2014/01/08

الخمايسي ومنافي الرب والبوكر.. أيّهم يستحق الآخر بقلم: أدهم العبودي

الخمايسي ومنافي الرب والبوكر.. أيّهم يستحق الآخر
 بقلم: أدهم العبودي
 أيقظني صوت صديقي الجميل "أسامة البنّا" هاتفياً يقول: 
 - مبروك.. أشرف دخل قائمة قصيرة بوكر. استيقظت، أول ما فعلت هاتفت صديقي الخمايسي تهنئةً، وفكّرت كثيراً في مدى استحقاق أشرف الخمايسي لدخول قائمة البوكر الطويلة بل والحصول على الجائزة نفسها! الخمايسي صال وجال في التسعينيات، حصل على المركز الأول في جائزة أخبار الأدب عام 94، نُشرت له "الصنم" مسلسلة في أخبار الأدب، طبع أول عملين له في هيئة قصور الثقافة، "الجبريلية" و"الصنم"، ثم انقطع عشر سنوات كاملة، لأقابله بعدها قدراً. 
 قال لي كثيراً:
 - يا "أدهم" أنا كاتب مهمّ جدّاً، نجمي كان ساطعاً في التسعينيات، وكوني اختفيت لا يعني كوني انطفأت.
 أصدر بعد عودته مجموعة "الفرس ليس حرّاً" عن دار الحضارة، ثم مجموعة "السكّاتة" و"فارس في مملكة الكائنات العجيبة" للأطفال، كان اثناء ذلك يكتب رواية "لن تستطيع الصبر"، وكلّما أنهى فصلاً سمعته، لينقطع عنها فجأة ويشرع في كتابة منافي الرّب التي تبدّل اسمها مرّات في رحلة كتابتها، من "فوّاحة العطور" ل"بئر الراهب" ل"بير الراهب" وصولاً ل"منافي الرّب". ومنذ شهور كثيرة، قال لي: 
 - ترشّحت للبوكر... قلت له: ربنا معك. فضحك قائلاً: 
 - لو لم أصل إلى القائمة الطويلة فسيخرجونني عمداً لأسباب سياسية.
 قلت: 
 - لا أظنّ، البوكر جائزة محترمة نسبياً. فردّ: - ولو وصلت للطويلة فالبوكر من نصيبي.
 ثم كان لمنافي الرّب ما لها وما عليها، نقداً وقراءة، اختلفت مع الخمايسي كثيراً بخصوص بعض ما يكتب عن روايته وقلت له: - اترك الرواية ليقرأها الناس يا أشرف. لكنني أدركت المأساة الحقيقية لكاتب لا يتودّد لمؤسّسة ولا ينحني طلباً لمصلحة، اتّجاهه لدار الحضارة منذ البداية شكراناً للصديق إلهامي الذي تطوّع لطبع الرواية بدون التحصّل على مبلغ من الخمايسي -وهي مأساة كتّاب كثيرين- متشجّعاً للإبداع ذاته، إنّما المأساة الأكبر في أنّ دار الحضارة لا تحترف توزيع أعمالها، وخشية أشرف من عدم بروز روايته -التي تستحق- وسط كمّ الأعمال المهترئة التي تملأ السوق ما دفعه للتنوير عليها بسبله الخاصّة، فحفر لها مكاناً بالصبر والمعاناة، الخمايسي الذي ردّد كثيراً أنّ الذي يبقى هو الإبداع، قال لي أحدهم يوماً:
 - منافي الرّب أكبر من الخمايسي. 
 فضحكت، قلت له: 
 - كيف لمخلوق أن يكون أكبر من خالقه. والآن، هل يستحق الخمايسي؟ أم تستحق الرواية نفسها؟ أم أنّ الجائزة نفسها منحت ذاتها تلقائياً مصداقية الجودة؟ معاييرها توازنت بدخول الخمايسي قائمة طويلة؟ دونما حسابات أو تمصلّح أو علاقات! الخمايسي قدّمني في مجموعة "جلباب النبي".. واليوم سوف يسمح لي أن أقدّم له باقة ورد تحية وتقديراً لصبره وكدّه وجهده. أيّهم يستحق؟! الذي يستحق في النهاية هو الخمايسي... هو أكبر من منافي الرّب ومن البوكر في حدّ ذاتها... هو المثابر المكافح الذي لا يداخله يأس ولا يعرف له السأم طريقاً... مبروووووووووووووووك يا أشرف، ونتقابل في الجائزة الأولى يا صديقي، البوكر لك، ومقدّماً استعدّ لها، فأنت لها وهي لك، أيّها المبدع الحقيقي

 

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

مبروووك للمبدع الكبير الذي أعزه وأحبه كثيرا أشرف الخمايسي.. لم أنس قط قصته الرائعة عجلات العربة الكارو الأربع التي حلقت به عاليا في معارج الأدب بداية تسعينيات القرن الماضي. منذ تلك القصة أحببنه وتابعت أخباره وأعماله على قدر ما استطيع.. ومؤخرا قرأت عن إصداره رواية " منافي الرب " التي خلفت صدى طيبا منذ البداية.. بي شوق عارم لقراءة الرواية.. أخي اشرف الخمايسي أنت مبدع كبير وهناك اشخاص يقرؤون لك ويحبونك في المغرب أيضا
تحياتي أيضا للمبدع أدهم العبودي الذي جمعني به القدر في لقاء جميل العام الماضي في الشارقة إ= فزنا معا بجائزة الشارقة للرواية.. وقد سألته بالفعل عن الخمايسي ففرح كثيرا وقال لي بأنه صديقه

لحسن باكور ــ المغرب