خاطرة بقلم : عبد القادر صيد
الحب الذي هو الحب ..نعيشه مرة واحدة في الحياة ، لأن منه نسخة أصلية واحدة، قد تكون أول تجربة ، أو غيرها ، و ما عداها فهي صور طبق الأصل ، فاحذر التقليد..
الحب الذي هو الحب لا تتحرج منه إذا رافقتك عرائسه إلى المسجد ، لأنها متحجبة ، أما النسخ المقلدة ، فعليها أن تتحشم ..
الحب في نسخته الأصلية أوراقه مرقمة ومختومة ، أما غيره فقد حذفت منه أوراق ، و الأدهى من ذلك أنه أضيفت إليه أوراق الأشكال و الرسوم..
تقودك النسخة المقلدة إلى أول غرفة من العرس ، فتقضي تلك السهرة فيها و أنت تحاول أن تتكيف مع ضيقها و تجتهد للتفاهم مع ضيوف هامشيين ، أما النسخة الأصلية فتُدخلك إلى البهو الرحب مباشرة حيث أصل العرس و أهله و حيث فرحة الروح .
النسخة الأصلية سائق جسور لأن سيارته سيارة أجرة رسمية لا يخشى الحواجز ، أما النسخة المقلدة فسائقها غير شرعي يرتجف لمجرد لمحه للأشباح التي تتخايل له في الطريق..
الحب في نسخته الأصلية تذكرة مسجل عليهما بياناتكما الشخصية و هي غير قابلة للتداول ..
الحب في نسخته الأصلية عيون معقودة بختم الأبدية ، و مشمعة بشمع رسمي شهد عليه الزمان..
الحب في نسخته الأصلية كتاب ما زالت بعض أوراقه ملتصقة تنتظر من يفكها ليقرأها ..تدعي أنت أنك قرأتها ، و أدعي أنا ، و لكن يبقى كل ذلك ادعاء ..
ترى هل هو حرقة ؟أشواق؟ آلام؟ملذات؟فسحة ؟ضيق ؟أم هو كل ذلك و أشياء أخرى ؟ أم تراه شيئا لم تعثر عليه اللغات بعد ؟
رغم مرورنا على محطته مازلنا ننتظر بتلهف صدور الحب في نسخته الأصلية ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق