2014/01/20

السيسي ومعايير اختيار الرئيس بقلم: فؤاد قنديل

السيسي ومعايير اختيار الرئيس
بقلم: فؤاد قنديل 
 ليس من شك أن منصب رئيس الجمهورية يمثل رأس النظام الحاكم ، وهو الذى ينهض بعبء متابعة تنفيذ الاستراتيجية الأساسية للدولة وتحويلها إلى خطط وبرامج فيما يخص التوجهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، كما أنه المسئول الأول عن أمن الأمة في الداخل والخارج ، وتحقيق التقدم في قطاعات الدولة المختلفة وعلى رأسها التعليم والبحث العلمى والزراعة والصناعة والسياحة والثقافة والصحة والطاقة وكافة الخدمات الأساسية للمواطنين ، والتأكد من رسوخ حرية التعبير جنبا إلى جنب مع كل ما يحفظ حقوق المواطنين وكرامتهم ،وهو الذي يشرف على كل المحاولات العلمية الجادة لنقل البلاد من مستوي البوار الفادح والتخلف إلى حالة الرخاء والتقدم وعلى هذا أتصور أن المعايير التى سأختار رئيس الجمهورية على أساسها أن يتمتع – قدر الإمكان - بالآتي : 
* الثقافة .. لابد كشرط أول أن يكون الرئيس المحتمل مثقفا ثقافة عريضة شاملة شتى ألوان المعرفة من خارج تخصصه ، لأن الحاصل على الدكتوراة في تخصص بعينه حامل لعلم ما ولكنه ليس بالضرورة مثقفا ، والثقافة تتجلى في معرفته الدقيقة بتاريخ أمته وكثير من دول العالم ، كما تتجلى في درايته العميقة بالآداب والفنون والفلسفة ، فضلا عن المبادئ الأساسية لعلوم السياسة والاقتصاد والقانون، وأن يجيد إجادة تامة لغة أجنبية واحدة على الأقل .
 * إيمانه العميق بالديمقراطية .. والديمقراطية لا تعنى فقط حكم الشعب نفسه بنفسه ، وإنما تعنى قبول الآخر واحترام حق الاختلاف والانحياز للرأي الصائب أيا كان مصدره . * تشبعه بمبادئ الدين المستنير ،وأن يكون الله دائما نصب عينيه .
 * أن يكون أمن الوطن والمواطن همه الأول .. وكلاهما بحاجة إلى حماية شاملة وعاجلة في الداخل والخارج البت. 
* الحرص على العدالة بكل صورها.. ومن تحصيل الحاصل القول إن العدالة أساس الحكم لأنها لازمة لإقرار السلم والأمن ، ولأنها خط الدفاع الأول عن الوطن ضد الفتن والنزاعات الداخلية وفي مقدمة صور العدالة تأتى العدالة الاجتماعية وتتجلي في تقارب الأجور وتوفر فرص العمل وسبل العيش.
 * الإيمان المطلق بالعلم .. فالعلم هو الأداة الوحيدة والصالحة أبدا لتطوير الأمم وتحقيق التقدم وإحراز مكانة على درب التنافسية العالمية ، والعلم لا يعنى فقط استخدام المخترعات والآلات الحديثة ، ولكنه يتضمن أيضا استخدام المناهج العلمية والموضوعية واستخدام العقل والحرص على الإتقان والصدق والأمانة والشفافية وتجنب الإشاعات والاعتماد على الحقائق وتجاهل أهل الثقة وتفضيل أهل العلم والخبرة ، كما يعنى العلم مقاومة كل أشكال التطرف والتعصب والعشوائية ،لأن ذلك كله ضد روح العصر وضد الحضارة والتقدم .
 * ترسيخ كل أشكال وصور المواطنة .. والمواطنة تعنى رفض التمييز بين المواطنين على أساس العرق أو العقيدة أو المكانة أو اللون أوالثروة ، والكل أمام جميع المسئولين وأمام القانون سواء .
 * عروبي النزعة .. فالانتماء للعروبة شرط أصيل ، لأن مصر على مدى ألف وأربعمائة عام كانت جزءا لا يتجزأ من العالم العربي وكان العالم العربي على نحو من الأنحاء جزءا منها ،ومصر كانت ومازالت تساند العرب ، وكان العرب ولا يزالون يساندونها ، ولا يستغنى أي منهما عن الآخر والبلاد العربية عمق استراتيجي لمصر من النواحي التاريخية والجغرافية والسياسية والاقتصادية . 
* أن يكون مستقبلي النزعة .. من المهم ألا ينظر الرئيس تحت قدميه وإنما يتطلع دائما نحو المستقبل ، لأن المستقبل يعنى التنمية والتقدم ، ويعنى استباق الأزمات ، ويعنى تجنيب البلاد الكثير من المشكلات . ويعنى توفير أفضل الخدمات وأحدثها.
 * الثقة بطاقات الشعب المصري ومواهبه وبإمكانية تحقيق المعجزات التى لا تقدر عليها شعوب أخرى ، وأهمية استثمار هذه الطاقات وتحفيزها نحو العمل والإنتاج عبر مناخ مشجع وفاتح لشهية التحدي.
 * الإيمان بالشباب .. وهذا يعنى ثقته في قدراتهم ومحاولة الاعتماد عليهم ، والدعوة لتنظيم الدورات التي تؤهل المتفوقين منهم لتولى المسئولية القيادية ، والعمل على رفع مستوياتهم المعرفية للمشاركة في منظومة النهضة .
 * تجربته الشعبية .. إن تجربة الرئيس مع البسطاء من أبناء الشعب واحتكاكه بمشكلاتهم ومطالبهم وألوان معاناتهم لازمة لإنضاج رؤيته الاجتماعية بناء على قدراته في الإحساس بنبض الجماهير وفهم الشخصية المصرية التي لا شك تتميز بسمات مختلفة عن شعوب أخرى .
 * أن يكون مثالا يُحتذى .. أي قدوة في الصلاح والصبر والاحتمال .. إن أكثر ما أضر الشعب وأفسد عليه حياته هو اختفاء القدوة التي تتقدم الصفوف بناء على مبادئ وقيم ، ولذلك ضل الشباب الطريق ، لأن القدوة علامة ودليل ومنهج ورؤية ، ويستحيل على قائد أن يفلح إلا إذا كان قدوة في كل قول وفعل. 
* الاستعداد لفتح آفاق التعاون مع كل الدول ما عدا الكيان الصهيوني الاستيطاني الذي يمثل أشرس أسباب التخلف والنزاع والتآمر في المنطقة .
 * التواضع .. وأهمية التواضع تكمن في أنه مستعد للحوار مع أبسط المواطنين ، كما تعنى عدم إرهاق ميزانية الدولة بالمظهريات التي تتطلبها فخامة مكتبه وأسطول سياراته وخدماته المغالى فيها ، و عشرات الملايين التي يحتاجها جيش كامل يقوم على خدمته. كما تعنى استعداده لإنكار ذاته من أجل الوطن.
 وبعد .. ربما يرى البعض أني أبحث عن إنسان مثالي ، لكننا نضع المعايير ولنا أن نعطي الرئيس المرشح عن كل سمة درجة من الدرجات ، ومن المجموع يتباين المرشحون ، وتختلف الأقدار، والسؤال الملح الآن .. هو :
 ماذا يتوفر في الفريق أول عبد الفتاح السيسي من هذه المعايير ليصلح رئيسا للجمهورية ؟

ليست هناك تعليقات: