المناعة
هند بوعبيدأسكن الجنة أينما كنت .. فأينما وليت وجهك تكمن السعادة
مجهد البدن .. مرير النفس .. يتأبط المرض بين حين و آخر .. شحيح النظر .. ناشف الحرف
لا يملك من ساعاته إلا دقائق المرض ..
الكل بخير .. أنا بخير ..
لا يا أبي أنت منهك جدا و تعب
ما رأيك أن أرافقك إلى الطبيب .. ؟؟
لا لا أنا بخير .. هي لحظة ألم عابرة ..
ما رأيك بالمرض يا بني ... ؟؟
عدو للإنسان يا أبي ..
و ما رأيك بالجسد .. ؟؟
أغلى ما نملك يا أبي ..
لهذا يجب أن نحافظ عليه .. و عليك أن تذهب إلى الطبيب
أسمعت شيئا عن المناعة ؟؟
سمعت و قرأت .. هي من تدفع المرض عن الجسد يا أبي
إذا علينا الانتظار ..
انتظار ماذا يا أبي .. ؟
المناعة .. اختبار الجسد ..
رفع رأسه للسقف بعدما غادر ابنه الصغير الغرفة في تكدر .. أغرق عيناه الضباب و تراكمت من حوله الصور غادره الألم بضع ساعات ليصافح الذاكرة بقلب قوي و جسد سليم ..
أريد بيع كل شيء ..
بكم ..؟؟
بخمسين ألف درهم
كيف ؟؟ ثمن باهض لا يساوي كل ما تملكه .. لا تساوي أنت بكاملك هذا المبلغ .. صدقني ..
لكني أحتاج المال ؟؟ ..
فيما ؟؟
لا رد ..
فيما تحتاج المال .. ربما لو علمت السبب كنت كفيلا بمساعدتك
ربما أقرضك النصف .. ربما الكل .. ربما لا شيء
لا رد ..
يتملكني الفضول يا صديقي هيا .. أعدك بمساعدتك
أريد أن أخطبها ..
من ؟؟ .. لا تقل هذا يا صديقي أترمي بنفسك لتهلكة من أجل امرأة
ألم تفكر قط في الموضوع .. سوف تنام على الحصير
كيف لها أن تقبل بك .. كيف لأهلها أن يقبلوك زوجا لابنتهم و أنت لا تملك سوى قوت يومك .. كيف تغامر لأجل امرأة يا صديقي ؟
لا أدري .. أنا فقط أحب
ألا تعرف أن الحب مقبرته الزواج ؟؟
أتدرك ماذا تفعل .. ؟؟
قاطعه بصوت حاد ملتهما للألم .. أحب شيماء
من شيماء ؟؟ .. أتقصد شيماء ..
شيماء الشقراء بنت الواحدة و العشرين ذات العينين الغجريتين و الابتسامة الباردة التي توزعها على الطلبات دون الطلاب للتحية و السلام و للمرور في هدوء
هي أخت علي الرجل الشقي القوي الذي يملك من الوقت و المال ما يشبع صديقاته
لم يتفوه بكلمة ..
تذكر لقائه الأول مع خالد يوم صعدا المصعد معا كان مترددا و قلق يسأله بخوف
أتعرف الأستاذ علي ؟
نعم أعرفه ..
سمعت أنه يريد عاملا مؤقتا ليتمم له بعض الحسابات .. هل وجده ؟؟
لا ليس بعد ..
لا أدري إن كان سيقبل بي .. أحتاج للعمل بشدة
لا أعتقد ..
لما ؟؟
مظهرك الخارجي غير لائق .. هو يحتاج محاسبا يتواجد صباحا وهذا ما سوف يجعلك تقابل العديد من الأشخاص .. لا اعتقد انه سوف يقبل بك بهذا الملبس و بهذا الذقن
كنت في فترة امتحانات و لا املك المال الوفير أنا ابن الريف و هنا أقطن وحيدا
سوف أقول له هذا لعله يتلطف معي و يقبلني
لا أعتقد .. انظر للمرآة و الوقت هما ضدك الآن ..
وقف المصعد و خرجا معا اتجه علي إلى مكتبه و تسمر هو في مكانه
فكر و فكر ثم غادر المكتب بائسا مخيفة من المرآة و كراهة في الوقت ..
لا رد ..
يتملكني الفضول يا صديقي هيا .. أعدك بمساعدتك
أريد أن أخطبها ..
من ؟؟ .. لا تقل هذا يا صديقي أترمي بنفسك لتهلكة من أجل امرأة
ألم تفكر قط في الموضوع .. سوف تنام على الحصير
كيف لها أن تقبل بك .. كيف لأهلها أن يقبلوك زوجا لابنتهم و أنت لا تملك سوى قوت يومك .. كيف تغامر لأجل امرأة يا صديقي ؟
لا أدري .. أنا فقط أحب
ألا تعرف أن الحب مقبرته الزواج ؟؟
أتدرك ماذا تفعل .. ؟؟
قاطعه بصوت حاد ملتهما للألم .. أحب شيماء
من شيماء ؟؟ .. أتقصد شيماء ..
شيماء الشقراء بنت الواحدة و العشرين ذات العينين الغجريتين و الابتسامة الباردة التي توزعها على الطلبات دون الطلاب للتحية و السلام و للمرور في هدوء
هي أخت علي الرجل الشقي القوي الذي يملك من الوقت و المال ما يشبع صديقاته
لم يتفوه بكلمة ..
تذكر لقائه الأول مع خالد يوم صعدا المصعد معا كان مترددا و قلق يسأله بخوف
أتعرف الأستاذ علي ؟
نعم أعرفه ..
سمعت أنه يريد عاملا مؤقتا ليتمم له بعض الحسابات .. هل وجده ؟؟
لا ليس بعد ..
لا أدري إن كان سيقبل بي .. أحتاج للعمل بشدة
لا أعتقد ..
لما ؟؟
مظهرك الخارجي غير لائق .. هو يحتاج محاسبا يتواجد صباحا وهذا ما سوف يجعلك تقابل العديد من الأشخاص .. لا اعتقد انه سوف يقبل بك بهذا الملبس و بهذا الذقن
كنت في فترة امتحانات و لا املك المال الوفير أنا ابن الريف و هنا أقطن وحيدا
سوف أقول له هذا لعله يتلطف معي و يقبلني
لا أعتقد .. انظر للمرآة و الوقت هما ضدك الآن ..
وقف المصعد و خرجا معا اتجه علي إلى مكتبه و تسمر هو في مكانه
فكر و فكر ثم غادر المكتب بائسا مخيفة من المرآة و كراهة في الوقت ..
بعد مرور يومين توجه خالد إلى مكتب الأستاذ علي بوجه حسن
و مظهر لا بأس به
كان الأستاذ علي بمكتبه استلمت السكرتيرة أوراق خالد و بعد دقائق من الانتظار طلبت منه الدخول إليه ..
كل منهما نظر للآخر باستغراب .. مرحبا سيدي هل أنت الأستاذ علي
رد علي قائلا .. نعم .. أنت الشاب الذي قابلته قبل يومين ..
نعم يا سيدي ..
لما غادرت دون أن تحاول يا خالد ..
نظرت في وجه المرآة يا سيدي ... ثم حاولت و عدت اليوم .. أتمنى أن توافق على طلبي حسنا سوف نقوم باختبارك لمدة أسبوع .. لعلك تستحق
الحياة عادلة جدا عند مقامرتها تستطيع الخيار ما بين خسارة كبرى و خسارة صغرى
شيء مقابل أشياء ..
تعيد نفس الكرة يا خالد .. لكنك الآن تريد أختي
ساد الصمت بينهما و خطى علي بخطوات نحوى الأمام و اقفل الباب ورائه
تاركا رده على شهقة باب ...
الموافقة أو الرفض في الحالتين يجب المحاولة ..
في اليوم الموالي حصل خالد على ثلث المبلغ الذي يريده و التحف الشجاعة و وسامة التحدي و ذهب لخطبة حبيبته تلك التي تنتظره على حافة الحلم ..
في اليوم الذي بعده فصل خالد عن العمل و عن حبيبته و عن علي ..
كيف حالك الآن أبي ؟؟
آه يا بني أنا بخير ..
أبي سوف أخالف رأيك و آتيك بالطبيب .. كل ما قلت أنك بخير ساءت حالتك أكثر
دعها تحاول يا ولدي .. دعها تحاول
من يا أبي .. ؟؟
المناعة ..
كان الأستاذ علي بمكتبه استلمت السكرتيرة أوراق خالد و بعد دقائق من الانتظار طلبت منه الدخول إليه ..
كل منهما نظر للآخر باستغراب .. مرحبا سيدي هل أنت الأستاذ علي
رد علي قائلا .. نعم .. أنت الشاب الذي قابلته قبل يومين ..
نعم يا سيدي ..
لما غادرت دون أن تحاول يا خالد ..
نظرت في وجه المرآة يا سيدي ... ثم حاولت و عدت اليوم .. أتمنى أن توافق على طلبي حسنا سوف نقوم باختبارك لمدة أسبوع .. لعلك تستحق
الحياة عادلة جدا عند مقامرتها تستطيع الخيار ما بين خسارة كبرى و خسارة صغرى
شيء مقابل أشياء ..
تعيد نفس الكرة يا خالد .. لكنك الآن تريد أختي
ساد الصمت بينهما و خطى علي بخطوات نحوى الأمام و اقفل الباب ورائه
تاركا رده على شهقة باب ...
الموافقة أو الرفض في الحالتين يجب المحاولة ..
في اليوم الموالي حصل خالد على ثلث المبلغ الذي يريده و التحف الشجاعة و وسامة التحدي و ذهب لخطبة حبيبته تلك التي تنتظره على حافة الحلم ..
في اليوم الذي بعده فصل خالد عن العمل و عن حبيبته و عن علي ..
كيف حالك الآن أبي ؟؟
آه يا بني أنا بخير ..
أبي سوف أخالف رأيك و آتيك بالطبيب .. كل ما قلت أنك بخير ساءت حالتك أكثر
دعها تحاول يا ولدي .. دعها تحاول
من يا أبي .. ؟؟
المناعة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق