2016/08/15

الإنتظار.. قصة قصيرة بقلم: فتيحة قصاب

الإنتظار
 بقلم: فتيحة قصاب / الجزائر

من المهجر ومن مقهى الحيّ الذي يرتاده،تتوالى أخبار فلسطين المحتلة تباعا عبر إحدى القنوات من شاشة التلفاز المثبتة على أحد جدرانه. ومن على طاولة الدومينوالتي تعودت جمعه برفقائه،أصدرت ضربة عليها بكفه الأيمن صوتا قويا لفت انتباه رواد المقهى نحوه والذين توقفوابدورهم عن الحركة متسمّرين في أمكنتهم، وقد شخّصوا أبصارهم فيه بذهول. _إني أعلنها أمامكم..سأطلق لحيتي ولن تقربها آلة حلاقة حتى يتحرر وطني..إنها كلمة رجل.. قالها بصوت مدوثم قذف بقطع الدومينو على الطاولة إيذانا ببدء اللعب،فعادت الحركة للمقهى وانشغل الموجودون بأمورهم . مرّت الأيام والأعوام،وصاحبنا يعفي لحيته،لايقصر فيها ولا يحلقها وهو لايزال متمسكا بكلمته لايحيد عنها. وكلما تمسك بقراره أكثر كلما زاد طول لحيته أكثرإلى أن أصبحت تزحف على الأرض يجرها جرا في غدوه ورواحه،فعبرت لحيته المدن والقارات،وهو لايزال إلى يوم الناس هذا ينتظر حلقها.

ليست هناك تعليقات: