القصة الوحيدة لخلود العاشقين
ياسر محمود محمد
(1)
يا صاحبتي – الوقت مر– ولقد
أكد البعض أن الوقت هو أهم الأشياء في حياتنا إلي زوال .
قال الناس عنا أقاصيص كثيرة
، فمن لنا ؟ ومن سيصنع أحلامنا ؟ إذا كان القول بأن الماضي لا يعود فلم نخشاه حتي
كأنه وحش مخيف يقف أمامنا بصولته وجبروته.
(أنا من ارتداكِ يوما حتي
غني الكون أغنيته السعيدة ، فهل سيسمع تلك الأغنية عشاق آخرون يجيئون من هوة عميقة
اسمها الحب يقذف فيها الزمن العشاق اثنين اثنين)
يا صاحبتي تأملي في الكلمات .. فأنا من صنعتك بالكلمات ، وأنا من أعيش لها
فلا تموتي لأخبرك القصة الوحيدة لخلود العاشقين).
(2)
تخلع عنها صفعات الزمن ..
فتبدو تفاصيلها ، شعرها مثل موج البحر ، وجهها له ضياء يشرق في الآفاق ، صدرها
رمانتان نافرتان سهمان مشرعان في وجه الإنسان منذ جاء علي البسيطة.
(صاحبتي ! من مثلها ؟..
مشيتها غناء البلابل وشدو العصافير ، بكاؤها رقة الجداول وعذوبة الأطفال ، صوتها
يصنع من القدر معجزة تعيشها الكائنات التي تعرفها)
يا صاحبتي .. تعيشين
بالكلمات .. فأنا من صنعك من الحروف .. وأنا من أود أن أئدك فيها .. فلا تموتي حتي
تعرفي القصة الوحيدة لخلود العاشقين.
(3)
تحملها يداي كطفلي الرضيع
.. الذي يحن إلي صدر أمه .. الجدب .. إلا من قلب يسع العالم . العالم الذي طالما
أخبرنا بأن الأطفال هم أرق الأشياء فيه ، وأنهم لا يتحملون – وليسوا كالكبار
يتخيلون – مصائب الزمان / الموت ، كما أنهم – من يصدق – إلي زوال ككل دنيا الله.
(عيناها وهي تودع الدنيا
مثل مركب بشراع يضم الأفق – تمد يدها لتمنع صرخة ألم أطلقها فمي الذي كان سويعات
كثيرة يلتقم شفتيها في قبله تمحو عذابات الماضي وأرق المستقبل)
حبيبتي .. لا تموتي الآن ..
وتتركيني وحيداً .. واسكني بداخلي لأحكي لك طويلاً القصة الوحيدة لخلود العاشقين.
الأربعين
– السويس
ت/ 01229720299
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق