(مِنْكَ وإليَّ.. يا ابن زُريق البغدادي)
أحمد محسن العمودي
وَرَحَلْتَ في كفِّ الجموح مُغرِّباً
تَتَلَبّدُ الترحالَ، تُمْطِرُ
دمْعَهُ
في عيْنكِ القمر الـمُبَغْدَدُ ينزوي
فاللِّيل قد أَغْفى، فخالَفَ طَبْعَهُ
شفق المآبِ لأرضكَ يُسْتَنْزفُ
في كلّ بارِقَةٍ.. تُغَشِّي ضِلْعَهُ
ترجو السلام.. ولا يحلِّقُ طائرٌ
إلا وأُذْهِلَ -فوق ظِلّكَ- سَمْعَهُ
...
...
قد صِرْتَ في فخِّ الرياح قصيدةً
شَرَهُ المَبَاكِيْ.. أبْلى فيها
شمْعَهُ.
إليَّ إليَّ يا ابن زُريقْ
اِسْكُنْ بين أنامل أوردةٍ..
تحْتطِبُ بين فضائين في قلبي.
أشْهَقْتَ في بغداد لكَ قمراً
وليْ في الحِجاز أقمارٌ
تشْهَقُنِي..
في إثْرِ عادياتٍ تُكَوْثِبُ
أعْطاف الطريق.
ما أَشْتَأَ خريفكَ
حين دَنَوْتَ استواءً..
بالرَّواحِلِ من النجومْ،
قد كُنْتُ لِأَرْتَمي في قرطاسة
نحركَ
وأجتازُ ما بيني وبينكَ..
مُجَنّزاً
في كلِّ نَزْعٍ، قد لا يأخُذني إليكْ:
أَدْلِفُ إلى بوّابة رأسكَ
-وهو يُخادِدُ آخر وِسادة
تَأْتَاهُ بإيْوائِهِ-
فيرُوعني مآلي فيك!
زمنٌ.. لرقصاته.. مُعْضِلة إيقاع
مُتعجْرف
هذا الذي أنَاخَ ظلّكَ إليَّ،
واقفٌ، مُتَمَثْمِلٌ بِوَحْلَةِ
رسالتي.. أنا
من تحت مشانق التَّدَخُّنِ..
واحتراق طِيْبِ السنينِ
تتصعَّدُ أرواح أحلامٍ
مُنَبَّذٌ وَحْيُها:
تَسْتَبْرِقُ الإبْلاجَ من سُتَرِ
الوَرى
والملح يُرْفِثُ حافي الأجسادِ
فَتَأَدْبَرَ الوجهُ المهيب لجنةٍ
إذْ تاهَ بيْ الـمُتَقَصِّيْ نحْوَ
الحاديْ،
قد أَزَّتِ السّوْءآتُ شوق
مَخِيْلةٍ
تهْمي بِقَطْرٍ، يَصْلُبُ في
الوادي:
قمراً طريحِ مشارق الأنفاسِ
والفجر.. يلعنُ هَدْأَةَ
الرُقَّادِ.
هاكَ عيني/عينكَ
تناسخ الأيام يكسو بعضهُ..
متعرّياً،
تَتَفسَّخُ الألوان –بِسَيْلهِ- في
ساعةٍ
ويَلْتاع عقرب الساعة الأخرى لديّ!
مرآة الريح.. ترحل بالملامح في طرفةٍ
وغبار إثرها..
يغْرِفُ بقيَّةَ شخصٍ، كيْفَ
الغريقِ،
ذيَّاك بحرٌ.. يجْهشُ بدمعٍ
يسْتَزيد أجْداث الطريق،
هي رحلة اجتيازٍ.. كالألفِ
لا ترْتدّ لموطن السطر...
سلامٌ عليكْ.
سلامٌ عليكَ من مكْبودٍ..
وَجْنَةُ عُقْباهُ مُزَجْزَجَةً
بصبح يأْتَمِرُ..
بأشْراط مغيب، لم يُنْتَظرْ
ولم يُحسب هكذا!!
تَتَنَابَتُ ذاكرتي..
قَفَزاتُ شريط مصوَّر على عجلٍ
قبلَ الْتِّواءِ ساق أحملُ عليها
خلل روح أخطأتْ وجْهَتَها
حيث دهر لن يعصمني بسيْرةٍ أُخرى.
أسْتَقْطِعُ من غمغمة قيامتي
المحيطةِ:
(مشهدَ قطرةٍ)
أقذفُ بِرَوْعِها..
بعض انكسارات ما (بكيْتُ) بمَدْفَنِ
تجلّديْ
وأنفخُ -مُشْتعِلاً- في جَمْرِ
تغريبي
ليأْخُذَ غباري بين أهلي
طيفي الذي (لن أَرْجَعْهُ).
شاعر يماني مقيم بمصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق