(ضريح
الكمانات) لأسامة الزيني.. الانفجار الكبير لذاكرة صغيرة
انزياحات سردية واسعة تشهدها رواية (ضريح الكمانات) لأسامة الزيني
تبدأ من تفاصيل محدودة لذاكرة عاشقين عائدين من رحلة شتات تتسع دوائرها وتنشط
مشاهدها مثل دوائر بركة ماء ألقي فيها بحجر مستدعية الذاكرة الجمعية لوطن دفع
الجميع فيه ثمن خيباته وإحباطاته، في مشهد تداخل سردي يتماهى فيه الخاص مع العام، يلح
من خلاله السارد على رد جميع ما يعتري الواقع العربي والمصري من إحباطات سياسية
واجتماعية إلى نقطة بؤرية واحدة، مكرساًلفكرة أن ما نعيشه من خيبات صغيرة هو في
جوهره نتاج الخيبات الكبيرة التي يشهدها واقعنا، وأن ما يعترينا من هزائم خاصة ما
هو إلا أحد تداعيات هزائمنا الكبرى التي ننسحق تحت عجلاتها.
يعمَد أسامة الزيني
على مدار أحداث روايته (ضريح الكمانات) إلى الطرق بشدة على ملفات سياسية واجتماعية
بالغة الحساسية، تعد نقاط ارتكاز كبرى لجميع ما يشهده الواقعان المصري والعربي من
تراجع كبير يرده أسامة الزيني إلى ما وصف بالخيانة الثقافية الكبرى التي ارتكبتها قوى المجتمع المدني
وقيادات الرأي العام والكيانات الحزبية في حق وطنها بعدما أصبحت –من وجهة نظر
العمل- كيانات لا قيمة لها ولا تأثير بفعل ممارسات غير مسؤولة لسياسيين كان ولاؤهم
لذواتهم وانتماءاتهم أكبر من ولائهم للمصلحة العليا لبلادهم –وفق العمل-.
يذكر أن أسامة الزيني
أحد الأصوات الشعرية المعروفة التي انتقلت في العقد الأخير إلى أرض الرواية حيث
حصد أكثر من جائزة عربية منها جائزة الشارقة للإبداع العربي للشباب عن روايته (أنا
وعائشة) من الإمارات العربية المتحدة، وجائزة الألوكة الكبرى عن روايته (أهازيج
البنغال) من المملكة العربية السعودية، وجائزة دار الصدى عن روايته (أنا وعائشة)،
بالإضافة إلى قائمة جوائز عربية أخرى في الشعر منها جائزة سعاد الصباح عام 1998م
عن ديوانه (طبل الريح) من الكويت. صدر للزيني روايات: (أنا وعائشة)، و(أهازيج
البنغال)، و(أرض الطوطم)، وأخيراً (ضريح الكمانات) باكورة إصداراته الروائية داخل
مصر، وشعراً صدر للزيني دواوين (البدو)- مصر، و(رائحة الجسد)- مصر، و(طبل الريح)-
الكويت.
هناك تعليق واحد:
دراسة وافية استطعت من خلالها ان تقرب احداث القصة الينا نحن الذين لم نستطع اقتناءها وقراءتها , أحسنت استاذي وجزاك الله كل خير , أريد أن انوه بإعجابي بالمصطلح الذي استعملته ( بالخيانة الثقافية الكبرى ) نعم هي خيانة ثقافية في بلادنا جميعا وليس في مصر وحدها .
إرسال تعليق