2015/11/19

البطوسى لليمامة السعودية: أطمح لحداثة الخطاب المونودرامي وليس الإطار التنظيمي وحسب ..!!!



البطوسى لليمامة السعودية:
أطمح لحداثة الخطاب المونودرامي وليس الإطار التنظيمي وحسب ..!!!
حوار: بهاء الدين رمضان
    الفنان والكاتب المسرحي عادل البطوسي، وأحد ممن حفروا اسمهم في عالم المسرح الشعري خلال السنوات الماضية، بكل قوة ، فاز بأرفع الجوائز المصرية والعديد من الجوائز العربية ، صدرت له عشرات المؤلفات منها قبل مصرع الملكة ـ عشبة الخلود وغيرهما، يرى ان كثيرا من المؤسسات السعودية اسهمت في إستمراره إبداعيا وفنيا، كان لنا معه هذا الحوار :
ـكيف كانت بدايتكم مع الكتابة للمسرح؟ -
ـمثلما بدأ المسرح شعراً بدأت شاعراً، ونبَّهني المخلصون وفي طليعتهم حضرتك لو تتذكَّر أن شعري يحمل الكثير من الروافد الدرامية، وما لبثت حتى اتجهت لكتابة المسرح الشعري وكان أول نص لي بعنوان "قبل مصرع الملكة" وهو يتمحور حول حقبة زمنية في سيرة كليوباترا لم يسردها أو يتعرَّض لها "بلوتارخوس يوسيفوس" ولا غيرهما وهو ما حدث داخل المقبرة التي تحصَّنت بها عقب هزيمة أكتيوم 31ق.م لأنهم عندما اقتحموا المقبرة بعد ذلك وجدوا كليوباترا صريعة بملابسها الملكية ووصيفتيها "إيريس شارميان" تحتضران، فمن يروي ما حدث؟!
ـ إذا كان هذا أول نص فماذا عن النص الذي حصلتم به على جائزة جامعة الملك سعود بالرياض عام 1996م؟

- النص الذي حصلت به على جائزة جامعة الملك سعود بالرياض كان نصاً شعرياً أيضاً - كل نصوصي شعرية - من فصل واحد ويدور في مغارة فوق جبل لهذا سميت النص "تكلم يا جبل" وكانت كتابته خصيصاً للمسابقة مشروطة بشروط محددة؛ إذ كان لا بد أن يعالج إحدى القضايا الإنسانية كما كان يشترط ألا تكون به شخصيات نسائية لأن الطلبة بالجامعة سيقومون بتنفيذه، كما ستقوم الجامعة بطباعته ويصير ملكاً لها، ولا أعرف رغم مرور أكثر من خمسة وعشرين عاماً إن كان هذا تم بالفعل أم لا؟ فلم يتم دعوتنا لمشاهدة النص منفذاً، ولم تصلنا أي نسخ من النص مطبوعاً، وهذا حديث لا جدوى منه الآن فقد مضى زمن طويل..
ـ إذن هذه هي أول جائزة ماذا عن الجوائز الأخرى؟
- في العام نفسه أعلن المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة عن جائزة الدولة للإبداع الأدبي للشباب في عدة مجالات اشتركت بمجال المسرح وحصلت بتوفيق من الله على الجائزة، وبعد ذلك حصلت على جائزة لجنة المسرح بالمجلس عام 1999م، وعام 2000م، ثم حصلت على جائزة الدولة التشجيعية للفنون والآداب في المسرح الشعري عام 2006م، وفي شعر الأطفال عام 2013م، إضافة إلى عدة جوائز عربية أخرى منها المركز الأول في مسابقة الهيئة العربية للمسرح بالشارقة/ الإمارات عن نصي «صرخة الموت» 2013م، والمركز الأول في مسابقة «تازة» بالمغرب لمسرح الطفل عن نصي «ملحمة الطيور» 2015م وغيرهما
ـكيف ترى طريقك بعد كل هذا المشوار الذي قطعته؟
- ما زلت أحبو صدقني «على الركح» ولذلك فإني أجتهد فيما يمكن أن نسمِّيه التمرُّد على الأنماط السائدة بالتجريب الواعي وهذا شرحه يطول على مستوى نصوصي المسرحية، ولكني أكتفي بالإيماء وحسب إلى تجاربي الحداثية في فن «المونودراما»، فقد أصدرت أول مونودراما شعرية «مزدوجة» في تاريخ المسرح بعنوان «ياراجويا» «رقم الإيداع: 7246 في التاسع من الشهر التاسع لعام 2014م الترقيم الدولي: 76 977 90 2060 0» نُشرت عنها أكثر من خمس وعشرين قراءة بأقلام نخبة من المسرحيين من 11 دولة عربية منها ثلاث قراءات لثلاثة مبدعين سعوديين، وأعقبتها عام 2015م بأول مونودراما شعرية «ثلاثية» في تاريخ المسرح بعنوان «دزديموليا» «رقم الإيداع 5406 2015م والترقيم الدولي 9789779027777» بتاريخ الثاني من مارس لعام 2015م وكنت قد عرضت له عبر الفيسبوك في السادس والعشرين من فبراير 2015م، وأعكف الآن بعون الله على إنجاز مونودراما تجريبية أخرى هي الأولى أيضاً في تاريخ المسرح لم أستقر لها على عنوان للآن وكلها تجارب تجريبية حداثية متمردة على الشكل المعروف للمونودراما التي تعتمد على آداء الشخص الواحد..
ـ إذن حدثنا عن ياراجويا؟
ـ "ياراجويا" نص مسرحي شعري تجريبي يستفيد من فنون عالمية أخرى كالباليهات والأوبرات وغيرهما، وهو يشيّد بُنيته الدرامية على تضعيف الشكل المونودرامي ومنحه كياناً درامياً يتموضع داخل منطقة عازلة عن «الديودراما» مع الحرص على كيانها كمونودراما شعرية رغم كونها «مزدوجة» ذلك لأن الممثلة تنتهي من عرضها «الأول» ليستأنف الممثل عرضه «الثاني» بعد توقف «الأولى» عن الأداء تماماً، لأنه إذا حضرا معاً على الخشبة في الوقت نفسه فهي ديودراما وليست مونودراما..!!!
ـوماذا عن دزديموليا؟
- دزديموليا ثلاث مونودرامات في مونودراما واحدة «ثلاثية» ذات محور واحد مع تواصل الشخصيات الثلاث، حيث تجمعهم قضية جوهرية واحدة تتمحور في «قهر المرأة» والتحرش بها من خلال ثلاث شخصيات نسائية شكسبيرية هن «دزديمونة ـ إيموجين ـ أوفيليا» والثلاث تجمعهن مع اختلاف النصوص إشكالية واحدة وقد اخترت هذه الشخصيات لوجود خيط درامي يجمعهن ألا وهو «مفهوم العفة»، حيث إن الثلاث تعرضن لاتهامات باطلة طالت عفتهن مع اختلاف الحيثيات والمكائد والظنون.
ـهل يمكن أن تخصنا بالسبق وتحدثنا عن نصك المونودرامي التجريبي الجديد الذي تعكف على كتابته حالياً؟
- على الرحب والسعة، قطعاً يسعدني أن أخص مجلة «اليمامة» السعودية العريقة وحضرتك بذلك وأعلن أني بعد انتهائي من كتابة أول مونودراما «مزدوجة» وأول مونودراما «ثلاثية» أعكف حالياً على كتابة أول مونودراما "مركَّبة" في تاريخ المسرح، وهذا المصطلح ينسب كفكرة للفنانة القديرة "شادية زيتون دوغان" نقيب السينوغرافيين في لبنان، حيث اقترحته عليَّ إبان كتابتها لقراءة عميقة حول «ياراجويا» التي سأضمها لقراءات المبدعين المسرحيين الأخرى في كتاب بعنوان «ياراجويا في عيون المبدعين العرب» سأطبعه مستقلًا وأوزِّعه كملحق مجانيٍّ مع الطبعة الثانية من «ياراجويا» إن شاء الله.
ـ وما طموحاتك في ذلك؟
- أطمح لحداثة الخطاب المونودرامي الشعري وليس الإطار التنظيمي «مونو - مزدوج - ثلاثي - مركب» وحسب، بهذه التجارب التجريبية التي أحسب أنها حملت في جوهرها سمات التحديث - في بنيتها وقضاياها الدرامية المختلفة - مثلما أحرص على أن يمتد هذا التحديث التجريبي إلى اللغة الشعرية، والإيقاعات الوزنية، والمفردات السينوغرافية وغير ذلك من مقومات الإبداع المسرحي الشعري الحداثي..
ـ أنت مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالإبداع السعودي، أليس كذلك؟
- هذا صحيح، وينبغي هنا أن أؤكد أني أدين للمؤسسات الثقافية السعودية بالاستمرارية لدعمهم الدافع والمشجع حقيقة، وبهذه المناسبة لا أذيع سراً إذا أعلنت أنه إذا كانت جائزة جامعة الملك سعود بالرياض هي أول جائزة مسرحية أحصل عليها عبر مسيرتي المتواضعة من السعودية، فإن أول مقال نشر لي كان ب «المجلة العربية» السعودية وكان عن «فانيسيا ريد جريف» وأول دراسة فنية كانت بمجلة «الفيصل» السعودية وكانت عن «السريالية» كما كانت أول قصيدة تنشر لي بمجلة «الخفجي» السعودية وأول بحث تربوي بمجلة «القافلة» السعودية وأول قراءة لي حول الإبداع الفلسطيني بمجلة «المنهل» السعودية، وأول إدراج لإسمي بمعجم كان بمعجم «الطائف» السعودية لحماد السالمي وأول تكريم لاسمي كان من صاحب السمو الملكي أمير مكة المكرمة سنة 1999م مع نحو ثمانين شاعراً من مختلف أقطار الوطن العربي..
ـ كيف ترى النشاط المسرحي في الوطن العربي وفي السعودية خاصة؟
- الحديث عن المسرح العربي ربما لا يتسع له المجال هنا «وهو حديث ذو شجون واقع الأمر» ولا أخفيك سراً أنه يحلو لي الحديث عن المسرح السعودي مباشرة، لأني وثيق الصلة بتطوره رغم أنه بدأ متاخِّراً عن بقية الدول العربية؛ مثلما أني أحرص على توثيق مواثيق المحبة مع المبدعين المسرحيين السعوديين وهم أصدقائي وأحبائي وأذكر منهم الأساتذة: فهد ردة الحارثي - سامي الزهراني- إبراهيم الحارثي، وإبراهيم بالذات صديقي الجميل، وهو الذي نظَّر إعلامياً بحماس راق وروَّج لياراجويا كما نشر قراءتين عنها بمجلتي "الراوي المحترف" والأخيرة يرأس تحريرها مبدع مسرحي أيضاً هو ياسر مدخلي ضمن منظومة متألقة من المسرحيين الجادين الذين يعملون بإخلاص على نهضة الحركة المسرحية لتفعيل وجودها رغم الإشكالات المرتبطة بالخصوصية والمحاذير في سياق هذه الحركة كغياب العنصر النسائي وغيره مما يحرص القائمون على الحركة المسرحية السعودية على ألا تعيق تحقيق نهضة مسرحية .

ليست هناك تعليقات: