بقلم: رولا حسينات
معذرة سيدتي ..
فلا سجاد أحمر لتدوسه قدماك العاريتان... فرمال مدينتي ملطخة باللون
الأحمر..
معذرة سيدتي..
قد زل لساني فما أردت أن أشعرك بالغثيان فخواء هي بطون الصغار ..
قد أتلذذ بريشتي سيدتي وأنا أرسمك كلك بكل تفصيل..
جسدك المفتول سبحان من أبدع فيك القوام..
ونهداك العاريان يبوحان بالأسرار ليزبد الولهان..
وشفتاك مكتنزتان يذوبان كل حيران..
إلا أياي سيدتي..عذرا..
فأنا رجل قد أقسم ألا يزني مع
الفاجرات..
ويحي ما قصدت ..اعذريني فنساء مدينتي لهن عطر خاص .
جمال فتان..
لا يتبرجن إلا للحليل وهن قانتات ..
سيدتي في الخدور..
ولهن كحل ما عرفته غيرهن من نساء الأرض..
كحل عيونهن أحمر مغمس من بئر المقل...
وقد هزلت الأجفان..
عذرا سيدتي ..فأنا مجنون ليلى وعبلة وكل الحسان..
تروقني تلك الأجساد الرقيقة وقد شحت من اللحم وما كسا العظم..
لكني أعرف أين أتحسس فمثلي خبير في فنون الحب والغرام..
فغرام حسان مدينتي مختلف..
فلا تغرنك الوجوه الهزيلة إنما تلك آية الجمال..
قد تعجبين مني وأنا ألاحق الريح وهي تتراقص والأثواب الماضية بلا أجساد..
فلحم مدينتي غال.. لا... لم تعرفه سوى قنابل الهاون...
أرى تململ القوم حولك فعذرا يا قومي ..
فأنا لا أشتهي كأس مدامكم..
فعندي كأس لا أبارحه أحمر قان..
نساء مدينتي يتمتعن بالشهوة أكثر من نساء الأرض ..
فهن يضاجعن الحطب في اليوم عدة مرات..
ومع ذلك أعشقهن أحبهن..
فلا أجمل من الموت بقرب حبيبة
تعلمت أن للموت فنون كالجنون..
معذرة سيدتي..
فليس لنا طعام إلا من ورق الشجر
ومن رمل الطريق وحتى الحجر..
ولا مشاعل لننير بها طريقك سوى من عظام الرضع..
وموسيقانا صاخبة قد لا تروقك..
لكنها تطربنا طبول المدافع..
وفي المقالع..
نعري الحجر من رفات الفجائع..
وكل فيهٍ نجتثه من الثدي الخاوي بالمقالع..
معذرة سيدتي..
ما زلت لا أطيل إليك النظر..
فنساء مدينتي أجمل وهن يجمعن الحصى الملونة بالسواد...
يضعنها في الأكفان ..
أتدرين سيدتي فلعلك تتسألين؟؟
فكنزنا بعد أن ندفن بمئات السنين..
هذه الحجارة وهذا الرماد...
فمعذرة منك سيدتي فإني لا أطيل النظر..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق