مهند التكريتي
بعد عودته من صلاة العيد ، ألقى كوفيته
فوق الطاولة القريبة من شرفة شقته المطلة على نهر السين ؛وأمسك بالريموت كنترول
وأخذ يقلب القنوات الفضائية برتابة ٍ بالغة ؛بعد برهة وجيزة توقفت أصابعه عن العزف
على أزرار الريموت كنترول وأخذ يشاهد الموقف بصمت .
تذكّر شوارع بغداد التي تركها هربا ً من إنشوطة خيط العنكبوت القابع خلف كل من يتخلف عن الالتحاق بالخدمة العسكرية وتذكّر شوارع الرشيد وحيفا وأبي نؤاس المتخفية بصمتها خلف الصور واللافتات المبتورة .
ألقى بمنفضته نحو التلفاز ثم شرع يركله تارة تلو أخرى عله ينفض من سلة عقله ما علق بها من قمامات الأمس الدامي ، التي باتت تسكنه حتى بعد مرور كل هذه الفترة، وبعد انتهائه من طقسه الهذياني التفت إلى جهة باب الغرفة، فاذا بأشخاص قد اجترحوا عليه خلوته ، كانوا يلبسون الملابس السوداء نفسها الملوثة بغبار الحروب وتراب المقابر، سحبوا كوفيته من على طاولته القريبة من شرفته وعلقوها في عنقه .. وتقدم الواحد منهم تلو الآخر ليشنق بها نفسه .
تذكّر شوارع بغداد التي تركها هربا ً من إنشوطة خيط العنكبوت القابع خلف كل من يتخلف عن الالتحاق بالخدمة العسكرية وتذكّر شوارع الرشيد وحيفا وأبي نؤاس المتخفية بصمتها خلف الصور واللافتات المبتورة .
ألقى بمنفضته نحو التلفاز ثم شرع يركله تارة تلو أخرى عله ينفض من سلة عقله ما علق بها من قمامات الأمس الدامي ، التي باتت تسكنه حتى بعد مرور كل هذه الفترة، وبعد انتهائه من طقسه الهذياني التفت إلى جهة باب الغرفة، فاذا بأشخاص قد اجترحوا عليه خلوته ، كانوا يلبسون الملابس السوداء نفسها الملوثة بغبار الحروب وتراب المقابر، سحبوا كوفيته من على طاولته القريبة من شرفته وعلقوها في عنقه .. وتقدم الواحد منهم تلو الآخر ليشنق بها نفسه .
"Hallucination"
After returning
from the Eid's prayer, he threw his kaffiyeh on the table that was near the
balcony of his apartment, which overlooked the seine river. He took the remote
control and went on browsing the satellite channels monotonously. After a
while, his fingers stopped fingering the remote control's buttons and he
watched the scene silently, remembering Baghdad's streets which he felt,
escaping from the spider's thread which was found behind each one refused to
join the duty; he remembered Al-Rasheed, Hayfa and Abo-Nawas streets which
disguised silently behind the picture and the stumped signs.
He threw his
ashtray on the television. Then, he kept kicking the TV trying to dust off his
mind basked from the bleeding trash of yesterday that was hanged on it, which
kept on living in him even after passing all that time. After finishing his
hallucinatory observance, he turned his face to the room's door direction and,
suddenly, he saw some people who cut his privacy. They were wearing black
clothes, polluted with the war smoke and the cemetery dusty. They took his kaffiyeh
from the table, hanged it on his neck and they, subsequently, hanged themselves
by it.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق