دبي الثقافية في عددها 65
تؤكد على ضرورة الانزياح بعيداً عن الفتنة
مستضيفة غازي القصيبي
غالية خوجة
تظل أجراس الشاعر والقاص ورئيس التحرير سيف محمد المري تقرع الكلمات بالدلالات، لعل الصوت يصيب الصمت بالصحوة، فتنبت أشجار مضيئة من لحظات معتمة، ويستعيد الزمن العربي وهجه القادم، بعيداً عن كل فتنة وتحريض وانزياح في الهاوية.
ولكي يتم الانزياح خارج الهاوية، فإن "المري"، يكشف عن تلك البنية وعلاقتها بالثلاثية القديمة: الغرب، والتحريض، والفتنة، متوقفاً عند الأهداف القريبة والبعيدة، ومنبهاً إلى ضرورة استيقاظ الإعلام العربي من سلبيته، والانتباه إلى الأحداث والمظاهر التي يفتعلها الغرب لاستدراجه:"أعتقد أن التصرف الصحيح هو في تنوير الرأي العام، حتى لا ننساق خلف الظواهر ونغتر بالمظاهر، وأن نترك العامة تتابع شؤونها بعيداً عن الاختلافات التي بين الفقهاء والعلماء والمجتهدين؛ لأن نقل هذه الخلافات إلى الشارع سوف يقود إلى ما لا تحمد عقباه من صراعات تذكي نيران الفتنة، وذلك لن يكون إلا في مصلحة أعداء الأمة والمتربصين بها والطامعين في ثرواتها وخيراتها، وأن يعلو صوت العقل على كل صوت، وأن تكون مصلحة الأمة فوق مصلحة أي جماعة أو طائفة صغرت أم كبرت، وأن يكون الوطن لجميع أبنائه".
ونتيجة لهذا الوعي الموشوري بالأحداث والزمان، ذاكرة ً وخافية، فإن مجلة دبي الثقافية، ترى في الإبداع وتبنيه مسؤولية، وهذا ما أكد عليه، أيضاً، الكاتب المسرحي والقاص الروائي، مدير التحرير نواف يونس، في مقالته المختزلة للعديد من الأمور والهموم الإبداعية، وما تقدمه دبي الثقافية من رؤية ورؤيا استشرافية من خلال مشروعها الثقافي، وجائزتها الإبداعية.
وخصت المجلة مالئ الدنيا ، وشاغل الناس المعاصر، الأديب المبدع الراحل غازي القصيبي، بملف يتناول حياته وأدبه، وتأثيراته في الأحداث والأسلوب على حد سواء.
ومن جهة أخرى، حلقت المجلة بالعديد من المواد في أجنحة خيالها، متوقفة عند "سرفانتس"، وأفكار "فيصل الدراج" بين غرامشي ومحمد عابد الجابري، وغائرة مع أدونيس في التدجين الثقافي للموت، متحركة مع رياح "الكوني"، سائحة بين اسطنبول، وجب جنين اللبناني، وشارع أربات في موسكو، ثم لتفاجئنا بحوار جديد مع عبد الوهاب البياتي، ملتفتة إلى الشاعر "عرار"، مستوقفة "هوليوود" مع الأعداء الافتراضيين، مطلة على فلسطين من خلال مهرجان كان، متسائلة: متى تتوقف السرقات والحرائق في المؤسسات الثقافية المصرية؟ باحثة عن أبعاد المكونات الثقافية والوطنية والقومية والإنسانية، جاعلة ذاكرتنا تعود إلى "الأرض بتتكلم عربي"، متجهة إلى عالم التشكيل، إضافة إلى عالم دوستويفسكي ورحلته مع المعاناة والإبداع.
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق