حوار مع الكاتبة الفلسطينية إيمان شراب
من إعداد عبد القادر
كعبان من الجزائر
إيمان شراب
كاتبة فلسطينية أتبثت وجودها في الساحة الأدبية من خلال كتابة القصة التي تطرح من
خلالها قضايا إنسانية بجمالية مذهلة و بإحساس أنثوي صادق. من آخر إصداراتها رواية
تحت عنوان "عذرا سيدي أبحث عن كرامتي" و من هذا المنطلق كان لنا معها
الحوار الآتي:
بعيدا عن الساحة
القصصية: من هي إيمان شراب؟
زوجة وأم لستة أبناء ، أحمل شهادة البكالوريوس من كلية العلوم بجامعة
الملك عبدالعزيز بجدة.. أعمل مشرفة تربوية تعليمية في مدرسة أهلية بالمدينة المنورة
.
كيف كانت النشأة و
البداية في عالم الكتابة؟
البداية منذ كنت طفلة صغيرة في الصف
الأول أو الثاني الابتدائي عندما كنت أكتب رسائل لأعمامي وأخوالي المقيمين في بلاد
أخرى بعيدة عنا ، فتصوبها لي والدتي وأعيد كتابتها بشكل صحيح ثم ترسل فعلا .. كتبت
قصة طفولية بريئة في الصف الرابع الابتدائي وعرضتها بسعادة على عمتي ، واكتشفت حبي
للكتابة وشكرت موهبتي معلمة اللغة العربية في الخامسة عشر من عمري .
كيف جاءت إيمان شراب
إلى عالم القصة القصيرة ؟
في لحظات تأثر وألم كتبت قصصا لي ، من أجلي
أنا فقط ، واحتفظت بها . ثم طلب مني الأخ الأستاذ هيثم الأشقر مدير تحرير سابق
لمجلة المنار أن أرسل ما أكتب إلى رابطة أدباء الشام .
بمن تأثرت إيمان شراب
من كتاب القصة العربية؟
قرأت في عمر مبكر جدا النظرات والعبرات
للمنفلوطي ، وعبقرية أبو بكر وعمر للعقاد ، قرأت لنجيب الكيلاني ، وهيفاء بيطار
...
ما الذي يستثيرك لتكتبي قصة، حدث أم
صورة أم معاناة شخصية؟
كل ذلك ، وقد تكون كلمة أو جملة
مررت عليها .
حدثينا عن أولى
مجموعة قصصية لك؟
كتبتها واحتفظت بها سنوات ، ثم اقترح عليّ
زوجي أن أجعلها في كتاب وألح عليّ في ذلك وشجعني.. وفعلا في عطلة صيفية بدأت
أطبعها وجمعتها على سطح مكتب جهازي ، وبدأت أبحث عن دار لطباعتها ونشرها .. زرت
مكتبة كبيرة في جدة ، وأخذت أدون أسماء دور النشر الموجودة على أغلفة الكتب ،
واتصلت بإحداها هاتفيا ، وأرسلت لهم مجموعتي ، وطبعتها بالشراكة بيني وبينهم
. أهم ما أحتفظ به لهذه المجموعة من جميل ، أنها كانت سببا في تعلمي استعمال
الكمبيوتر ، وتأكد لي أن الحاجة للتعلم والتعلم بالممارسة ، من أفضل أساليب
التعليم التي يجب أن يستعملها الأساتذة والمربون .
كيف يمكن للقاص أن يخدم مجتمعه في نظرك ؟
عندما يتفاعل مع قضايا المجتمع المسلم ..عندما يهتم لأمر المسلمين في كل
مكان ، عندما يراعي الله فيما يكتب .. عندما لا ينسى أن الكتابة أمانة سيسأله الله
عن أثر كلمة كتبها فأثرت سلبا ، وسيجعل في ميزان حسناته كلمة وكلمات كتبها فأثرت
إيجابا .
ما رأيك بالثورات التي شهدتها المجتمعات العربية مؤخرا؟
مفرحة ومؤلمة .. مفرحة لأننا أخيرا وقفنا على بداية خط العزة والنصر
والكرامة ، ومؤلمة بسبب القتل والذبح والدمار .. لكن الأمور سائرة إلى النصر –
بإذن الله – وحكم الطغاة زائل ، وكان لا بد من التضحيات والدماء من أجل إظهار الحق
والتخلص من الإذلال والإهانات والفساد .. وهل ستعود فلسطين دون شلالات
الدماء وشهداء بمئات الآلاف ؟
ونشكر للثورات فضحها لكل الخونة والكذابين والمتواطئين والمتفرجين و...
لكن سلوانا وسلوى الثائرين أن الجنة موعد لكل الشهداء في الثورات وقبلها
وبعدها في كل مكان ، والعزة وعد للمسلمين .
ما رأيك في مقولة الروائية سالمة صالح: "إن أفضل ما
يستطيعه المثقف هو أن يكون مخلصا لما يعتقده صحيحا، و أن يتحدث بما يراه دون أن
يدخل في حساباته المنافع و الخسائر"؟
لست معها ! نحن المسلمون لا نعتقد على هوانا ، فمعتقداتنا يجب أن تكون تحت
ظل معتقداتنا الدينية ، هل تنسجم مع ديننا أم تختلف معه ، وهذا مقياس مهم لا يجب
أن ننساه .
كيف روادتك فكرة كتابة رواية؟ و ما هي المراحل الجنينية
لتكون هذا المشروع؟
بعد التشجيع الذي سمعته من الأهل والأصدقاء بعد مجموعتي القصصية ، وجدت أنه
يمكنني أن أكتب رواية ، واعتبرته تحديا لنفسي ..وفي تلك الفترة التي كنت أفكر فيها
في هذا المشروع اطلعت أو قرأت مقاطع لبعض الروائيين ، فاكتشفت أن لدي موهبة تفوق
بعضهم ، فلماذا لا أكتب ؟ وفعلا كان ذلك في عطلة صيفية.
وضعت بداية البذرة ، وهي القضية التي سأناقشها من
خلال الرواية ، ثم سقيت هذه البذرة ، فنبتت الفروع والأغصان والأوراق والتي كانت
الشخصيات والضوابط والأحداث التي سأكتب فيها . سجلت كل الأفكار التي راودتني ولو
كانت مجرد فكرة أو جملة أو هدف أو قصة منفصلة عن الرواية .. جمعت كل ذلك وربطته
وصنعت مسودتي.
من أين بدأت "عذرا سيدي أبحث عن كرامتي"
باعتبارها تجربة جديدة؟
بدأتها من حماس لفكرة وتحد لظروف .
لفت انتباهي
عنوان باكورتك الروائية الذي يحتفي بالكرامة فما سر ذلك؟
لأنني عشت
طويلا أتألم لكرامتي في غربتي وكرامة المسلمين في كل مكان ..
القارئ
لقصص إيمان شراب يلاحظ حضورا مميزا للمرأة، كيف تنظرين لهذه الاهتمامات النسوية
الملازمة لكتاباتك؟
ربما لأني
امرأة ، وهذا يعني أني أعلم بأسراري وأسرار بنات جنسي وأقدر على الحديث عني وعنهن .
كلمة ختامية؟
لا أجد كلمة
ختامية سوى أن أشكر الأستاذ الكريم عبدالقادر كعبان لجهوده ونشاطه المميزين ، من
أجل تسليط الضوء على الكتاب والمؤلفين .
شكرا جزيلا
له ، وأسأل الله أن يجزيه عني وعن كل كاتب أجرى معه حوارا خير الجزاء ..
ولن أنسى أن أقدم امتنانا خاصا لوفائه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق