2014/06/06

البحر يحاكم سمكة "رسائل غسان كنفانى لغادة السمان" بقلم: أشرف توفيق

البحر يحاكم سمكة "رسائل غسان كنفانى لغادة السمان" 
 مولاي وروحي في يده، إن ضيعها سلمت يده.؟!
 اشرف توفيق
 من أين أبدأ والبدء كان كلمة ؟ هل يمكن لي أن أعود بك إلى هناك حيث القاهرة- المولد والوطن- وبدء الخطى؟ أي ذكريات نحتفظ بها عن البدايات،عن عوالم الطفولة ؟ لن أضجر من الاعتراف القاهرة مسقط قلبي.مدينة دمغتني بكل ذكرى عشتها فيها، وعلمتني دروسا حتى مطلع العشرينات من عمري حين ودعتها وغادرتها بعد شجار مجنون من ( شجارات) العشاق ولم أعد بعدها أبدا. افترقنا وبقيت تقيم في قلبي بشوارعها وجوامعها ومقاهيها،ونكهتهاالقديمة،وطقوسها اللامنسية.أحن إلى بيت جدي في ”حارة الأشراف ” خلف جامع السيدة زينب ، ولعل بابه العتيق لن يتعرف عليّ اذا عدت اليوم وقرعته . غادة السمان تقول " حين تكون كائنا حبريا فلا تخاف من رؤية نفسك عاريا ،لا خوف عليك من قشعريرة مرتجفة على الورق أمام بركة حبر.لقد انتهيت كشخص .. وبدأت كشخصية." كانت هذه الكلمات افتتاح روايتها.فلقد كرست نفسها للكتابة، وفي دمها شهوات النساء العربيات المسجونات على طول أكثرمن ألف عام،ولم يعد في وسعها أ ن تمارس الكتابة كجزء من وجودها، لقد هُزِمْتُ أمامها وصارت وجودها كله وبالتالى لم تبخل عليها بشيىء، حتى ال.... الذى أرتجفت تحته كمدمن محروم، كانت لذتهاً وقتهًا بقصة تستوعب تفاصيل الغنج؟! فكانت كاتبة لاتقف عند المباح ، بل انها تمارس المسكوت عنة لتكتبة بصدق. كم هى واقعية؟!...ولكنى لم اتوقع الجرسة المكتوبة عنى فى روايتها!! كتبت: ( كما يمكن ان نقع فى الحب من اول نظرة – يحدث ذلك ايضا عند الكتابة- عشقه قلمى ليكتب عنه كان رجل للكتابة!! يملك التناقض المولد للاحداث ) فقرة اخرى بعد عدة صفحات : (أحبنى كأمرة وأحببته كرواية اكتبها فى العشق!! ذله قلم أنه لم يفهم كاتبة .. وذله قدر انى لم أفهم رجل؟! فهل خنت المراة بداخلى لصالح الأديبه؟! أم أنى مسنى قلمى بجنونه كما يمس الجن البشر؟! فتلبسنى .. ولم أفق من سطوته الا بالزار المعتاد عند فرحه بنهاية السطر الأخير للرواية ) تقول: " أن يكون بينى وبينة علاقة : - افهمه - باعتباره علاقة كاتب بكاتبة .هو له قلم صحفى رشيق يكتب الكتب.. وانا املك قلم قاص حالم يتخيل الروايات – الايكفى ذلك لعلاقة وثيقة؟! لكن اعجبته كامراة وغض البصر عنى ككاتبة؟! وقع فى غرام خصرى ولم يعشق حروفى؟!إنى عند اكتشاف ذلك اخجل من عارى! استمر سردها ..وانا الهث من لهفة الانجذاب " فانا \"شهرزاد المرأة\" قصصى القصيرة احلى من لياليا الطويلة ، ُجملى أطعم من قبلاتى،التناص والمجاز والتشبية قمصان نومى الخليعة ،الشفافة، الموجعة. هأنا أغض البصر عنك كرجل وسامتك،صوتك الحلو ،ألعابك الرومانسية ،أوجاعك الأيروتكية..انظر لك لا كذات بل موضوعات متداخلة تمثل فسيفساء رواية مستحيلة!!" فى روايتها تقول : " ان الرجل الذى أكتبه ليس حتما أحبه .. والرجل الذى أحبه لا أفرض عليه حبى .. وأنما أقول له أستمر أنت فى مشاعرك الأخويه ودعنى وعشقى.. حتى اشفى منك.. أو تجن بى \" فلماذا فاتتنى هذة النصيحة!! " ابدو كوجه أنسانى حميم فى مواجهة \"المتيافيزقيا الروائية\" التى تريد ان تقنعنا بها ؟! الذى يخشى الفراق ويشفق ان يرى نفسه مهجوراً ذات صباح !! لقد جعلتنى الرجل المهجورالذى يشبه الشاعر\" الفريد دى موسيه\" وهو يسعل وينتحب بينما تتركه حبيبته بلا رحمة وتمضى لعلاقه جديدة وحب جديد من اجل كتابه أكثر تألقاً !! مشكلة الكاتبة أنه يدفعها حب الكتابه الى مغامرات حب مرتبكة. فهى تحتمل فكرة عشق الرجل الخطأ!! ولكنها لا تحتمل الكتابه عن الرجل الخطأ. العشق يملك المسامحه .. ولكنها كيف تبرئ نفسها أمام الكلمة ؟! تريد اقناع القارىء انى ارتكبت بحمقى"خيانة عظمى\" استخدمت سذاجة المرأة الكاتبة التى لايوجد عندها أعز من رجل يقرأ ماتكتب.. من اجل المرأة الأنثى ؟! فكنت الرجل الخطأ فى العشق وكنت الرجل الخطأ فى الكتابة.؟! أنها الرواية – الوحش الجميل- التى اجتاحت الاجناس السردية ، واستحوذ ت عليها مستعينة بما لها في جوهرها من روح تسلط وهيمنة مكنتها من ان تذيب الجميع فى اهابها.. انها الرواية آكلة الاجناس .غوايتها تاكلنا وتهضمنا، وتفضحنا، وتقيم جحيمنا ... جنس آكل لغيره من الاجناس يقد ثوبه من خيوط غيره. لا شئ يمنعة من ان يكون بحسب مشيئتة حكاية او تاريخا او خرافة او وقائع او غزلية.لا احد يمنعة من الكذب علينا فهو بطبعة بين التصديق والخيال الرواية من جهة اخرى جنس طرى العود يفتح صدره لسائرالاجناس ويستضيفها ويحاورها ويبنى بحجارتها بيتة فعلينا عدم المقاومة؟! فكيف لاتلعب بى فى هذا المتكأ السردي الذى يشدُّ الأنفاس. تسليتها تسمى \" الرواية \" تختزلنى على نحو خلاق. تشرب مقاماتى، وتجمع مذكراتى، لقد لعبت بى ادخلتنى رحلتها فلم نرى الا رحلتى؟! اخترقت حياتى الشخصية ، ممارسة حيل النصب العاطفى فى الرواية \"مباح\".ناقد غيبى كتب تقديم لروايتها : أن بطلها .. رجل ترابى ثابت يريد ان يحول البحر لحمام سباحة ألا يعرف ان للبحر مده وجذره وتقلبه الدائم .. ولايمكن أن ننزل نفس البحر مرتين.أيها الترابى الثابت المذاق لاتعكر علينا البحر؟! كم هى الكتابة \"النقدية\" ممتعة،حين يحكم النقد علم الأبراج !! ويستمر فى غيه المنهجى بعد أن أعتبر موهبتك بحر،أريد أن أسرقة لأحولك لامراة فى مخدع .. بدلا من كاتبة لرواية؟! ويكمل : العنصر الثالث فى الرواية وهو الشخصية،وآه من الشخصية؟! فثمة ملامح تنطوي عليها شخوصها الروائية تعرف ب\"التماهي\" ؟فهناك إلغاء متعمداً للمسافة الفاصلة بينها وبين العديد من أبطالها وبطلاتها المتخيلة بنحو يشعر معه القارئ بأنهم لا يملكون وجوداً فردياً، بل هم نماذج منها. فيبدو ماهو ذاتى لديها،وكانة سيرتهاعند المتلقى. كانت تقول: اعرف هذا الاحساس الذى يحركه استخدامى لضمير المتكلم المسكوت عنه والخائفيين من وجوده، فيتوهمون ماهو ذاتى بأنة.. سيرة ذاتية؟! لكن ماالذى نفعلة والوهم بينى وبينك حقيقة .. أليس الادب نوع من الاعتراف كما يقول\" يوسف ادريس\" ؟! اشرت الى مقاطع من روايتها وعلمت عليها بقلم فسفورى: " سافرت لا شئ معى الا تموجات اللون الأزرق.. قلم اسود .. حنين الى نفسى وهى جنين وقصاصات من الذكريات تركها لي رجل مثل كل الرجال مؤرخا كتب يقول: 17 ديسمبر 91: ليلة وهبها لها القدر لتهجر عالمها الموحش بدأ فى عينيها بريق اشتاقت الى توهجة. 19 ديسمبر 91: اشهر ضدها الهاتف فأدمنت أذناها الرنين. 23 ديسمبر 91: قال لها أنة مجنون بها أعلن انها قدره الصعب . 8 ابريل 92: في يوم ميلادك اهديك قلبا اربكه الإشتياق. 27 يونيو 92 : لا أحتمل حرارة الصيف مع اشتياق لا ترحبين بأمطاره. 17 يوليو 92: لأنك كتاب مفتوح تبدين غاية في الغموض اخفىأاسرارك قليلا كى افهمك. 20 يوليو 92: اخطفينى واطلبى من أهلى فدية كبيرة فهم أغنياء وليتهم لا يدفعون. 25 يوليو 92: تأتى المواعيد بما لا يشتهى الحنين. 26 يوليو 92: أسأل عشرات الأسئلة ولاتردين. 27 يوليو 92: يطول انتظارى . 31 يوليو 92: الملم ما تبعثر من امنياتى معك. أرحل لأننى فى حضرة الكتابة فلا مفر من الصدق نعم رفضتك ولو عاد الزمان ما ترددت فى الرفض مرة اخرى رجل مثل كل الرجال انت . تريدنى وتريد الحب معى.. لكننى لا أريد أحداً ولا تستهوينى فكرة الحب مع أى رجل. خلقت لأكون له هو فقط مصيرى وغايتى هو رمادى الملتهب متقلب المزاج غير قابل للأسر، فى اعماقه ترقد أصداف الحكمة وحين يشاء يخاصم او يصالح هو قلمى وحدة الآمر الناهى فى شؤونى هو قلمى له وحده السلطان على مجرى دمى ونشوتى وهو مأساتى الجميلة هو قلمى سر فرحتى وسر عذابى ، هو النار التى تطهر جروحى قصتى التى أسكنها وتسكننى . قلمى هوبحرى بينى وبينه مد وجزر ينادينى أ سرع اليه أرتمى على صفحة ورق بيضاءأستسلم للأحبار كما لم أستسلم لأى رجل وكيف لا أفعل أليس في الإستسلام للكتابة أجمل حرية .. ياأى رجل القلم بيننا." غردت بكلام لاحمد فؤاد نجم- الخط ده خطى والكلمه دى ليّه.غطى الورق غطى بالدمع ياعنية - اجريت مكالمة عاجلة لها بالموبيل وقرات عليها ماعلمت عليه بالحبرالفسفورى. قالت - تحمل شخوص محبرتى اذا خرجت للورق ؟ كيف أحلم برواية تحقق ما قال فلوبيرعن المؤلف «يجب أن يكون، شأن الله في الكون، موجوداً في كل مكان، لكنه لا يُبْصَر » قلت - لكنهم يبصروننا!! قالت - كيف لايبصروننا؟ .. والنقدالادبى يدخل كالبوليس بدون إذن النيابة غرف الرواية ويفتش محتوياتها ويتلصّص على أسرارها، وأدراج خزائنها، وألبوم صّورها، ورائحة سريرها، ومرآة حمّامها. المرآة التي اعتادت وجهها وخبّأت تضاريسه ؟ قلت - لقد فضحت بكتابة فوتغرافية ..اماكن سهراتى ،ونوع تبغى ،وألوانى المفضلة، لون طلاء منزلى،الأبجورة الحمراء فى مخدعى التى تنير بذبذبات الصوت وكيف لعبتى بها لترى تفاصيلى وقت النشوة! .. لوحة فان جوخ الزيتية المزيفة التى تطالعك عند دخول منزلى لقد ابصرنى الاصدقاء ؟! كانت جريمة ورقية مع سبق الاصراروالترصد..حبر افضى الى فضح .. هتك سر..اغتصاب علاقة حميمة تمت باتفاق..الايوجد أحد يتعاطف مع الحبيب الذى يرفض أن يكون نزوة كتابة ؟! ما مدى شرعية العواطف عندك ؟ قولى ماحدود الرواية لديك؟ قالت - اقرات رواية \"التلصص\" لصنع اللة ابراهيم، لم يقاوم شهوة الرواية ففضح ابيه؟! ان \"حنان الشيخ\" تأخذها غواية الرواية لحد فضح سيرة امها تقول عنها كانت فى وقت واحد مع رجلين احداهما ابويا !! انها غواية الكتابة ذنبنا جميعا جرائم حبرية كما تقول .. نيران صديقة كلغة الجيوش .. قدر سردى أحمق الخطى كما أرى واستمر صوتها مع تغير النبرأت: أن رءوف مسعد يهدى روايته"بيضة النعامة" لأبنته" يارا " والرواية كلها فى شذوذ أبيها .. أنها غواية الكتابة ذنبنا جميعا جرائم حبرية .. نيران صديقة, قدر سردى أحمق الخطى؟! حين تكون كائنا حبريا فلا تخاف من رؤية نفسك عاريا ،لا خوف عليك من قشعريرة مرتجفة على الورق أمام بركة حبر لقد انتهيت كشخص وبدأت كشخصية.من قال ان الرواية فضحت الآخرين ولم.. لم تفضحني؟! أودعتك سرى داخل سرك فأخرجتني من وكرى وأبقيتنى عزلاء، أحين يكون في روايتي رجل من عنبر، واضع فى الرجل امرأة من بخور.. وأخرج لهما شهوتهما نافرة ألا أكون رفعت رايتي البيضاء؟! لقد جعلت الجسد في حالة انتظار وخارج أى توقع كأنى أهيئه ليكون مستجيبا ومتفاعلا خارج أى ضررعند هذة الاشكالية يكون حتفى،ولكن تكون الرواية ؟! لعبة مسلية التى اخترعتها وصدقتها وفازت بها بجائزة ؟! لعبة الرجل المرتبك بين المرأة الأنثى ونفس المرأة وهى كاتبة"لعبة ميتافيزقية"..كانت رواياتها كحقيبة كثيرة الجيوب السرٍيةٍ مرتبة بنية تضليلية فمنذ الصفحة الاولى تبدو الكاتبة مشغولة بترتيب حقيبة ذاكرتها فى غرفة خاصة وكأنها لاتشعر بوجود القارىء..ولكن القارىء لايقاوم شهوة التلصص على ذاكرة مبعثرة على سرير؟ فتسعل كى تنبهها إلى وجودك فتدعوك للجلوس على ناحية السرير. وتروح تقص عليك أسرارا ليست سوى أسرارك! فإذا بك تكتشف أنها لم تبعثر سوى ثيابك، منامتك أدوات حلاقتك،عطرك.! فالحقيبة كثيرة الجيوب السرية لم تفرغ منها على مخدعها الا \"جيبا واحدا\" ذاكرتك أنت؟! فاذا بها تتلصص عليك ، فى الوقت الذى كنت تتوقع أن تتلصص عليها؟! تراك عاريا ؟! بعد أن اعتقدت ان الفرصة لاحت لتراها بدون منامتها! كانت ترى انه خطأ غير مقصود،أثناء الانشغال بتنظيف سلاح الكلمات ، فلا داع لتوهم جريمة محبرة مدبرة؟! كل مافى الامر أن القلم شد جرار\"سوستة\" الجيب - الذى كنت اريد انا سترة مع أن الرواية لاتعرف الستر؟ وفى قاع الجيب كانت رسائلى. ذاكرتى ،فلم تعرف ان كانت ايامى ام ايامها! تماما كما حدث مع "غادة السمان" شدت جرار الذاكرة ، وجدت قى جيب الفص الايسر من العقل رسائل "غسان كنفانى" فلم تقاوم العقل الباطن وكتبت ذلك ؟! فهل أنا لم اكن املك طموح ان اكون ادبيا .. فاتحول للكائن الاسطورى الذكرى ذو السطوه والراسين يطلق منهما شررة تارة الذكر وتاره الكاتب ؟! فبقيت اكتب الواقع بين الجرائم والسياسة.. رجل مثل كل الرجال ..قالت عنه كما جاء فى ص117 من الرواية : " كان قرصان بلاخيال . فلم يعرف لغه السمك ولم يعرف اسرار المحار .. أكتفى بأنه يعرف قيادة سفينه بين الامواج واللعب بمها رة سيف فحولتة لكسب الغنائم غير الشرعية ." بين قوة الرغبة وخفوت صوت الحب، انهيت الرواية فى جلسة واحدة فى غيظ وعدت لها بعد ذلك عدة مرات وعندما تقابلنا.. قلت : لم تبقى شيىء فلماذا لم تكتبى اسمى؟! قالت: كان يمكن كتابة اسم القرصان لولا انى أعرف خجلة ، حتى وهو قرصان كان يخاف أن يرى البحارة عورة عينة التى غطاها بضمادة من الجلد ؟! تشعبت بنا العلاقة، لتقف متأرجحة ِتُسعفها في لحظات العزلة والتأزم.. كأن تجد فى بريدك قصصها القصيرة. دون ان استمرفى ارسال زهورى! انوثة \"الريموت كنترول\". هل تعرف ماذا فعلت بى قصصها ؟! كنت فى زى عا شق تنكر ببدله شرطي أخلاق،أنقب بين الكلمات وابحث بين الفواصل عساى أكتشفك متلبسة بى ، فأجدك مضبوطة بغيري مع سبق الاصرار والترصد؟! فى هذا الوقت وقعت رواية - ( ذاكرة الجسد ) لأحلام مستغانمى- تحت يدي وقرأتها فى سيارة كانت تسير من القاهرة للغردقة على مقعد غير مريح، لم أقرأها على طريقة الشاعر \"نزار قباني\" الذي قرأها أمام بركة السباحة فى فندق \"سامر لاند\" فى بيروت . وفى صــ 18 من الرواية تقول مستغانمى: ( فى الحقيقة كل رواية ناجحة ، هي جريمة ما . نرتكبها تجاه ذاكرة ما وربما تجاه شخص ما ،نقتله على مرأى من الجميع بكاتم صوت . ووحده يدرى أن تلك الكلمة الرصاصة كانت موجهة إليه .) لقد كنت أعتقد أن الكتابة طريق الكاتب فى أن يعيش مرة أخرى قصة أحبها وطريقته فى منح الخلود لمن أحب .. وكأن كلامي فاجأ \"أنعام مستغانمى\" كانى قلت شيئاً لم تحسب له حساباً اعتقدت ذلك وانا ادقق فى صورتها الجميلة على الغلاف. ولكنها فى صـ 21 من روايتها جاء الرد: \"ربما كان هذا صحيحاً أيضاً ، فنحن فى النهاية لا نقتل سوى من أحببنا .. ونمنحهم تعويضاً عن ذلك خلوداً أدبيا.. أنها صفقة.\" قالت: ربما, فنحن فى النهاية نخلص من أبطالنا. ونمنحهم تعويضا عن ذلك خلودا أدبيا, ففى الرواية نكتب ذاكرتنا, مهما حاولنا التغييروالتخفى. قولى كيف تختم ذاكرتك بالشمع الأحمر حتى لاترتكب جرائم حبرية ضد من أحببت؟! ... استغربت كثيرا لنظريتها الإجرامية للأدب. فقلت لها: أعرف الصحافة الصفراء ولكنى أول مرة امام أدب أحمر؟! يكتب ليقتل؟! وفى تمويه لإخفاقات عشقية.. قالت : يا صديق المخلص أعترف لك بأنى اكتب لصنع أضرحة لأحلامى !! فبدت لى روايتك كمشنقة معلقة فى المكتبات لصياد كان ينشر شباكه للعشق ليلأً ويغنى فى الحب فعلق كقرصان على غلاف رواية .!! " بنية تضليلية بدأت روايتها, فمنذ الصفحة الاولى تبدو الكاتبة مشغولة بترتيب حقيبة ذاكرتها فى غرفة خاصه، وكأنها لاتشعر بوجود القارىء ولكن القارىء لايقاوم شهوة التلصص على ذاكرة مبعثرة على سرير؟! يسعل فجأة فتتنبه الى وجودة وبدلاً من لم اوراقها تدعوه للجلوس على ناحية السرير دون أن تتدثر. وتروح تقص عليه اسرارً ليست سوى اسراره! فاذا بك تكتشف أنها لم تبعثر سوى ثيابك،منامتك ،أدوات حلاقتك عطرك! فالحقيبة كثيرة الجيوب السرية لم تفرغ منها على مخدعها الا "جيب " ذاكرتك انت؟ فاذا بها تتلصص عليك فى الوقت الذى كنت تتوقع ان تتلصص عليها؟تراك عاريا بعد أن اعتقدت ان الفرصة لاحت لتراها بدون منامتها ! كانت ترى انة خطا غير مقصود فلا داع لتوهم جريمة محبرة مدبرة؟! كل مافى الأمر أنه اثناء الإنشغال بتنظيف سلاح الكلمات, أن القلم شد جرار (سوستة) الجيب الذى كنت أريد أنا سترة مع ان الرواية لاتعرف الستر؟ وفى قاع الجيب كانت رسائلى ذاكرتى او ذاكرتها معى فلم تعرف أن كانت أيامى أم ايامها فتفجرت الرواية تماما كما حدث مع "غادة السمان" وجدت رسائل غسان كنفانى فلم تقاوم وكتبت كتاباً,فى هذة اللحظة لم تتذكر غادة ان كان لها عندغسان ذاكرة أو رسائل؟ نسيت غادة رسائلها وضعفها؟! فكان كتابها عن غسان وضعفه وحاجاته وتأوهاته عند قدميها. رفصته كمهرة هائجة وهو يغسل اصابعها بماء الورد؟!فراح يزيد ماء الورد ريحاًنا." اعود لروايتها اقرا ضعفى ومهانتى. اسوء مافى الحب هذا الكم الكبير الذى تنشرة من ذاتك؟! ففى روايتها اكتشفت مسدسها المخبىء بين تنايا ثيابها النسائية؟! .. اقلب صفحات روايتها، أستسلم لفكرة غبية،أفكرأن أرسل لها نسخة من كتاب"رسائل غسان كنفانى لغادة السمان" احتلت حيلة من"خليل صويلح" قرأتها عنه فى روايته "وراق الحب",فهو يهدى الروايات للبنات ويحدد شعورة تجاههن بوضع خطوط فسفورية تحت عبارات داخل الرواية. ويعتبر نفسه أرسل رسالة؟! وحجتة أنه لا يعرف"اغبياء النساء",كان يريد إستمالة الفتيات بحيلة أنيقة " تيمنا بما فعله صديقى هنرى ميللرفى روايته(مدار الجدى)، أهدى الرواية لزميلته فى العمل وحين التقيها فى المصعد،حاول تقبيلها لاختصار المسافات والزمن،كان على قناعة أنها التقطت الطعم، لكنهاصفعته؟!،ولكنه لم يعدل عن الامر،ولم يذكر مإإذا كانت الخطة تنجح احياناًأو جزئياً. أنا اريد البعاد؟ فماذا لو وضعت خطوط فسفورية تحت العبارات الموجعة من كتاب"رسائل غسان كنفانى لغادة السمان" ثم أرسل لها النسخة ذات الخطوت الفسفورية الموجعة أيكون تحقق المراد؟ أنها تستدعى معى قصة حب"غادة السمان وغسان كنفانى"بفقهها الجديد،فقه مفرداته: الحب ليس ملكية لاخروج منهاولكن يمكن الخروج. الحب ليس قدراً ابديًا، ولكنه بدعة إنسانيه,فهو ليس عباءه يلبسنا الله اكتافها وأنما مقاديرمؤقته للزمان والمكان؟,فلاشيىء له الدوام الأ وجة الله. .. كنست عليها مقام "السيدة زينب،" فأنا فى الجوار فبيت جدى بجوار بيت جد غادة السمان فى الحارة القديمة (حارة الأشراف خلف جامع السيدة زينب) . احتفظ بكتاب غادة،..وبخطوطى الفسفورية الصفراء الشامتة.وارسل احاسيسى عن كتاب غادة لمجلة العربى الكويتية فينشر بعنوان: مولاي وروحي في يده، إن ضيعها سلمت يده. ؟! وتأتى تعليقات على مقالى المنشورعن رسائل كنفاني لغادة السمان.. في العدد (435) فبراير 1995 من "العربي" الغراء بالكتاب:"أحب الروائي الفلسطيني غسان كنفاني غادة السمان وتبادلا الرسائل العـاطفية وبدا عاشقاً ضعيف القلب،لا يلتفت كثيراً لما يردده أهالي بيروت عن أنه ساقط في الخيبة وأنه سيتعب من لعق حذائها البعيد، ومن أنها لا تكترث به، وأنه ملحاح كالعلق،هكـذا أعلن عن حبه ببساطة ووضوح، مؤكداً أن مشاعره لا يمكن فهمها في شارع الحمراء". ومنـذ عشرين عاماً نسف الإسرائيليون غسان كنفاني،فاكتملت أسطورته هو المبدع الفذ الذي يبدأ منه تاريخ تبلور النثر الفلسطيني، الذي نقل الحبر- بتعبير محمود درويش- إلى مرتبة الشرف حين أعطاه قيمة الدم وهو النموذج والمثال، نتاج رحلة العذاب الفلسطيني من السقوط المتمثل في وعاء المخيم، حتى الصعو د المتمثل في واقعية البندقية . نشرت غادة السمان رسائل غسان العاطفية إليها، دون نشر رسائلها هـي إليه، ليظل الكتاب ناقصاً ومخالفاً لوجه الحقيقة.. تقول غادة إن رسائلها ليست في حوزتها؟! ربما لكن يبقى تاريخ العلاقة في وجدانها. لكنها التزمت الصمت والموقف الحيادى فلـم تعلق على رسالة واحدة، لم تضف هامشا، لم تفصح عن صورتها أو ملامحها يوم كانت، لتتيح أمام القارئ اكتمال المشهد.. ثمة رجل يدعى غسان كنفاني هكذا انتقت بحيادية تامة عبارتها.تصورت غادة أن كتابها جريء جدا يتحدى"مؤسسةالرياء الاجتماعي"- حسب تعبيرها- ويرفض الخضوع لزمن الغبار الذي يتكدس في الحناجر ولا تملك جرأة المجابهة لأن فعله الحقيقي هو"فعل" غسان، وموقفه الحقيقي هو موقف غسان وجرأته الحقيقية هي "جرأة" غسان تتوارى غادة دون فعل، دون موقف دون جرأة. أما من هو غسان كنفاني بطل هذه الرسائل؟! فبيانه,ولد غسان كنفاني في مدينة عكا بفلسطين عام 1936 ومن عائلة متوسطة انتقل مع أبويه إلى يافا، حيث تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة تابعة لارساليه فرنسية، وقبل أن يكمل عامه الثاني عشر قامت العصابات الصهيونية بمهاجمة المدن الفلسطينية.فاضطر إلى النزوح مع عائلته المكونة من أبويه وجده وسبعة أشقاء إلى جنوب لبنان وأقاموا هناك فترة من الزمن.ثم انتقلوالدمشق،التحق غسان بحركة القوميين التي كانت قد طرحت شعار مناهضة الاستعمار.ثم انتقل إلى بيروت عام 1960، حيث عمل محرراً أدبياً لجريدة "الحرية" الأسبوعية ثم أصبح عام 1963 رئيساً لتحرير جريدة "المحرر" كما عمل فى مجلة "الحوادث" حتى عام 1969 ونشر فيها رواية: من قتل ليلى الحايك، وعائد إلى حيفا. ثم أسس مجلة "الهدف"وبقي رئيساً لتحريرها حتى استشهاده.ففي صباح الثامن من حزيران عام 1972 استشهد غسان على أيدي عملاء إسرائيل عندما انفجرت قنبلة بلاستيكية ومعها خمسة كيلو جرامات من الديناميت في سيارته وأودت بحياته الغالية.. تقول زوجته ورفيقة نضاله السيدة "آني": بعد دقيقتين من مغادرة غسان ولميس- ابنة اخته- سمعنا انفجاراً رهيبا.. تحطمت كل نوافذ البيت.. نزلت السلم راكضة لكي أجد البقايا المحترقة لسيارته.. وجدنا لميس على بعد بضعه أمتار.. ولم تجـد غسان ناديت عليـه.. ثـم اكتشفت سـاقه اليسرى.. وقفـت بلاحراك.لقد قتلوك".بقي أن نذكر أن المحققين وجدوا إلى جانب السيارة المنسوفـة ورقـة تقول "مع تحيـات سفـارة إسرائيل كوبنهاجن".من المعروف أن "غسان كنفاني" كان متزوجاً من فتاة دانمركية اسمها "آني" هذه الفتاة كان لها دور كبير في حياة غسان وفي نضاله ونشـاطه الثوري، وقد اعتمد عليها غسـان في توثيق صـلاتـه بكثير مـن الأوسـاط الأوربية.. بل واعتمـد على مساعـدتها له في الحصول على كثير من الـوثائق المتصلة بواقـع العرب في الأرض المحتلة هـؤلاء الذين كانوا يبلغون حوالي ربع مليون مواطن عربي داخـل "إسرائيل" قبـل عام 1967 والذين أصبحوا أكثر من مليون ونصف مليون مواطن، بعد أن وقعت الضفة الغربية لنهر الأردن تحت سيطرة الاسرائيليين، لـذلك فإن هذه الـورقة التي عثر عليهـا المحققون بمكـان الانفجار تعني إشارة واضحة للدور الذي لعبه غسان من خلال هذه الزوجة المثقفـة الوفية.؟! المهم بعد أكثر من عشرين سنة تفتح غاده السمان خزانة أوراقها الخاصة وتنفـض الغبار عن رسائل غسان إليها وتـدفـع بها للنشر- تنشر غادة الكتاب عن طريق دار نشر زوجها بشير الداعوق- من يصدق؟! الذى تزوجته فيما بعد, تقول السمان: أعتقد أن سبب نجاح زواجي من بشير الداعوق يعود إلى عيوبي وفضائله. فقد أحبني كما أنا، ونعمت من طرفي بنبله وكرم روحه وحبه لما أكتبه وحرصه عليه أكثر من أي شيء آخر بشير الداعوق رجل عربي نادر لا يشبه أحداً ولا يمكن تعويضه؟! نعـم يعرف. كثيرون أن غسان كـان يحبها.. وأنه وقع في هواها في 66 - على الأرجح - حين كـانـا يعيشـان في بيروت من تلك الرسائل اختارت غادة اثنتي عشرة رسالة فيما بين 66 و 68. ونشرتها. مع صور خطية لها، ومقدمتين.في المقدمة الثانية.. دعك من الأولى التي ليست سوى اقتبـاسـات من الرسـائل ذاتها تـورد السيدة مبرراتها لنشرها هي ليست - فقط الوفـاء لعاطفتها الغابرة المتجـددة نحوه- بل وفاء لمبدع من بـلادها اكتمل بالموت. ولا تنسى حرصاً منها على علاقات أخرى في الماضي والحاضر ثم لكي تضيف بعداً إنسانياً جميلاً لصورة المناضل من الداخل قبل أن يدخل في سجن الأسطورة وأخيراً تمارس السيدة غادة لحظة صـدق، فتضبط نفسهـا وهـي تكـاد تتسـتر على عامـل نرجسي لا يستهان بـه: الفخـر بحـب رجـل كهذا،، أهـدى روحه لوطنه وأنشد لها يومـاً ما معناه: مولاي وروحي في يده، إن ضيعها سلمت يده. فصورة العـلاقة بينهما- كما تعكسها الرسائل هي صـورة تعلق جارف من طرف، نراه ونسمع لهاثه ونقرأ كلماته الشاكيـة الضـارعة الغـاضبـة الآمله، ونحس عذابه الجارف الطاغي لملك الطرف الآخر. بعبارة ثانية أن صورة غاده- كما تبدو في تلك الرسائل- هي صورة فتاة طـاغية الأنوثة، مرحة لعوب، في إحدى الرسائل يقـول لها.. "أنـت صبيـة وفـاتنة وموهوبـة". وأكثر الأوصاف التي يصفها بها تردداً هـي "يا شقية". تعبث بالرجل الذي أيقنت.. من رسالته الأولى- أنه يحبها، والـذي تعرف عنه أنه- كـما يصـف نفسه في رسالته الأخيرة : "كرة متشابكة مـن الأعصاب والجروح" وهـي في هذا العبـث ليست عادلة تستخـدم سلاحـاً موجعاً كـان غسان زوجاً وأباً وكانت هي حرة طليقة. في إحـدى رسائله يحلل غسان علاقتهما مشيراً لهذه النقطة بالتحديد: "لقداستسلمنا للعلاقة بصورتها الفاجعة والحلـوة، ومصيرها المعتم والمضيء. وتبادلنـا خطأ الجبن: أما أنا فقـد كنت جبانا في سبيل غيري، لم أكن أريد أن أطوح بالفضاء بطفلين وامرأة لم يسيئوا إلي قط، مثلما طـوح بي العالم القاسي قبل عشرين سنة، أما أنت فقد كان كل ما يهمك نفسك فقط".وفي أكثر تلك الرسائل حميمية وسخونة وامتلاء بنـزف القلب،. قالت لـه في الصباح انها ستأوي إلى فراشها في العاشرة من المساء. ولذك"اذهب لبيتـك باكراً اليوم" لكنها حتى منتصف الليل لم تكـن هناك، ولا في الواحدة، ولا في الثالثة.."ثم هاتفت لها فأبلغتني أنها كانت تشرب نبيذاً وأنها سهرت مع صديق.. وهذا ما كانت تريد أن تقوله! هل تتصورين؟ كانت تجهد لتنال أذنى كي تصـب فيها اللعنة، ترى.. مـا الذي يذكر هذه الإنسانة في إلا الذل؟".ولم يكن غسان ظالماً لها بل كـان - شأن العشاق الكبار- يتلمس لها الأعذار والمبررات فهي وحيـدة "لا تستطيع أن تردم الهوة بينها وبين العالم إلا بالرجال، وهي تفضل التفاهة والمشـاعر التي تمر كل السطح. وكان يبدو انه يعرف أن الحياة قد خدشتهـا بما فيه الكفـاية لترفـض مزيداً من "الأخداش" ولكـن لماذا كان يدفـع الثمن؟ يقول: أمس صعقتني مثلاً حين قلت لها انني أرغب في رؤيتها فصاحت: اتحسبني بنت شارع؟ كانت ترد على غيري، وكنت أعرف ذلك؟ ولكن.. ما هو ذنبي أنا؟" ومن سياق الرسائل أيضاً نفهم أن ثمة صراعاً كان ناشبا بين الأنثى والكاتبة فيها (كان يصفها بأنها " امرأة حتى كعب حذائها". ويخاطبها "أيتها المرأة قبل ألف من أن تكوني أديبة وكاتبة"). وكان غسان يحاول أن يدفع صاحبته نحو الانحياز للكاتبة فيها، يكتب مرة ضارعاً إليها أن تكتب له: "اكتبي أيتها الحلوة الذكية، تمسكي بهذا الشيء الذي يستطيع إلى الأبد أن يكون درعك أكثر مما يستطيع أي رداء مبتكر "وقصير" أن يفعل بالنسبة لك الحياة ملحمة انتصار تبدأ من العمق فما فوق، فلتجعلي همك هناك.. اطرحي.. مرة وإلى الأبد،حيرتك الأنثوية المغيظة يين رأسك وركبتيك فتكسبي رأسك ورءوس الآخرين . وبعد نحو 12 عاماً على صدوره، قررت السمان إصداركتاب "محاكمة حب" ضمن سلسلة "الأعمال غير الكاملة" لها تحكي فيها كل تشعبات القصة " هى وغسان" إصداء الكتاب الى تناول النقاد والصحافيين له، الى أوراق خاصة لم تنشر،وإذا السمان تتحدث عن أمراض ثقافية لأنها اعتبرت "هجوم" الصحافة العربية عليها من باب قمع الحريات الذي يتعرض له الكاتب في المجتمع العربي، وبالأخص المرأة. الكتاب ممتع من ناحية تسلسله وسرده "للواقعة" كما حصلت، والأشد متعة في الكتاب تلك المحاورات المنشورة التي هي في صلب الكتاب إذ إنها تتضمن كل التفاصيل وكل الاجابات عن تساؤلات قد يطرحها القارئ حول الموضوع. وبعد اهداء أول الى رفاق القلم الذين دعموا الكاتبة في خطوتها البيوغرافية غير المسبوقة في العالم العربي والى الذين "وقفوا ضد همجيتنا الأبجدية المتمثلة في إحراق بعض أوراق راحلينا المبدعين في غياب أي مؤسسة عربية ترعى الميراث الثقافي للراحلين" والى الذين "هاجموا" والى الذين "حاوروا"... وبعد اهداء ثان الى "عشاق الشغب على الغبار والشخير التاريخي من المنظرين للرياء والدجل واستغباء الناس وقمعهم وتخويفهم وإرغامهم على القيام بدور الرقيب الذاتي..." كتبت السمان في فصل بعنوان "مصارحة" ذكرت فيه ان نحو مائتي مقالة نقدية سطرت حول هذا الكتاب، نصفها ضد الخطوة ومنها "مقالى فى مجلة العربى" ونصفها الآخر يؤيد "فعلتها"ونشرتهاولم تعلق عليها. وتنشر السمان في "محاكمة حب" وقبل البدء بالمحاكمة نصين غير معروفين بخط يد كنفاني وهما مضمون رسالتين موجهتين الى غادة السمان تحت عنوان أوراق خاصة. وإذا السمان تدافع عن كتابها "رسائل حب غسان كنفاني"، فهي تثير زوبعة أخرى بنص يذكر فيه كنفاني كراهيته للشاعر نزار قباني في هجاء جاء فيه:. "كان رأسه يابساً وشعره منتصبا كأنه شعر الفرشاة.. وكنت أضحك دائماً حين كنت أراه: فقد كنت أتصور أنه لو قطع هذا الرأس وألقي في دغل لحسبه قنفذ ما أنثاه الغاضبة!إنه رجل تافه: لو قدر له ان يقطع حياته جيئة وذهاباً أربع مرات على التوالي، فوق حقل من الطين، لما ترك أثراً! ثرثار... الى حد صار من غريزة أجيال الذباب ان تعرف الفخ المنصوب بين أسنانه!"وتذكر غادة السمان في إشارة تحت النص وبالحرف الصغير ان نزار كان قريبها عائلياً وكان يلتقيه كنفاني في بيتها..." ونزار أيضاً بادل غسان كرهاً بكره، وكان منظرهما معاً مسلياً: مبدعان وذكيان يتبارزان بالأبجدية كطفلين".. .كذلك يتضمن النص الثاني كلاماً في الحب من فصيلة الكلام الذي رفضه القارئ والناقد في الرسائل المنشورة سابقاً: ..."لو وجدت في كوة الضوء التي انفتحت أمامي بعد رحلة الشوك الطويلة واحدة غيرك لمت من اليأس، ولكن انت؟ أنني استغرب الرحلة الآن، بل أرى أنني لو لم اقطعها ـ في الليل والجرد والتوحش ـ لما وجدتك... لقد جفت فجأة نقاط الدم التي تركتها تسيل وتنطبع على احجار الطريق لتدلني على العودة الى البداية، وصرت بالبداية من جديد.أحس، أمام عينيك الشاسعتين، إحساس كاهن يستمطر السماء. إن وجودي كله معلق هناك، كي أفرش كفي ذات يوم خارج باب الكهف، فإذا بها تمطر".كلام جديد في الحب من محفوظات السمان كتبه لها كنفاني وتطلقه من جديد متحدية كل من يقف في وجه الحب الأشد قوة وتأثيراً من كل كلام. وكأنها بذلك "ترد الصاع صاعين". وتتحدى من رفض كلام العشق وضعف المعشوق بكلام جديد عنه. وكنفاني في هذا النص أيضاً يشكو ولعه وحاجته الملحة الى وجودها بقربه ليستمد منها قوة. وأيضاً كأن السمان تحاول أن تجعل كنفاني يتكلم ويرد على المنتقدين برأيه الخاص بالموضوع: "أنت تستحقين أن أرحل اليك، عبر الليل والبرد والتوحش، ثلاثين عاماً"...وتفتح المعركة أو المحاكمة على الصحافة والصحافيين الذين انتقدوها بسيف استلته من كنفاني نفسه.وليست الحوارات المنشورة كلها ضد فكرة نشر رسائلها، بل على عكس ذلك، فثمة حوارات منشورة تفتح الأفق أمام كلام وكلام في الحب والكتابة والحياة والنضال والأدب والموت وكل الموضوعات الحية التي غالباً ما عالجتها السمان في أدبها، فتجيب بجمالية فائقة وبكلام مصفى على اتهامات واتهامات. وبما انها تسمي المحاكمة باسمائها فالحوارات استجوابات: في حديث صحفي قالت غادة السمان إن "ملف غسان كنفاني مفتوح للحقيقة وللتاريخ ..فقد شكل كتاب "الرسائل" وما جاء بعده, أقوى ضوء ُسلِطَ على غسان كنفاني, وكانت له أصداء أكثر من مهرجانات التأبين التي أقيمت له على مدى عقدين من الزمن..لقد أعاده هذا الكتاب حياً بكامل بهائه الإنساني؛ لأنني وجدت حقيقته أجمل من تمثاله, ولم يسيء أحد إلى غسان كنفاني بقدر ما أساء إليه الذين اتهموني بتشويه صورته, فأنا لم أزور الرسائل ولم أستتر عليها لأنني لم أر فيها ما ينتقص من عظمة غسان, بل ما يضيف اليها" يقول غسان لغادة في رسالة: "إنني على عتبة جنون ولكنني أعرف قبل أي إنسان آخر أن وجودكِ معي جنونٌ آخر له طعم اللذة، ولكنه- لأنك أنتِ، التي لا يمكن أن تُصلح في قالبٍ أريده أنا- جنون تنتهي حافته إلى الموت! أمس رن الهاتف في المنزل، ورفعت السماعة..لم يكن ثمة أحد يتكلم على الطرف الآخر وهمست، بعد لحظةٍ، بصوت جبان: غادة؟" وهذا كله لا يهمك ..أنت صبيّة وفاتنة وموهوبة..وبسهولة تستطيعين أن تدرجي اسمي في قائمة التافهين، وتدوسي عليه وأنت تصعدين إلى ما تريدين..ولكنني أقبل..إنني أقبل حتى هذه النهاية التعيسة!" "ماذا أقول لكِ؟ إنني أنضح مرارة..يعصر لساني الغضب مثلما يعصرون البرتقال على الروشة، لا أستطيع أن أنسى، ولا أستطيع أن أبعد عن وريدي شفرة الخيبة التي بذلتِ جهداً، يشهد الله كم هو كبير، لتجعلينني أجترعها بلا هوادة!"لا أعرف ماذا أريد. لا أعرف ماذا أكتب. لا أعرف إلى أين سأنتهي. والآن – خصوصاً – أنا مشوش إلى حد العمى : إن النقرس يفتك بي مثل ملايين الإبر الشيطانية. أشفقي عليّ أيتها الشقية ...فذلك، على الأقل، شيء يقال"قلتِ: نتحادث في الهاتف..أما أنا فليس لدي قرشٌ أستطيع أن أصرفه، وأن أصرفه خصوصاً على عذاب لا أحتمله. لقد تقوّض هذا الشيء الذي كنته، وأنا حطام، وأعرف أن ذلك شيء لا يسرّك كثيراً، ولكنه حدث: عنوان القصة"حازم؟ أجل حازم، من نوع أكثر صميمية: إنني أكثر شجاعة منه في وجه العدو المعذ ِّب، ولكنني أقل منه شجاعة في وجه الحب""حازم :أحد أبطال قصص كتاب غادة السمان" الطريف حقاً في الجدل الذي أثير حول كتاب الرسائل أنها المرة الأولى التي ينافح فيها العربُ عن سمعة رجل ارتكب "خطيئة" الحب، دون أن يبالوا بسمعة ومشاعر الأنثى التي أعلنتْ هذا الحبفي ليل الأول من فبراير شباط عام 1967 يكتب غسان لمحبوبته التي تتجاهله قائلاًأمية : أمية اللوزي زوجة سليم اللوزي رئيس تحرير مجلة "الحوادث"، وكانا صديقين حميمين لغادة وغسان كمال : كمال طعمة، صديق مشترك كان يشاركهما السهر هو وعاطف السمرا وسواهما من الأصدقاءوعندما نتأمل تلك الرسائل، سيلفت انتباهنا أن رسائل غسان كنفاني لغادة السمان خطابات "إنسانية" تختلط فيها الصداقة العميقة بلغة العصر وأوجاع الزمن. تختلط فيها الصداقة بالقضايا. ولهذا جاءت رسائل غسان وثيقة "عشق عاقل" إن صحت العبارةوقد يتساءل القاريء عن رسائل غادة السمان إلى غسان كنفاني..وهي ترد على ذلك بوضوح في كتاب الرسائل قائلة: "وريثما أحصل على رسائلي إليه فأنشرها ورسائله معاً، أكتفي مؤقتاً بنشر رسائله المتوافرة، بصفتها أعمالاً أدبية لا رسائل ذاتية أولاً ووفاء لوعد قطعناه على أنفسنا ذات يوم بنشر هذه الرسائل بعد موت أحدنا"وهي بالمناسبة لم تنشر رسائله كلها، فقد ضاع بعضها – بحسب غادة- إثر احتراق منزلها ببيروت عام 1976، وما تبقى نشرته بعد حذف المقاطع السياسية التي لا بد أنها قد حملت جزءاً كبيراً مما لم يتضمنه أدب غسان كنفاني وربما جاز لنا أن نشير إلى أن أرشيف غادة السمان غير المنشور والذي أودعته في أحد المصارف السويسرية، يضم مجموعات من الرسائل تعد غادة بنشرها "في الوقت المناسب"... ولأن غادة كانت نجمة في سماء بيروت الثقافية في عقد الستينيات فإنه من المتوقع أن تؤرخ هذه الرسائل لتلك الحقبةومن المنتظر أيضاً أن تكشف عن علاقات عاطفية لم تكترث غادة لإخفائها آنذاك، خاصةً مع ناصر الدين النشاشيبي الصحفي الفلسطيني الذي كشف عن وجود رسائل عاطفية موجهة له من غادة في أواسط الستينيات وقد تحدث النشاشيبي عن "علاقة حب عاصفة جمعتني بالأديبة غادة السمان، وقال "جمعتني لقاءات بها قبل أن تتزوج، وشرفتني بالزيارة إلى منزلي بجنيف وأقامت معي؟!". وما كتبته في كتابي "المرأة تحب الكلام" تحت عنوان "كاتبة الليل" كان عن غادة السمان"!. ومن الأسماء الأخرى المرشحة لنشر رسائلها مع غادة، الشاعر الفلسطيني كمال ناصر الذي اغتيل في أبريل نيسان عام 1973 في حي فردان في بيروت على يد فرقة كوماندوز إسرائيلية قادها إيهود باراك .,,والغريبة اصرار غادة وهى فى منتصف الستين، أن ترجع لزمانها .. زمن الأنثى المرغوبة والمدللة ففى عام 2012قالت "غادة" : سانشر عن الرجال الذين اعطونى افضل مافى الحياة فغسان كان ينشر رسائله لي على صفحات الصحف ويقوم بقراءتها على الأصدقاء معلنا حبه، وبالتالي أنا لم أبح بسر ،ثم إنني توهمت أن خطوتي هذه ستشجع سواي على سد النقص العربي في حق أدب المراسلات والاعتراف وللأسف كنت مخطئة، وحدث العكس ولم يجرؤ أحد خلال العقدين الماضيين على مجاراة خطوتي والغضبة ( المضرية ) والحملة الصحافية عليّ أخافت الكثيرين ، لكنها ببساطة لم تخفني ولأن أحدا سواي لم يتقدم ( لتعليق الجرس) سأوقم أنا بذلك وسأتابع نشر رسائل المبدعين الراحلين لي وليكن ما يكون ، ثمة حروف جميلة في الأدب العربي لا يحق لأحد احراقها أو حذف كلمة منها ، سأقوم من طرفي بنشرها وأعرف أنه سيأتي في المستقبل من يساهم بذلك ،لقد سبقنا كثيرا الغرب في حقل نشر رسائل المبدعين واعترافاتهم أما عندنا فقانون الازدواجية يحول بيننا وبين نشر الحقيقة وكم أثار الراحل الكبير" سهيل ادريس"غضبا حين كتب في مذكراته حقيقة والده ، إنه الرائد الأول في قول الصدق في صفحات مذكرات عربية." لقد أحب غسان كنفاني هذه المرأة حباً زلزل كيانه، إلى الحد الذي يقول لها فيه :" لمأعرف أحدا في حياتي مثلك، أبداً أبداً. لم أقترب من أحد كما اقتربت منك أبداً أبداً ولذلك لن أنساكِ، لا...إنك شيء نادر في حياتي. بدأت معكِ ويبدو لي أنني سأنتهي،معكِ"يبدو أن حالى معها كان يشبه حال غسان كنفانى مع غادة ..نفس العذاب ونفس الهوان.؟! ولذا فعلى طريقة غادة نشرت عن نفسى وعنها ورحب موقع القصة السورية بذلك ونشرة باعتبارة رؤية نقدية لكتاب غادة عن غسان كنفانى،وغادة نفسها قبله نشرت مانشر فى مجلة العربى فى كتابها "محاكمة حب" ووجدت نفسى مع أوضد "ليلى الحر" التى جلست وهمست: لماذا أنت ضد غادة وبقسوة؟انك لا تعرف غسان فقد كان طوفانا، يجتاح الجميع وكان يحب غادة حباً كبيراً ومخيفاً، فهولا يعرف رجلاًغيرهو ولافناناً سواه،ولاسياسيا أو شاعرإلاهو- حفنة من العبقرية والنرجسية المعقدة- وكنا نعرف انه من الفنانين الذين يعيشون جنونهم .. كيوسف ادريس عندكم هل تعرف أنه حب غادة ايضاً؟ القدر حاصر غادة بالمهوسون بالفن. فالمهوسون يحبون فن بعضهم البعض؟

ليست هناك تعليقات: