوبية , البيرقراطية الادارية ) كل هذا كفيل بقتل الابداع فى أى مجال عندما نرى كاتبة لا علاقة لها بالكتابة ولا الابداع وتجدينها فى كل المؤتمرات وتنشر فى معظم المؤسسات الثقافية ويحتفى بها نقادنا من عواجيز الفرح الذين يجلسون ليتابعوا أجساد الفتيات فى شبق مقيت، انظرى كيف تمنح جوائز الدولة فى مصر لنعرف حجم الفساد، أقصد فساد المثقفين أنفسهم، انظرى من يتربع على مقاعد المؤسسات الثقافية فى مصر لتدركى حجم هذا الفساد ..لقد رشحت روايتى " الأقدس " لنيل جائزة الدولة التشجيعية " ما الذى جرى لقد أعطوها لأحد الصحفيين ماذا يعنى هذا ؟!! أنت أمام منظومة فساد مكتملة وقادرة وفاعلة هناك نقاد يحكمون فى بعض الجوائز يشترطون حتى تفوز بالجائزة أن يحصل هو على نصف قيمتها المادية  !! ذهبت مرة لأقدم عملا لنشره فى أحد الهيئات الكبرى فوجئت بمدير التحرير وهو يرحب بنا جدا يقول لى همسا " فقط ستتنازل عن المقابل المالى للنشر" ورفضت لأنه أسلوب وضيع .
-        جرى في ختام المؤتمر بعض الخلافات على التوصيات الختامية، فهل برأيك تفند هذه الخلافات وهي بين قطاع من المثقفين، واقع الأزمة والانقسام في الرأي الذي يعيشه الشارع المصري..؟

** الخلافات التى جرت فى جلسة كتابة التوصيات فى مؤتمر الفيوم الأخير هى تعبر عن اتجاهين من وجهة نظرى، اتجاه يرى أنه على المثقفين أن ينشغلوا بقضاياهم الثقافية والأدبية فقط وأن يبتعدوا عما هو سياسيى وهذا الاتجاه أنا أرفضه بل وأرفض حتى مجرد الحديث حول منطقه ذلك لأن المثقفين  ليسوا جماعة فئوية يجب أن تعكف على مصالحها فقط وتبتعد عن المشهد العام لأننى أرى المبدع والكاتب والمثقف هو ضمير الأمة، حارس حضارتها وملهمهاولا يجب أبدا أن ينشغل بقضاياه الثقافية عن قضايا مجتمعه وإلا يعيش فى عزلة ...البعض كان يرى أن علينا ألا نتحدث فى توصيات المؤتمر عن أمور سياسية ونكتفى بالحديث عن توصيات ثقافية وأنا أرى ذلك جريمة يرتكبها المثقفون فى حق أنفسهم لأن السياسي يؤثر بشكل كلى على ما هو ثقافي انظر مثلا كيف تحدث فاروق حسنى فى النظام القديم عن فكرة تدجين المثقفين وادخالهم الحظيرة ...وكيف بالقطع نجح فاروق حسنى ونظام مبارك فى ذلك وكيف استسلم كثير من المثقفين لفكرته الآن لا يريدون الخروج من تلك الحظيرة يريدون أن يظلوا فيها وإذا كان الوطن الآن فى حالة صراع وفى مرحلة تشكل ويدعوهم للخروج فتجدهم لا يخرجون ويقولون لك لا ليس لنا علاقة بالشأن السياسي وللأسف من كان يطلب ذلك مثقف كبير ..أيضا من التوصيات التى واجهت خلافا كان حديثي عن توصية بضرورة التحذير من عودة رموز نظام مبارك من القيادات إلى مقاعدهم ثانية على رأس مؤسسات ثقافية , هم أفسدوا وعليهم أن يبتعدوا الآن لأن فى عودتهم انتكاسة لثورتنا ودلالة غير حميدة إلا أن البعض رأى فى تلك التوصية أنها تمس صديقا له هنا أو هناك طبعا أعرفهم بالأسم وجد أنه سيقع فى حرج إن خرجت تلك التوصية فحارب من أجل عدم خروجها وللأسف اكتفينا بتوصية تتحدث عن ضرورة تفعيل قانون العمل !! هذا صراع يظل قائما ردحا من الزمن ويكشف عن شيزوفرينيا المثقفين فبينما نتحدث دائما عن ضرورة التغيير ولكن ما إن يقترب منا ننزعج بشدة
أما واقع الأزمة والإنقسام الذى يعيشه الشارع المصري الآن فهو بسبب انتهازية السياسيين لا أحد ولا جماعة سياسية ولا حزب يريدون أن يبتعدوا قليلا عن مصالحهم وأن يتطلعوا فى تلك اللحظة الفارقة من عمر الوطن إلى مصالح عليا تخص الجماعة المصرية والوطن , فكرة الوطن ليست متحققة فى ذهن الجميع كثيرون من الجماعات السياسية لا يدركون أن الوقت ليس مناسبا الآن للصراع على السلطة فى وقت الوطن أصبح فى خطر وأن على تلك الأحزاب والجماعات أن تتخلى عن أنانيتها وانتهازيتها للتفكير فيما هو أهم، هذا الصراع الانتهازى الوضيع أثر سلبا على رجل الشارع البسيط الذى لا تربطه بتلك الأحزاب أية صلة لذا فقد وقر فى ذهن الجماعة الشعبية التى انحازت بفطرتها إلى رجل مثل الفريق السيسي وأحبوه هم رأوه رجلا وإن لم يكن له تاريخ سياسي ـ بحكم أنه رجل عسكري ـ  وهو لم يتحدث أبدا فى السياسة إلا بدرجة وعى أعمق تنبع من الحرص على الوطن وليس على مصالح سياسية  ولكون السياسيين منغمسين فى صراعهم حول الانتخابات والكراسي والسلطة حين خرج على الجماهير رجل مثل السيسى يتحدث إليهم بحب وبلغة بسيطة وسهلة . ليست تلك اللغة التى يجيدها السياسيون التى تمتلىء بالمراوغة بعدم التحديد ولا تحسم شيئا.
-        شغلت عضوية أمانة مؤتمر أدباء مصر عن "الفيوم" كيف تقرأ واقع هذا المؤتمر الذي يضم مبدعي مصر من كافة المحافظات؟
****  في الدورة الأخيرة  لا أخفى أنه كان هناك حماس شديد لدى أعضاء الأمانة فى الإعداد للمؤتمر العام الماضى لكن لاحظت انطفاء هذا الحماس فى هذا العام حتى ازداد اعضاء الامانة المتغيبين عن الحضور وأرى ضرورة إلغاء هيمنة لجنة الأبحاث على المؤتمر فلا يمكن اختزال الأمانة فى لجنة الأبحاث التى فى الغالب تضم نقادا أكادميين وبالتالى سنجد أن المؤتمر لا يصنعه المبدعون ولا الكتاب ولا هؤلاء الذين يأتون من تلك المحافظات النائية بل تصنعه لجنة الأبحاث منذ اختيار موضوع المؤتمر ومحاوره وجلساته ويبقى على الأمانة أن تصوت على ذلك فقط  حتى أننى فى العام الماضي حين ناقشت رئيس لجنة الأبحاث بضرورة تغيير عنوان المؤتمر أو بعض محاوره فوجئت برده أن لم يكن يعلم على الإطلاق أن ما قررته لجنة الأبحاث سيكون قابلا للنقاش من قبل الأمانة!! يجب أن تتيح اللائحة لأعضاء الأمانة اختيار عنوان المؤتمر قبل انعقاد لجنة الابحاث وليس العكس حتى نستمع إلى كل الأراء أولا ثم يحال موضوع المؤتمر إلى لجنة الأبحاث لتحديد محاوره وفقا لما دار من مناقشات فى الأمانة
 مؤتمر أدباء مصر فى حاجة ملحة الآن لأن يخرج من عباءة هيئة قصور الثقافة إلى وزارة الثقافة وزارة الثقافة يجب أن تحمى هذا المؤتمر يجب أن توفر له الدعم الكافى لضمان اقامته بعيدا عن استجداء المحافظين ,,يجب أن يكون لهذا المؤتمر دور كبير فى تشكيل الحركة الثقافية فى مصر وأن يكون قادرا على توصيف المشكلات ومشاركا فى حلها يجب أن يضع الاستراتيجيات لكن أود أن أشير إلى ضرورة العمل على تطوير لائحة هذا المؤتمر التى بها عوار كثير حتى يؤدى دوره.
- برأيك ما المحددات التي تنقص الثقافة المصرية الآن..؟
  لا يجب أن أن يكون الجنين للماضي هو محركنا, الماضى بعضه رائع وبعضه جميل وبعضه ليس رائعا ولا جميلا لابد أن نناقش الماضي مناقشة حرة بعيدا عن التشنج البعض ـ وبتحكم مسبق ـ يتصور أن فى الماضى الأجمل بينما الأجمل دائما لم يأت بعد..دائما ما نرى أن فى الماضى صنعت البطولات والانجازات وفى كتب التراث الروائع وأن كل ما هو مستلهم من هذا التراث يكون مدهشا وأرى ذلك عيبا خطيرا لأننا قد فتنا بهذا الماضى ولن نستطيع تجاوزه ولكن علينا أن نشتبك بالراهن الحاضر والامساك به والتطلع إلى المستقبل لا يمكن لأمة أن تنهض أو تقوم من كبوتها ولديها هذا الكم من الحنين إلى ماضيها ليصبح فى النهاية وجعا  ويشكل عقبة فى تجاوزه، الماضى مثل درجات السلم التى يجب ألا نتسلقه دفعة واحدة بل نضع قدما على درجة والأخرى على الدرجة الأعلى ولا يجب أن نثبت نظرنا إلى أسفل بل يجب أن نتطلع إلى أعلى لأن الهدف هو الوصول لما هو أعلى الماضي يجب أن يدفعنا إلى التقدم لا أن يسحبنا إلى الخلف ..بدون تجاوز تلك الفكرة ستظل ننظر للخلف لن نتقدم . لا يمكن أن يكون تصورنا عن أن الكمال والمثال فيما مضى ..يجب أن نتخلص من هذا الشعور الضاغط الهدام لدينا حاضر ولدينا مستقبل لابد أن ننشغل بهما ليس كل ما فى الماضى رائعا مثلا لدينا حكم الخلافة الرشيد ولدينا أيضا فى ماضينا ملك عضود والحجاج وصراع على السلطة بين الأمويين والعباسيين لدينا فى الماضى حضارة عريقة فى المعمار والفن واسهامات كبيرة من علماء عرب ولدينا أيضا فى هذا الماضى القهر وحكم الفرد وقتل شعراء وتعذيب فقهاء وأدباء مثل حادثة قتل ابن المقفع.
-        وهل يمكن للمبدع أن يقدم حضورا أكبر في الواقع الراهن، والذي تتصدر فيه السياسة المشهد..؟
** بالقطع أنا لا أرى أى خلاف بين المثقف والأديب وبين السياسي بل أرى أن الوقت حان الآن لكى ينطلق المبدع الذى يمتلك الحلم والرؤية والفكرة لكى يدفع الوطن للأمام بل ولكى نخرج من هذا المستنقع , الوقت الحالى هو الوقت المناسب ليرتفع صوت المفكرين والكتاب والمبدعين، كلنا رأى المشهد الرائع حين احتل المثقفون وزارة الثقافة كمقدمة للثلاثين من يونيو، انتفاضة المثقفين كان شعلة لثورة وطن .
-        أخيرا ما جديدك الآن..؟
 *** الجديد بالنسبة لى أننى أوشكت على الانتهاء من رواية جديدة " سماء الحضرة ".

ليست هناك تعليقات: