"الإسلام
والسلام" ..
بقلم : علاء سعد حسن الدمرانى
بما أن الشرائع السماوية
لبنات متراكمة في بنيان الدين والأخلاق والدعوة للسلام، كانت مهمة
اللبنة الأخيرة منها (الإسلام) أنها أكملت هذا البنيان وملأت ما فيه من فراغ،
وأنها في الوقت ذاته كانت بمثابة حجر الزاوية الذي يمسك أركان بناء
السلام، فالإسلام يدعو دائما لأن يكون المجتمع قائما على التواصل الإنساني
المبنى على المودة والحب والتراحم حتى يكون ذلك انعكاسا للسلام الذي ينبغي أن
يسود الجميع. وهناك تطابق بين الإسلام و السلام. فكلمة الإسلام مشتقة من الأصل ذاته الذي اشتق منه لفظ السلام. وقد وصف الله نفسه في القرآن الكريم بأنه السلام والسلام اسم من أسماء الله الحسنى. والسلام معناه الأمان التام من الغدر والخيانة والغش. وتحية المسلمين هي السلام تذكيرا لهم باستمرار بأن السلام هدف رئيسي لا ينبغي أن يغيب عن الأذهان وفى ذلك يقول تعالى :- { وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا } سورة النساء 86. ويقول صلى الله عليه وسلم :- ( أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام ). وعن عبد الله بن عمرو : أن رجلاً سأل
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أي الإسلام خير ؟ قال : ( تُطعم الطعام ، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ). وقال صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده ، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أولا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ). والسلام تحية أهل
الجنة { تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ
يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ } سورة الأحزاب 44 ،
والسلام طريق المحبة والإيمان،
والإيمان طريق الجنة، والمسلم يتجه في نهاية صلاته كل يوم خمس مرات بتحية
الإسلام إلى نصف العالم ناحية اليمين ثم بعد ذلك إلى النصف الآخر ناحية الشمال.
ومن أجل تحقيق السلام في المجتمع حدد الإسلام الصفات العملية
للإنسان المسلم في الحياة وذلك في قول النبي صلى الله عليه و سلم :- ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم ). ومعلوم أن من كان
مأمونا على الدماء والأموال ; كان المسلمون يسلمون من
لسانه ويده ولولا سلامتهم منه لما ائتمنوه. ومن كل ذلك يتضح الطابع السلمي
للإسلام. فليس هناك مكان في هذا الدين للعنف أو التشدد أو التعصب أو التطرف
أو القهر و الإرهاب وترويع الآمنين ، أو الاعتداء عليهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق