الفأر الثائر
قصة من المحموعة الجديدة "من يمسك بالفأر"
الشربيني المهندس
.. قــرر قراقوش منع أكل الملوخية في عصره .. لم تنس الأرانب ذلك لكن الخرفان لها شأن آخر. ضحكة الفأر الذي يعاني من الديكتاتورية كان لها معني آخر. هازا رأسه ..لقد كان في قصصهم عبرة . لمدينتنا قطعان خراف كبيرة تنتظر العيد وما خفي .. تتمني الفئران لو كانت جماعات من الفراخ أو الأرانب .
خراف مدينتا ، وكذلك أرانبها ودجاجها ، جاءت في موعدها مع القدر. قال أحدهم : فسر لي أكثر . - هي منضبطة جـداً، تأكل ولا تغير النوع المحلي . تنام في عش العصفورة مع نشرة الأخبار المسائية . تعرف مشروبات الأعشاب جيدا والعلف البلدي .. تتنزه بمواعيد ثابتة ودون حواجز لخيالها .
ذات يوم سها الفتي الذهبي عن المراقبة مع مزماره ، فلم يستطع خروفٌ فتي اللحاق بالقطيع حين انساق وراء خياله ، كما قالت القناة الأولي، وتاه كما ذكرت الثانية .. بينما تم تجاهل مشكلة الأرانب والدجاج . نشرت صفحات التواصل الإجتماعي عن اللهو الخفي واختفاء العلف البلدي وارتفاع أسعار المستورد . انبري المتحدث الرسمي يوضح توافر الملوخيه بأسعارخياليه .. وهـرب خروف مدلل الثقافة في رواية درامية . اجتمعت الخرفان والأرانب وقررت إفشال خطة بوشابوش الجديد ، وترك الملوخيه للبني ادمين والثورة بالملايين .. قال الفأر : هل سنترك السفينة تغرق ثم نبحث عن أخري .. - إن نظرتنا للحياة تختلف عنهم .. - من يموت بالسم غيرنا ..؟ - من تشوهه المصيدة غيرنا ..؟ - مشكلتنا مع الديكتاتور .. - من أراد فراء الدب فعليه أن يتخلص منه أولا .. ارتفعت الهتافات .. بالروح بالدم .. وهكذا قرر الفأر ذو الذيل الأحمر والمزدوج الجنسية قيادة التمرد ، علي أن يضع الخروف في الواجهة .. جن جنون الحاكم مع تقرير المخابرات عن المؤامرة وان الخروف المدلل قد تحالف مع الفأر من أجل جائزة نوبل .. وهتاف .. شايفنكو .. عارفينكو .. والدعـوة الي الفتنة الخلاقة ، والتفرقة العنصرية .. وذبح الحمير بدلا من الخرفان ، وثارت ثائرة جنوده .. في بداية المطاردة ، تملص الخروف من الكمين بمهارة ،بعد أن طعن جماعة من الجنود رفسا بالحوافــر ، رافضا استخدام قرونه القاتلة ,والتجأ إلى بيتٍ قديم .. فأُشعل الجنود النيران في المنطقة ..
لم يكتف الخروف بمساندة الفئران بل فكر في إرسال برقية إلي أولاد حارتنا لتقف النعاج بجانبه .. وعاثت الفئران في الأرض حفـــرا وتخريبا .. وهكذا أينما حل الخروف والفأر حلت ورائهم نيران حقد الحاكم ، وأعوانه ، كلعنة الشيطان .. وزادت لا مبالاة الخرفـان ، وحريق الحمير . سألوا كلبا: لماذا أنت مهان من طرف سيدك....؟ يضربك ولا تجرأ حتى على النباح.......!
رد الكلب: مالي و مبارزة الذئاب في الغاب.
هكذا سار الخروف وراء الفئران بدون تفكير .. ونجح الخروف الناجي من الشنق في عيد الأضحي ومن الوصول لأنفاق المدينة التي حفرها الفئران .. عندما خرج من الجانب الآخر مع الفئران ألتفت ورائه .. لم يجد الفأر .. كان طيف جده .. لا تحزن يا صغيري .. قد يغيب الوطن عن أعيننا ، لكنه يظل في أحلامنا وقد نصحو علي الكابوس .. هناك من استطاع استدراج الذئب إلي العزف علي القيثارة لم يصدق .. كانت النيران قد التهمت المدينة ورائحة الشواء كانت تزكم الأنوف ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق