2015/11/19

مقاومة الصّادق بن الحاج في كتاب للأستاذ عبّاس كحول



مقاومة الصّادق بن الحاج في كتاب
للأستاذ عبّاس كحول
بقلم: عبد الله لالي
أصدر الأستاذ عبّاس كحّول[1] كتابا قيّما عن مقاومة الصّادق بلحاج الشهيرة، والتي تعتبر من أهمّ المقاومات الشعبيّة في منطقة الزيبان والأوراس ( الجزائر ).
الكتاب بعنوان ( قراءة في مقاومة الصّادق بن الحاج ) وقد طبع بمطبعة ( دار علي بن زيد للطباعة والنّشر، بسكرة / الجزائر ) في 104 صفحة من القطع المتوسّط ، وتناول فيه مقاومة الصّادق بن الحاج بكلّ تفاصيلها الدّقيقة ، مستعينا بأهم المصادر والمراجع المتوفّرة ، كما استعان أيضا بالرواية الشفويّة والزيارات الميدانيّة للمنطقة التي انطلقت منها هذه المقاومة العظيمة.
لقد حدّد  المؤلف نطاق هذه المقاومة الجغرافي والتّاريخي من البداية، وذلك بتذييلٍ تحت العنوان (بالزّاب وأحمر خدوّ والأرواس 1844 / 1859 م )، وجاء في مقدّمة الكتاب قول المؤلّف:
" إنّ الشيخ الصّادق بن الحاج الذي رفض كلّ الإغراءات والنّياشين الإداريّة الفرنسيّة على غرار بعض الشيوخ والقيّاد وآثر الدّفاع عن الوطن والدّين وواجه العقاب الاستعماريّ ودفع بأبنائه وعشيرته وأتباعه ومريدي الطريقة الرّحمانيّة العزوزيّة مرجعيّة العلم والجهاد ، بأحمر خدّو والزّاب والأوراس في أتون مقاومة الاحتلال رغم فارق العدّة والعدد..."
وتحدّث المؤلف بداية عن الإطار الجغرافي لهذه المقاومة، بشكل تفصيلي وموثق، مركزا في حديثه عن زاويتي ( لقصر وتبرماسين ) منبع المقاومة ومؤجج أوّارها، ثمّ عرّج على شخصيّة قائد هذه المقاومة الصّادق بن الحاج، معرّفا به ومبيّنا نسبه ومكانته الدينيّة والاجتماعيّة، كما تحدّث عن العنصر البشري الذي شارك في المقاومة من أعراش وعائلات وشخصيّات دينيّة لها اعتبارات كبيرة.
بعدها شرع المؤلّف في الحديث عن أسباب هذه المقاومة ودوافعها، مشيرا إلى أنّ الصّادق بن الحاج شارك في مقاومة المحتلّ الفرنسي منذ وطئت أقدامه الدَّنِسَة أرض الزّاب، فكان يتحيّن الفرصة المناسبة لإيقاد لهب المقاومة من جديد ، بعد فشل المقاومة الأولى بقيادة الشيخ عبد الحفيظ الخنقي، وكذلك مقاومة الزعاطشة بقيادة بوزيّان.
ومن كلامه الذي ساقه المؤلّف مُبِينا عن شخصيّة الصّادق بن الحاج المجاهدة قوله:
" إلى الذين يتوكّلون على الله، حافظوا على ديننا، إنّ الله سينصرنا، وإنّ خشيته وحده كفيلة بأن تجلب لنا العالم، إنّ هذا لهو الحقّ ، اعملوا وكأن ليس لكم أبناء تخافون أن تتركوهم من ورائكم، أو ثروة تضيع منكم.."
ثمّ تحدّث عن تفاصيل هذه المقاومة مرحلة بمرحلة ، إلى أن انتهت بأسر قائد هذه المقاومة وكلّ زعمائها الكبار، حيث ذكر أنّه أسر مع الصّادق بن الحاج حوالي 88 من أفراد عائلته وأتباعه.
كتاب الأستاذ عبّاس كحّول يغوص في أعماق مقاومة الصّادق بن الحاج، ويعطي معلومات جديدة ومفصّلة عن هذه المقاومة، معتمدا على التوثيق التاريخي بالصّور والمخطوطات والشهادات الحيّة من رجال عرفوا زاوية الصّادق بن الحاج ، أو درسوا فيها وسمعوا أخبار هذه المقاومة وأحداثها مشافهة من أحفاد الرّجال الذين خاضوها بحماسة وشرف..
كتاب أكاديمي علميّ لا يستغني عنه الباحث التاريخي ولا الطالب الجامعي، وحتّى المثقف العادي الذي يهتمّ بتاريخ المنطقة ورجالاتها.    



[1] - الأستاذ عبّاس كحّول أستاذ بجامعة عنّابة ( الجزائر )، من مواليد 17 أكتوبر 1969 م، بقرية ( فلياش ولاية بسكرة )، تخرّج في جامعة قسنطينة عام 1992م يشاهدة ليسانس في التّاريخ، تحصّل على شهادة المجاستير في التّاريخ المعاصر ، بجامعة الجزائر 2 ، في 2012 م يحضّر رسالة الدّكتوراه. له كتاب آخر مطبوع بعنوان ( زوايا الزيبان العزوزيّة ) .

ليست هناك تعليقات: