«جهود علماء الأندلس في خدمة التاريخ والتراجم»
يكشف الباحث الجزائري الدكتور محمد
سيف الإسلام بوفلاقــة، أستاذ النقد
والشعريات وتحليل الخطاب،والأدب القديم ، واللسانيات في الجامعات الجزائرية ،في
كتابه الجديد الصادر في الأردن عن منشورات مؤسسة دار الجنان للنشر والتوزيع في
العاصمة عمان، عن جوانب خفية من سيرة ابن الخطيب،ويدرس بعمق كتابه الإحاطة في
أخبار غرناطة.
وتظهر جدية كتاب الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة الذي عنونه ب: «جهود علماء الأندلس
في خدمة التاريخ والتراجم-ابن الخطيب وكتاب الإحاطة نموذجاً-» في أنه:
1-كشف عن حياة ابن
الخطيب،وتنقله بين العدوتين(المغرب العربي والأندلس) ،كما تتبع حياته في مختلف مراحلها،وتحولاتها من حقبة إلى
أخرى،وأوضح خصائص كل فترة من الفترات في ظل التغيرات ،والتقلبات الكثيرة التي
شهدها العصر.
2-أشار الدكتور
محمد سيف الإسلام بوفلاقـة من خلال كتابه إلى أن الفترة التي عاش فيها ابن الخطيب(القرن الثامن الهجري)كانت فترة اضطراب،وصراع بين غرناطة
الصامدة في وجه هجمات الغرب المسيحي،وحركة الاسترجاع(المسيحية)،وكانت نقطة
الصعود التي توصف بقمة الجبل الذي أتمت
فيه الحضارة الإسلامية نهاية ارتفاعها،وبدأت تأخذ طريقها نحو
التراجع،والانحدار،وبدأ يضمر توهجها.
3-عرّف الدكتور سيف
الإسلام بوفلاقـة بمصنفات ابن الخطيب في
الأدب،والتصوف،والتراجم،والطب،والشعر،والتي تزيد عن خمسين مؤلفاً،كما أشار إلى أن هناك بعض المؤلفات نُسبت إليه خطأ لجملة
من الاعتبارات،لتشابه أسماء مؤلفيها،أو لتحريف أسماء مؤلفاته.
4-كشف المؤلف بدقة
عن المصادر التي اعتمد عليها ابن الخطيب في تصنيفه لكتاب(الإحاطة)،وذكر أنه اعتمد على مصادر كتابية،ومصادر شفوية،وكان
يذكر هذه المصادر،و يتغاضى عن ذكرها أحياناً أخرى،وقد أشار مؤلف الكتاب في المتن
إلى أهم مصادره الكتابية،وقدم عروضاً
موجزة عنها.
5-بين الدكتور محمد
سيف الإسلام بوفلاقة منهج ابن الخطيب في كتاب(الإحاطة في أخبار غرناطة)،وتحدث عن طريقة
الترجمة فيه، وذكر أنه استطاع أن يجعل كل ترجمة مركزاً لدائرة معارف(تاريخية وأدبية)تحوي
نسبه،وكنيته،واسمه،وحاله،ومشيخته
،وتآليفه،وشعره،ومحنته(إن كان قد تعرض لمحنة
في حياته)،ووفاته.
6- أبرز المؤلف في
هذا الكتاب خصائص أسلوب ابن الخطيب في كتاب الإحاطة،وبين الفوارق بينه،وبين أسلوبه في كتبه الأخرى
مستنداً إلى رؤية الباحث الحسن بن السائح ،وتوصل
إلى أن الأسلوب الذي كتب به ابن الخطيب
كتاب الإحاطة،يختلف عن أسلوبه في مؤلفاته الأخرى من حيث،هو أسلوب قوي،وجزل، و لم يقدم فيه الكثير من الأسجاع،ولم
يسع إلى التنميق ،بل سعى إلى تقديم الفكرة،وهذا بخلاف كتبه الأخرى التي نراه فيها
يسعى لإبراز قدراته اللغوية،إلى درجة يحس فيها القارئ في بعض الأحيان بالملل.
7-تعرض الباحث سيف الإسلام بوفلاقة
إلى محتوى كتاب: (الإحاطة في أخبار غرناطة)عرضاً،وتلخيصاً،وتوضيحاً،وتوقف مع أهم العناصر التي اهتم بها ابن الخطيب في
ترجمته للشخصيات التاريخية،والأدبية،وبيّن طبيعة الحياة الأدبية في المغرب،والأندلس،وذهب إلى التأكيد على نشاط الحياة الأدبية،والفكرية
في القرن الثامن الهجري،وسعى إلى تقديم دلالات نشاطها من خلال الوقوف مع المستوى
الثقافي الرفيع في مملكة غرناطة،وظهور عدد كبير من كبار
العلماء،والمؤرخين،والشعراء،الذين قدموا صورة ناصعة،ومشرقة عن العهود الإسلامية
السالفة.
أما مؤلف الكتاب فهو الباحث الدكتور محمد سيف
الإسلام بوفلاقة، من مواليد مدينة عنابة،بالجمهورية
الجزائرية، نال جائزة ناجي نعمان العالمية في لبنان لسنة:2016م،ومتحصل على درجة
دكتوراه في الأدب العربي القديم بأعلى تقدير،وقد شارك في مؤتمرات علمية وطنية
ودولية عديدة،وأنجز بحوثاً ودراسات كثيرة نُشرت في مجلات عالمية،وأكاديمية محكمة، وللباحث الدكتور
محمد سيف الإسلام بوفلاقـة،مجموعة من المؤلفات العلمية طبعت في عدد كبير من
العواصم العربية مثل:عمان،وبيروت،ومسقط،والقاهرة،والرباط ،ومن بين مؤلفاته: « مباحث في الفكر والأدب»، «الثابت والمتغير في النص الشعري الأندلسي»،« تعليمية اللغة العربية –المعوقات والحلول- »،« دراسات عن التاريخ الجزائري المعاصر»، «وقفات
مع شهادات من ثورة التحرير الجزائرية المظفرة»،« مقومات الحوار الحضاري مع الآخر»،
«جماليات الإبداع الشعري عند سيف المري »،وغيرها.
وقد كتب
بانتظام في العديد من الصحف العربية،و نشر مئات الـمقالات في جملة من الصحف
الجزائرية، والعربية،وله إسهامات في
التأليف الجماعي،وفي إنجاز تقارير اجتماعية، وفكرية،ومشاريع علمية، ومعالجة قضايا
تربويّة، وتعليميّة في مختلف المؤسسات العلمية،والهيئات الأكاديمية في سائر أقطار
الوطن العربي،كما حصل على عدة شهادات تقدير على مختلف
نشاطاته،وجهوده في مختلف الهيئات الثقافية،والإعلامية،والأكاديمية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق