وأحبها الرجل
مي فتحي سلامة
كان جالسا مع صديقه
المقرب بالمقهى الذي دائما يحبون الجلوس فيه ….تسيل الأمطار وتسقط على نوافذ
المقهى وتسيل معها دموعه ….يحتسون
القهوة منذ ساعات ومازال صديقه يخفف عنه ويمسح دموعه قائلا :” هيا ...هيا قم
لتذهب إلى البيت وتستريح لقد تأخر الوقت .”
يرد
الرجل :”كانت
جميلة, رقيقة
,فاتنة … لن
أقابل أفضل منها طيلة عمري ...لقد
أحببتها ,أحببتها
بصدق أنت تعلم , صحيح
؟"
قال
الصديق وهو يضع يده على رأس الرجل برفق محاولا أن يزيل همه :”نعم أعلم ...أعلم كم
أحببتها وكنتم سعداء سويا ,لكن
سوف تلتقي بغيرها وتحبها وتتزوجها .”
زادت
دموعه مع هذه الكلمات وقال :”كانت
زهرتي وبيتي,ملجأي
في حزني , أصدقائي
في وحدتي ...تعلم
إنني لن أحب سواها ..أحببتها
في صمت لسنوات وعندما أعترفت لها بحبي لم أصدق إنها قبلت بي حبيبا لها ..تتذكر عندما كنت أحكي لك عن
عشقي المكمون وعندما كنت تسخر أنت من نظرات إعجابي لها ...ياليتها لم تقبل بي حبيبا لها في
العلن وظليت معجب خفي لا يعلم ما بداخله أحد سوى أنا وأنت .”
حزنا
تحدث الصديق :”أتذكر
كل ذلك فعيني تشهد على لحظات حبكم السعيدة كما تشهد على دموعك الأن ,فكل شئ نصيب والقدر هو الحكم .”
قال
الرجل غاضبا :”لا
تقل لي نصيب وقدر فأنا اعلم كل ذلك جيدا لكني أعلم أنني لا أستطيع نسيانها ..كم أشتقت لها ومازالت أثار
خطواتها في المكان ورائحتها مترامية على جدران المقهى فماذا أفعل بعد عدة أيام ؟! لماذا تركتني وشعرت بغيري
؟أكره أن أكون كذلك ..أسأل
ولا أجد الإجابات .”
يقترب
الصديق منه أكتر:”هون
عليك ياصديقي ,أشعر
بك صدقني ..فكانت
طيلة حياتنا فتاة أحلامك وشعاع مستقبلك ...أتذكر عندما كنت تحاول لفت إنتباهها بحركاتك ,أتذكر عندما كنا نلعب الكرة
وتمر هى بجانب الملعب فتنسى كل ما حولك وتنسى الكرة والملعب ويضحكوا عليك زملائنا
وأتذكر أيضا أسعد لحظة بحياتك عندما صارحتها وهاتفتني وقد كنت أسمع دقات قلبك عبر
السماعة و حروف كلماتك ترقص فرحا وأنت تقول وافقت ...وافقت وصرت حبيبها … لكن يجب الآن أن
توضح لعقلك بأن ذلك أصبح ماضي وترسم لقلبك مستقبل بحبا جديدا لا يتذكر إسمها .”
قال الرجل :”لكني أعشقها عشق الجنون ...أعشق كل
تفاصيل حياتها ,أعشق
ملامح وجهها ..كم
أحب أن أستنكر مني وأصبح حذاءا لقدميها , كم أحب أن أتخلى عني وأكون فستانا على جسدها ...أنت لا تفهمني صديقي لا أستطيع أن أمحيها من
ذاكرتي , فإنها
أن لم تعش معي طفولتي فقد كبرنا سويا في عقلي ,إن لم ترضى بي زوجا لها فقد قبلت
بيها زوجة لى في أحلامي ,فإن
لم تكمل معي حياتي فسأعيش معها في مخيلتي,
وإن
لم أشهد موتي على زراعيها فسأموت في حضن عينها داخل رسوماتي.”
صمت
الصديق لا يعلم ماذا يقول ثم همس :”لا
عليك بكل ذلك صديقي فهى أحبت غيرك ,
فلن أقول لك هذه المرة أن تنساها فلتعش حياتك فقط بدونها وتحب أخرى
ولاتكتفي أن تعش على ذكراها.”
قال
الرجل :”أكثر
مايؤلمني في هذا الأمر إني أخاف عليها من ذلك الحبيب الجديد ...أن يجرحها..أن يتركها أو يقسو عليها يوما.”
قال
الصديق :”لا,لا تخف فلن أجرحها أو أتركها
او أقسو عليها يوما ...فلا
تشغل بالك صديقي ...أنا
حقا أحببتها .”
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق