الشاهد
بقلم: جمال إفولكي
في مكتب مفتش الشرطة ياسين.
المفتش خلف مكتبه يتكلم في هاتفه
المحمول
المفتش : ... و كيف لي أن أنسى يا زوجتي الحبيبة؟ ذكرى زواجنا أغلى
ذكرياتي. لذلك أطلب منك الاستعداد للخروج
... لن أخبرك ، هي مفاجأة. ( ينظر إلى ساعة يده ) عشرة دقائق و أكون في البيت
لأخذك إلى مكان مميز ... إلى اللقاء يا زوجتي الحبيبة. ( يعيد هاتفه المحمول إلى
جيب سترته و يركب رقما في الهاتف الموضوع على مكتبه ) أرجوك يا سمير أن تسرع بإدخال
الشاهد في عملية السطو بسرعة . أود الانتهاء من هذا الملف بأقصر مدة ممكنة...
شكرا.
يفتح باب المكتب و يدخل رجل تجاوز الستين من العمر بقليل. يحيي مفتش الشركة
بحركة من رأسه و يجلس في كرسي أمام مكتب مفتش الشرطة.
ياسين : مرحبا يا سيدي. أنت الشاهد على عملية السطو التي تمت في المركز التجاري
، أليس كذلك؟
الرجل يؤكد ذلك بحركة من رأسه.
ياسين : ممتاز. ستخبرني كل ما تعرفه بخصوص السرقة كي نقبض على المجرمين. و
لكن لنبدأ من البداية : ما هو اسمك يا سيدي؟
الرجل : سم .. سم .. سم .. سم .. سم..
ياسين ( غاضبا ): أتمزح معي يا رجل ؟ سألتك ما إسمك و تجيب " سمسم"؟
هل هناك رجل في العالم يحمل هذا الاسم؟ لولا أنك في عمر والدي لكان لي معك تصرف
آخر... و الآن ، سأعيد سؤالي و أرجو أن تجيبني بإيجاز و بدون مزاح : ما إسمك؟
الرجل : سم.. سم .. سم .. سي محمد.
ياسين : اسمك سي محمد . و لماذا التلعثم في كلامك؟ و الآن ، ما هو إسمك
العائلي.
الرجل : بن.. بن .. بن .. بن ..
ياسين : لا داعي لتكرار الاسم. لقد فهمت أن إسمك العائلي هو بن.
الرجل : بن .. بن .. بنسالم.
ياسين ( يحدق في الرجل ) : اسمك العائلي" بن" أم " بنسالم"؟
الرجل : بن .. بن .. بن .. بنسالم.
ياسين : أرجوك يا سيد محمد أن تساعدني. لقد قضيت النهار في قضايا عديدة و
أود أن أنتهي من إفادتك في أقصر وقت ممكن.
لدي ارتباطات أخرى. لذلك أرجوك أن تتنفس بعمق و ترتاح. لا داعي من الخوف . الشرطة
في خدمة الشعب كما تعرف و أود الانتهاء من شهادتك حتى ينال السارق عقابه... خذ
نفسا عميقا و أخبرني : هل اسمك العائلي هو بنسالم؟
الرجل ( يهز رأسه إيجابا )
ياسين : حسنا . و الآن ، أخبرني بطبيعة عملك و كيف تصادف أن كنت شاهدا على السرقة
و من قام بالسرقة.
الرجل : أنا أش .. أش .. أش .. أشتغل حا.. حا.. حا.. حا... حارسا للد.. للد..
للد.. للدراجات أ.. أ .. أ .. أ .. أمام ال.. أل .. أل .. أل ..المركز.
ياسين : أرجوك يا سيد محمد أن ترتاح و لا ترتبك. لو أخذ منك نطق كل كلمة
مجهودا جبارا و مدة كبيرة من الوقت لما انتهينا من إفادتك حتى صباح الغد. لذلك
أطلب منك أن ترتاح و لا تخش شيئا. أنت مجرد شاهد. خذ نفسا آخر و أكمل كلامك .
الرجل : كن.. كن .. كن .. كن .. كنت جالسا ... في م .. م .. م .. مكاني...
ياسين ( يقاطع الرجل بحركة من يده ) : أرجوك أن تتوقف لحظة يا سيد محمد و
تخبرني بصراحة : هل أنت خائف لوجودك في مخفر و أمام مفتش للشرطة؟ ألم تدخل مخفرا
في حياتك؟
الرجل ( يحرك رأسه نفيا )
ياسين : بما أنك لست خائفا، فلما تلعثمك في الكلام؟؟ ... هل أنت ... هكذا
في حياتك العادية؟ أقصد ، تتلعثم في كلامك؟
الرجل ( حركة برأسه أي نعم)
ياسين : أخبرني يا سيد محمد ، هل تعرف الكتابة و القراءة كي تكتب إفادتك ؟
الرجل : لا. لم أت .. أت .. أت.. أتعلم.
ياسين ( يخاطب نفسه ) : لا حول و لا قوة إلا بالله... هذا ما كان ينقصني
هذه الأمسية بالذات... يبدو أنه يجب علي أن أعتذر من زوجتي التي تنتظرني لنحتفل
بعيد زواجنا. لن أنتهي من شهادة الرجل حتى ساعة متأخرة. ( يخاطب الرجل ) أرجو أن
تعذرني دقيقة من فضلك. سأخرج لإجراء مكالمة هاتفية خاصة و أعود لإكمال التحقيق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق