أختلف معك يا دكتور شاكر
فؤاد قنديل
أختلف معك لإعلانك الحداد في كافة قطاعات وزارة الثقافة تعبيرا عن بالغ الحزن الذي لطم قلوبنا بشدة بعد أحداث همجية جرت في استاذ بورسعيد
وتجاوز فيها أهالي مدينة البطولة والصمود كل الحدود ردا على موقف غير أخلاقي من بعض جماهير الأهلي ، وكان سفك الدماء ردا على تصرف أحمق يدل على التعصب الشديد والجهالة والعماء
لكن التعامل مع هذه المواقف لا يكون بإعلان الحداد ، وإنما يكون بالمزيد من العمل باتجاه مقاومة الجهل والغباء والتطرف والتعصب ، يكون بمزيد من جهد وزارة الثقافة وهي من الوزارات المقصرة في حق الشعب بأن يترك كل موظفيها مكاتبهم وينزلوا إلى كل الساحات والميادين والقري والنجوع لتوعية وتثقيف الجماهير التي تجلى تواضع وعيها على مدي يتجاوز العام ، وانطلق الكثيرون يعيثون إفسادا وتحطيما لكل شيء من الكنائس إلى المتاحف والمؤسسات الثقافية إلى الكرة واستاذ القاهرة ، وأنا ضد الاتهامات الموجهة إلى طرف خفي ومندسين ، فلماذا لا يظهر هؤلاءالمندسون إلا في بلادنا ؟!، هذه شماعات يعلق عليها العجزة تقصيرهم وحاشاك
الجماهير بحاجة إلى عمل كبير وقد جاءت اللحظة التي يجب ألا تكون فترة عابرة من الزمن ولكنها جرس إنذار شديد اللهجة ،ومن لا يفيد به فليتقبل المزيد من المآسي
إنذاريقول بمنتهي البساطة : لقد دقت ساعة العمل الثوري ، والعمل الثوري رغم قيام الثورة لم يبدأ بعد بل إن ما يجري على أرض الكنانة " أم الدنيا " يصنف بوصفه تراجعا وفوضي بل وانهيارا وتطرفا وجنونا أحيانا
المطلوب الآن ليس البكاء وارتداء السواد وتنكيس الأعلام ولكن العمل والتضحية من أجل إنقاذ الوطن الذي ضيعته وزارات التربية والتعليم والإعلام والشباب والأوقاف وبالطبع الثقافة
ابحثوا يا دكتور شاكر وأنت عالم نفس بارز ومثقف كبير عن وسيلة لحشد المثقفين ودفعهم باتجاه عقول الجماهير للتأكيد على قيم المواطنة والتسامح وحقوق الإنسان .. مستقبل الوطن على المحك ولنواجه أنفسنا بصراحة ، ونعترف بأن الشعب أشعل الثورة طالبا الحرية والعدالة الاجتماعية دون ثقافة حقيقية تليق بالثوار ودون وعي كاف بالمستقبل وآفاق التغيير ، لقد أقدم الغوغائيون دون أن يقصدوا بالطبع على تحديد استراتيجية العمل الثقافي وأشاروا إلى دورها الأول وهو العمل بكل الطاقة والعلم والجدية والإخلاص لإخراج الجماهير من مستنقع عاشوا فيه سنوات طويلة وقام فيه الإعلام خاصة التليفزيون بدور تاريخي بشع
أخي الكريم .. إذا لم تقم وزارة الثقافة بهذا الدور فأعلن ساعتها الحداد إذ لامبرر لوجودها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق