في ليلة الفيس بوك
شعر : حسن النجار
هذه الليلة أنتظر صديقا حميما
يطل عليَّ من صفحة الفيسبوك .
منذ
عشرين عاما لم يصلني منه خطاب
أو لفتة .
هيأت مشاعري لعناق طلَّتهِ ..
ياإلهي ..
عشرون عاما هي عمر أي إنسان
علي الأرض في ريعان شبابه .
سأشم فيه رائحة
ذكريات منداة لسنوات الشقاء
العذب .
ياصديقي
لا تتأخر في المجئ .
فقد أعددت نفسي لصلوات تغريداتك
عن
وطن تكبر فيه الأحلام .
كل
نبتة منه سوار من ذهب في عنق النساء .
الحب
أول مااقترفناه .
وآخر ما تمنيناه .
هذه
الليلة يعود الفرح يملأ خياشيمي علي
مرآي كل البلاد .
سأزود
رأسي بروافد ذكريات الألم ,
حين لم نبلغ الشئ الذي تمنيناه يوما
وهو انتصارنا في الحرب المعلنة .
حينما أوصيتني وأنا ذاهب إلي الميدان
أن أعامل جنودي معاملة الأصدقاء
الحميمين
وليسوا
خدما .
وقد فعلت .
فعندما أصابتني شظية غدر
لم أجد من يحملني سوي هؤلاء الجنود .
منذ عشرين عاما
كانت الأرض تحت أقدامنا تبوح
بأسرارها لنا ،
ونحن الذين عشقناها ورسمناها
جنة في قصائدنا .
الأرض جنة حين نعشقها .
أذكر
ليلة أن سكرنا وقلنا :
قد يأتي الشعر من حالة الهذيان .
نمنا من فرط الخدر
ولم نر شيئا سوي خيالات رسوم علي الجدران
ليست أشبه بجرافيتي الثوار .
ياإلهي
..
كنت فاقد الوعي وقد حملتك إلي عيادة الطبيب
.
واعتذرت لك لأنني من حمل الخمر
إلي السهرة .
كنا
نحب النساء الرقيقات ونمشي
وراءهن نشم عبير الفتنة
يفوح من أقدامهن
وهن يخطرن كغزالات البراري .
ثم نعود في آخر الليل
نكتب الشعر علي وقع الخطي .
إخوتك
تزوجوا .
وإخوتي تزوجوا .
ولم يبق سوانا كنبت الصحراء .
كلانا مرتحل في أروقة مسافات التعب .
الزواج
معركة لم نخضها .
وبيت لم نسكنه .
لكننا
أنجباء أبناء لا يعرفوننا .
وسأقرأ عليك من لوحي المحفوظ :
ماذا
فعلت بي تلك السنوات العشرون
لم أك شيئا ذا بال
أقرأ
أو أكتب
أو
أمنح جسدي لامرأة
تستجدي
فيه إشارات البهجة
أو
أمشي في كل بساتين
العشق
،
أطمْئِن
قلبي أن العشق الوافر
لم
يأت بعد
وأن
الوطن إذا لم يمنحه الحاكم
شرف
نزاهته في الحكم
سيخرج
من دائرة الأوطان
من أخباري أيضا :
كنت
، وما زلت ، علي أهبة
أن أشعل هذي الأرض بمشكاة حنيني
الأرض
، الأرض ،
الأغنية
الحبلي بروائح كل الشعراء .
نحن
جباة الأرض
ومداحوها
الفقراء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق