2012/07/04

الأبلج كشف في "غنائم الملاعين" عن أمراض الصراع على السلطة كما عرى المجتمع المصري الذي يمكن أن يخدع بسهولة باستخدام اسم الدين



الأبلج كشف في "غنائم الملاعين" عن أمراض الصراع على السلطة كما عرى المجتمع المصري الذي يمكن أن يخدع بسهولة باستخدام اسم الدين

يسري حسان: يبدو النص وكأنه كتب الآن ليصور الصراع على السلطة بين القوى المختلفة وتغييب الوعي

د. محمد زعيمة: الوطن يمثل الشغل الشاغل في كتابات الأبلج المسرحية، وتوظيف الموروث الشعبي ظاهرة في أعماله.
منتصر ثابت: الفكرة المحورية عن الشعب المقهور بين سندان السلطة ومطرقة رجال الدين
قال الشاعر والكاتب الصحفي يسري حسان رئيس تحرير جريدة مسرحنا أننا أمام نص يقرأ ككتلة واحدة فيه درجة كبيرة من التشويق والإيقاع المتدفق والجمل قصيرة وشاعرية ودالة وهي أشياء تحسب للكاتب.. وقال أننا بصدد دراما تقليدية، وهذا ليس حكما قيميا، لكن الكاتب لم يقع في فخ النهاية التقليدية لعمله وإنما ترك النهاية مفتوحة بصرخة تحمل دلالة الأمل صرختها الجموع في نهاية المسرحية.. كما نوه أن النص يبدو وكأنه كتب الآن ليصور الواقع المصري رغم أنه كتب عام 2007 لأن السلطة دائما فاسدة والصراع قائم بين القوى السياسية والدينية المختلفة وتغييب الوعي مستمر، وقال: رغم أن الموضوع ليس جديدا إلا أن الكاتب نجح في معالجته بشكل كبير بسبب تحقيق فكرة التشويق والبساطة والحس الساخر.. وأن من أهم سمات النص أنه ممتع على مستويي القراءة أو التنفيذ على خشبة المسرح.



وإن عاب على الكاتب استخدام عنوان فصيح للمسرحية المكتوبة باللغة العامية.
جاء ذلك في دراسته التي قدمها أثناء مناقشة مسرحية " غنائم الملاعين" للكاتب المسرحي أحمد الأبلج والتي نظمها نادي أدب سنورس بمكتبة الطفل مساء أمس الأربعاء.
أما المبدع الناقد د.محمد زعيمة فقال أن فكرة الوطن تمثل الشغل الشاغل في كتابات أحمد الأبلج، وأن هناك خطا آخر يميز هذه الكتابات ويحاول تأكيد فكرة الوطن والانتماء وهو استخدام التراث الشعبي.
وقال أن الكاتب فضح في النص مستويات متعددة من السلطة سواء أكانت سلطة حاكمة، أو تتطلع إلى الوصول إلى الحكم وأدان كل الأطراف بما فيهم الشعب والسلطة والطامعين فيها الذين يستخدمون اسم الدين للوصول إلى الحكم. واعتمد الكاتب على تقطيع النص إلى مشاهد أقرب إلى المشاهد السينمائية، وقال أنه رغم الحبكة البسيطة وعدم تعقيدها إلا أن الرسائل وصلت واضحة، وقال أن البناء التراكمي للنص قام على أن الشعب المصري عندما تحدثه باسم الدين يسلم لك نفسه.. وأشار إلى أن الكاتب مغرم بالتراث الشعبي ، فإذا كان النص مأخوذا عن حادثة تاريخية فإنه لا يخلو من استخدام موتيفات شعبية كموتيفة ناعسة وأيوب واستخدام الفرجة الشعبية..
 ورغم مأسوية الموضوع إلا أنه استطاع أن يكسره بالسخرية. وأهمية النص رغم تقليديته تتجلى في أنه يكشف أمراض الصراع على السلطة كما عرى المجتمع المصري الذي يمكن أن يخدع بسهولة باستخدام اسم الدين.
أما الكاتب المسرحي منتصر ثابت فقال أن الفكرة المحورية في النص تدور حول الشعب المقهور الواقع بين سندان السلطة ومطرقة رجال الدين وأن الكاتب استخدم الموروث الشعبي كما استخدم ثنائية الأنا والآخر ( الشعب والسلطة)، ( الشعب ورجال الدين)، ( رجال الدين ورجال السلطة) ( الرومانسية والثورية).
وقال أن الحقيقة العاطفية التي تعني بالسؤال عن مدى نجاح الكاتب في تقديم شخصيات نابضة بالحياة من وجهة نظره قد تحققت، حيث قدم الكاتب أكثر من نموذج يمثلون طبقات الشعب، لكنه لم ينجح في تصوير النخب الثائرة واكتفى بتقديم شخصية عمران كممثل لها.
كما أشاد باللغة الشاعرية، ووصف تقديم الكاتب للصراع بأكثر من صراع داخلي داخل الصراع الأساسي أو المحوري.. لكنه يرى أن الصراع انتهى إلى فشل الثورة بموت عمران وبدت صرخات بسمة مع الجموع في النهاية كأنها بكائية على الوطن.
المناقشة شهدت مداخلات من الأدباء محمود عبدالمعطي، د.عمر صوفي، أحمد طوسون، عماد عبدالحكيم وحضرها عدد  كبير من الأدباء والفنانين منهم المخرج المسرحي عزت زين، وشعراء نادي أدب سنورس وبعض أعضاء فرقة سنورس المسرحية.
أدار المناقشة الشاعر والروائي أحمد قرني.

هناك تعليق واحد:

!!! عارفة ... مش عارف ليه يقول...

عرض أكثر من رائع
وضعني كقارئ في أجواء الحدث

أطيب تحياتي