2015/09/10

ريم أبو الفضل: حضور المرأة في الأدب العربي كان قويًا منذ العصر الجاهلي



حوار مع الكاتبة المصرية ريم أبو الفضل
حاورها: عبد القادر كعبان/الجزائر

ريم أبو الفضل كاتبة مصرية متميزة في أفق الإبداع حيث تشتغل بهدوء على عملية التجريب في كتاباتها القصصية و قد صدر لها حديثا مجموعة تحت عنوان "إشارة مرور" عن دار فلاور للنشر أين حرصت بإمتياز على تقديم جوانب تجديدية في عالم القصة و من هنا كان لنا معها الحوار الآتي:
أولا من هي الإنسانة ريم أبو الفضل؟
مصرية بسيطة مهمومة بالوطن.. شغلتها مشاكله وهمومه فجُرفت لفترة بعيدًا عن الأدب..

كيف كانت بدايتك في عالم الكتابة عموما و القصة تحديدا؟
بداياتي في عالم الكتابة بدأت في الثامنة تقريبًا رغم بساطتها.. كنت أقوم بتأليف كلمات الأغاني وتلحينها وغنائها وتوزيع أشرطة الكاسيت على صديقاتي، وتطور الأمر وبدأت كتابة القصيدة النثرية والخواطر حتى عملي في الصحافة وكتابة المقال الصحفي بصفة منتظمة لفترة طويلة.. ثم كانت القصة عملًا بنصيحة بعض الأصدقاء من الأدباء منذ سنوات قليلة.
وعالم القصة القصيرة بالنسبة لي سبق القصة القصيرة جدا.. ولكن شاء القدر أن تخرج مجموعة "إشارة مرور" أولا. وقد وجدت في القصة القصيرة جدًا الرمزية التي أميل إليها، والدلالات المتعددة مما أتاح لي فرصة الإسقاطات على الواقع الحالي.

بمن تأثرت من الأدباء في بداياتك؟
في عالم الأدب كنت مطالعة للجميع ولن أقول قارئة ممتازة... حيث إن الكتابة الصحفية كانت تستهلك وقتي. قرأت  الكلاسيكيات والأدب الحديث والأدب المترجم.. ولم أقع تحت تأثير أحد بعينه بل كونت فكري بشكل مستقل دون إغفال خلفية الأسس والقواعد.
أما في مجال القصة القصيرة جدا فقد تعلمت كثيرا من د. مسلك ميمون.. كما كان د. شريف عابدين داعمًا لكل كتاب القصة القصيرة.

بداية حدثينا باختصار عن كتابك الموسوم "هموم وطن زالت و ما زالت" أين تناولت أحداث وقعت داخل مصر  و خارجها قبل و بعد ثورة يناير؟
كتاب هموم وطن كان أول كتاب لي جمعت فيه مقالاتي التي كنت أنشرها بإحدى الصحف
وقد كانت تتناول فترة ما قبل الثورة وما بعدها.. هو باختصار رصد لمعاناة المجتمع ومحاولة إلقاء الضوء على سلبياته و كشف بعض الفساد الذي كان قد استشرى قبل الثورة والذي مازلنا نعاني منه... ثم جاء كتابي الثاني عبارة عن نصوص أدبية وخواطر"بين الأمس ..واليوم..والغد".. ربما كان يطبب نتاج هذه الهموم التي ناء بها كاهلنا.

المبدعة ريم أبو الفضل، دعيني الآن أقف عند عنوان مجموعتك "إشارة مرور" و هي  قصص قصيرة جدا (ق ق ج)، كيف تشرحين لنا هذا الإختيار؟

العنوان في البداية لم يكن "إشارة مرور" ولكن كان عنوان يعبر عن تيمة الكتابة حيث إن كل ثلاثة قصص تجمعها لفظة أو فكرة، ثم عزمت على تغيير العنوان  ووجدت أن عنوان "إشارة مرور" يخدم المجموعة أكثر من حيث سهولته وبعده الفكري إذ يخلق عند القارئ علاقة رمزية وإيحاء بين لفظة "إشارة" ومالها من دلالات ولفظة مرور ومالها من تأويل ثم يأتي العنوان ملتحمًا بدلالة أخرى في ثلاثية داخل المجموعة.
قصصك في مجملها، تتسم بتعاطف و تفهم للمشاعر البشرية في اختزال قضايا صراع الذات مع الآخر و الانحياز عن الواقع و السمو عنه في رأي الناقد المغربي محمد محقق، فما تعليقك؟

رأي النقاد أحترمه وأقدره، وفي العموم من يكتب القصة القصيرة جدًا غالبًا ما يمر بقضايا الصراع مع الذات والآخر التي لا تخدمها اللغة المباشرة والمعنى الصريح، والكاتب بقلمه يحاكي الواقع حينًا ويسمو عنه أحيانًا، أو يخلق واقعًا موازيًا له في عالم الأدب.

من سيقرأ هذه المجموعة سيجد حضورا قويا للأنثى، فهل تحتاج القصص دائما لحضورها كي تقول المختلف في نظرك؟
حضور المرأة في الأدب العربي كان قويًا منذ العصر الجاهلي حتى العصر الحديث مرورًا بالخنساء ووصولًا لنازك الملائكة. حضور الأنثى في قصصي شيئ طبيعي.. وكيف لا يكون لها حضور على الورق وهى لها الحضورالقوي في الواقع.
فمن سيعبر عن المرأة أكثر منها؟

هل نجد صورة الذكر في قصصك؟
بالتأكيد..
لا حضور للمرأة دون الرجل..
ولا صورة كاملة للرجل دون الأنثى..
الرجل في حياة المرأة يشكل تواجدًا أكثر من تواجد المرأة في حياة مثيلاتها..

ما الذي يستثيرك لكتابة ق ق ج، حدث أم صورة أم حالة معاناة للذات و للآخر؟
كل ذلك يستثيرني.. وكل منهم يوجهني بتلقائية نحو الكتابة بالإضافة إلى عادة التأمل التي تدفعني للغوص بالداخل تاركة قشرة الظاهر.



ماذا تستشرفين في أفق القصة القصيرة جدا حاليا؟
في حالة عصرنا الحالي الذي يتسم بالإيقاع السريع أرى أن القصة القصيرة جدًا ستكون أفضل الأجناس الأدبية في المستقبل؛ فهي تناسب القارئ الذي يستثقل قراءة نصوص مسترسلة كما وكيفا. ولا يعني هذا التقليل من الألوان الأدبية الأخرى بل ستكون القصيرة جدًا موازية لسائر الأجناس الأدبية الأخرى.
وفي النهاية فنجاح القصة القصيرة جدًا مرهون بنجاح مبدعيها.. فإن أخفقوا اختفت.. ولكن مؤشر صعودها يتضح من زيادة عدد المجموعات القصصية القصيرة جدًا، وزيادة عدد كاتبيها، واتجاه بعض الروائيين لها.

هل من الممكن أن تخوض القاصة ريم أبو الفضل تجربة الكتابة الروائية قريبا؟

بالفعل أنا قيد كتابة رواية حاليًا.

ما نوع الدعم الذي يحتاجه المبدع المثقف في الوقت الراهن؟

أصعب مرحلة في الكتابة هي آخر مرحلة وأعني مرحلة النشر فنحن نحتاج إلى الناشر المثقف وليس التاجر.. فوجود الناشر المثقف يخدم سوق الأدب بما فيه القارئ.

كلمة ختامية للقارئ؟
أحترم ذكاء القارئ، وأثق في أنه سيصل لمرفأ الأدب الجيد سواء أكان قصة قصيرة جدًا أو رواية. وكما أحترم قارئي... فأعتقد أنه لم ولن يخذلني.