رحلة الفيل والأسد
أوباها حسين
فى قفصين ينتظران مصيرهما ..ويأكلان ما ألقي لهما نبات للفيل ولحم طري للأسد
الفيل : لقدضاق صدرى وأنا سجين ظلم وقمع لاأعرف مصيرى فيه وأرى مفترسا ينهش اللحم بأنيابه ولا أدرى هل هو لحم آدمي أم حيوان ..؟
الأسد : أشعر بنفس الوضعية لكني أتحمل لأصل إلى نهاية هذا الاعتقال
الفيل : من أسرنى يعتقد أن قفصه يمنعنى ويتفوق على قدراتى
الأسد : من اصطادنى وثق من طريقته وهو لا يعلم سر شجاعتى
الفيل : إلى متى سأبقى رهين هذا القفص ؟تحملت القمع والتهجير ..فاعتقدوا أني جبان
الأسد : وأنا كذلك ..علينا أن نجد حلا ونفلت من القيد الحديدي ..لقد تحول الصبر إلى غضب
الفيل
:حان الوقت لأنسف هذا المعتقل ..وأنصحك أن لا تقل علينا وتدخلنى فى أسلوبك
المعتمد على الجمع ..لا علاقة بينى وبينك فالذى يجمعنا هو صيد وقعنا فيه
الأسد : هيا.. لك من القوة ما يحطم ويدمر أقوى الحواجز ..ما الذى عطل اندفاعك ..؟
بخرطومه ونابيه عوج القضبان ونثرها ..غادر القفص حرا طليقا
الأسد : أرجوك ..قم بنفس العمل لتحررنى
الفيل : لن تفيدنى فى شيء إن حررتك
الأسد: أتوسل إليك ..جد لي مخرجا لأرافقك وأساعدك
الفيل : أنت لم تسد خيرا لأحد منذ أن ولدت وخلق أمثالك من المفترسين
الأسد : ويحك ..لا تظلمنى ..أنا أسد مغوار سأحميك ..زئيرى لا يقهر وشكلى يرعب
الفيل : أسكت ..دعنى أفكر قليلا ..ولو أنك لا تستحق الحرية
اتجه نحو باب القفص استعمل نفس الطريقة ..حرر الأسد
الأسد : شكرا
الفيل : هذا واجب رغم أنك عدو لذوذ
الأسد : أسديت لي معروفا لن أنساه
اتجها نحو الغابة ..إطمأنا على سلامتهما وفى طريقهما
الأسد : هل ترافقنى لتزور أجمتى ..؟
الفيل : سأعود إلى عالمى الخاص ..فلا ارتباط بينى وبينك
الأسد : إتبعنى لتعيش حياة العظمة والسيطرة
الفيل: أنت تؤذى الإنسان والحيوان ..أوصافك قتل ونهش أجساد بريئة
الأسد :هذا طبعى ..لن أحيد عنه
الفيل:
أي طبع هذا يتلذذ لحوم الآخرين..أنت تشبه الضباع والنمور والذئاب وحتى
الطيور الجارحة كالنسور والصقور ..كلكم مجرمون لا تقدمون عملا طيبا لباقى
المخلوقات
الأسد: وهل تظن نفسك أفضل منا ؟
الفيل
: نعم ..أحمل على ظهرى مجاهدين ومقاومين وهودجا للعرائس وأساعد فى حمل
ماثقل على الإنسان ..لا آكل لحوم المخلوقات لأني أكتفى بالنباتات وأوراق
الأشجار
الأسد: أن أملك صفات طيبة
الفيل
: تخيف أولا ثم تستعبد وتخضع بالسياط لتكون فرجة ..وقد تقتل إن تعديت حدود
الآخرين ..لن تكون مثل الفرس التخوة الذى يشهد له التاريخ ببطولات وإخلاص
لمالكيه ..أو كالبغل الذى شارك فى حروب وهو يحمل سلاح الأبطال عبر الجبال
..أو الحمار الذى يستعان به فى جلب الماء وفى الاتجار ...؟
الأسد : إنك وقح ..لقد أهنتنى ولولا مساعدتك لقتلتك
الفيل
:أنا أقوى منك ..الحياة أنصفتنا ..أنا حيوان مقدس لأني أرث تلك الخدمة
التى امتنع فيها أحد الأجداد من هدم الكعبة ..ألم تر الكبش الذى فدى سيدنا
إسماعيل عليه السلام ؟وتلك الحمامة وذلك العنكبوت الذى يداس عنوة أو بلا
مبالاة فهما اللذان ساهما بأمر لحماية النبي >ص<؟
بعد هذا الحوار الذى خفف طريقهما اقتربا من بحيرة
الأسد : ألم أقل لك أن حاشيتى الحيوانية تنتظر عودتى بفارغ الصبر
الفيل : أتباعك بالخوف
الأسد : كلامك جارح ..أنظر إلى أنيابى لقد بدأت تتنكر لإحسانك
الفيل : ظهرت حقيقتك
إنقض الفيل على الأسد كي لا يترك له فرصة الغدر ..حزمه بخرطومه ثم جمد حركة الأسد بنابيه
الفيل : أنظر إلى أتباعك إنهم يصفقون ..فرحون بوقوعك بين نابي العظيمين
الأسد ببحة : خونة ..كلاب
الفيل : الكلب وفي
ضغط الفيل بقوة دق عظام الأسد وفش جسده من الهواء والدم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق