2016/01/08

نصف ساعة.. بقلم: مارينا سوريال

نصف ساعة

مارينا سوريال
لِمَ أسبح عكس تياري بكل هذا الشغف، سألت نفسي بعد يوم عمل مرهق جلست على فراشي بلا حراك اتأمل فى غرفتي كل ذكرى فيها احلامى الكبيرة، استدرت صورة أمي المعلقة على الجدار، هي آخر ما تبقى لي، أمسكت بها ضممتها إلى صدري أغلقت عيني..رحت فى سبات عميق لا أدرى كم مضى من الوقت، استيقظت منتف الليل على صوت هاتفي، اهبط سريعًا لإنقاذ حالتي، حادث سير أوقف طريقي الوقت يمر، ممرضته رحلت، تتذكر نظرته لي صباحاً، رجل أكثر من بسيط تجاوز الخمسين، يتعكز على زوجته ظلت ترجوني طوال النهار أن اطمئن عليه داخل العناية المركزة،أَسِرّة متهالكة، بالكاد هناك محلول أعالج بما هو متاح لدى، ربّت على يدي يشكرني، كان ينظر لي بخجل، رحلتُ مساءً، لم يغب عن تفكيري للحظة، ركضت من السيارة تركتها فى منتصف الطريق، لا أدرى كيف وصلت ،أحاول جاهدا التقاط أنفاسي تحسست طريقي أما باب الوحدة "النور مقطوع"الضوء خافت اصعد للعناية أحاول إسعافه يدويا، تأخر الوقت كنت أصرخ بوجه الممرضة: أخبريهم؛ الأوكسجين نفد، نظرت لها ببلاهة قبل أن أفيق على زوجته، بصوت متهدج ظلت تنعيه على طريقتها، أمام باب غرفته منعوها من رؤيته،جلست جوارها أتطلع بلا حراك

ليست هناك تعليقات: