2012/05/01

أسئلة تحتاج إلى إجابات من مرشحي الرئاسة؟!


أسئلة تحتاج إلى إجابات من مرشحي الرئاسة؟!
أحمد طوسون
هناك رهانات كثيرة نعقدها على الرئيس القادم.. ليس أهمها أن تعرف الثورة طريقها إلى المؤسسات ودواوين الحكومة فقط، بل تتعداها إلى رسم خارطة واضحة وتفصيلية للمستقبل.
ورغم خطورة الاختيار وأهميته إلا أن ربطه بأسماء المرشحين للرئاسة في رأيي  هو بمثابة أعادة إنتاج للفكر الذي ظل يحكمنا لعقود القائم على حكم الفرد.
 فأنا لن أستطيع اختيار مرشح للرئاسة دون أن أعرف من سيختار من النواب وما هي الاختصاصات التي سيوكلها إليهم وما هي الضمانات التي تكفل لنا كمواطنين ألا يحنث بوعوده عندما يتولى مقعد الحكم، ثم من هم فريق الاستشاريين الذين سيعملون معه؟.
هناك أسئلة كثيرة تتوارد إلى الذهن بسبب مرجعيات بعض المرشحين ومخاوف من علاقاتهم بكيانات وجماعات دينية لها سلطة روحية على أعضائها الحاليين أو الذين تركوا الجماعة لخلافات مع قياداتها، كما أن هناك مخاوف من وعود قطعها مرشحون لجماعات أكثر تشددا أو لجماعات تدعم مرشحين أو أخرى لا نعلم عنها شيئا، كما أن هناك مخاوف من بعض الأسماء ورجال الدولة السابقين أن يصبح انتخابهم إعادة إنتاج للنظام القديم!
هذه وغيرها تساؤلات مشروعة تلح على ذهني كما تلح على ذهن الكثيرين ولن يستطيع أحد نفيها أو تأكيدها إلا بالإعلان المبكر لكل مرشح عن الفريق المعاون له في الحكم حال نجاحه.
وللمواطن مراجعة هذه الأسماء ومرجعياتها للتعرف على توجه المرشح وهل يميل إلى الفكر التعددي القائم على استيعاب كل الأفكار والأيدلوجيات المختلفة لصالح الوطن، أم من أصحاب الفكر الواحد وإقصاء الآخر وتوجيه الدفة نحو أيدلوجية بعينها؟
يجب على المرشحين أن يقولوا لنا تصوراتهم ورؤيتهم لدور الثقافة والعلم في برنامجهم السياسي ببرامج وأفكار محددة وليس في إطار العموميات والأفكار المجانية، وأن يبرزوا لنا دور رجال العلم والثقافة في حملاتهم وموقفهم الواضح من حرية الفكر والفن والثقافة والتعبير.
نحتاج الآن أكثر من أي وقت مضى إلى أن يطرح علينا المرشحون خططهم العاجلة لإنقاذ الاقتصاد المصري والخطوات الملموسة التي سيلمسها الشارع بمجرد انتخابهم.
هناك أسئلة كثيرة يجب أن يضع لها المرشحون إجابات واضحة وحاسمة عن تنظيم الجماعات الدينية المختلفة وعلاقاتها مع الأحزاب التي خرجت من تحت عباءتها وما هو شكل التنظيم القانوني الذي سيحكم الشارع السياسي في نظره؟
نريد طرحا واضحا عن شكل الإصلاح الإداري وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة وضمانات واضحة لحقوق المواطنة القائمة على العدل والمساواة وتكافؤ الفرص؟
هذه وغيرها أسئلة تحتاج إلى إجابات لأستطيع مع غيري اختيار رئيس مصر القادم، أما حالة الضبابية التي تحيط ببعض المرشحين وتوجهاتهم فقد تقود قطاعا كبيرا من الشعب إلى التصويت العشوائي الذي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على مستقبل الوطن.

ليست هناك تعليقات: