سعاد حسني
ياسر محمود محمد
مسُّك كان أمنيتي .. وأصبح عذابي .. والليل الطويل بدونك
اتحد بنار الاقتراب منك ، يا امرأة شاخت عذراء ، يا جسداً متاعاً .. مشاعاً ..امتلكه الآخرون – كل الأخرين – وأنا
يا بنيتي وسيدتي لم أعرف أبداً أن أمس امرأة مسها آخر يوماً.
(1)
ما قلته لها
اقتربت مني حتي انغرس مرفقي
في نهدها الصغير ، في الطريق الذي يحوطه من اليمين المشتل الأخضر.
قلت لها:
أنت (سعاد حسني) وأنا لست
(محجوب عبد الدايم) ابتعدت ثم قالت لي بصوتها الشجي ذي الرنين المنغم كعشرات
الأجراس.
- حسناً .. نفترق !
قلت لها غاضباً من لهجتها الاستفزازية:
- لن يعرفك أحد بعدي !!
صمتت وبدأ الحزن الطويل
رحلته الدائمة والمستمرة معها ، فتغضن وجهها الصبي بهموم الأب والأم والزمن والجنس
.. وسارت العذراء المرأة ذات الغرور الأبدي مرة أخري منكسة الرأس ، وقد أعجزها
حنين أزلي إلي الكمال ، أذله ذلك الفعل الفاضح من أبيها والذي أودي به خلف أربعة
جدران.
(2)
عمر بأكمله فكرت فيك .. أنت
وحدك دون الأخريات .. كنت وسيماً .. نحيفاً.. مميزاً .. شاعراً وفقيراً ، من بعيد
تأملت طفولتك وصباك ومراهقتك ، وفرحت لأنك أنثي فريدة وحزنت لأن هذا الجزء الصغير
يحزنك ويجعلك تنساقين أحياناً وراء المستحيل في شهوة ما لها ارتواء.
أبوكِ مثل أبي ، سرقهما
الزمن بسطوته وأذل كبريائي وكبريائك وركب فوقهما كوحش مخيف.
لكن (.........) لا أستطيع
أن أصفها ، ولك جزء متفرع منك ومنه هو الأخر ضاع.
* * *
ولدت طفلة ماهرة ، ونمت
فتاة ماكرة ، وكبرت أنثي شاهرة أسلحتها في وجه الجميع ، وماتت يوم باعتها الأقدار
لكل إنسان في عمرها القصير.
الأربعين – السويس
ت/ 01229720299
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق