ماسة
ساحرة ، أدهشت الاطفال كثيرا بكلماتها الخضراء ، بما أوحت لها أفكارها
الرقيقة ، هي لا تضرب بالرمل كأي ساحرة ولا بالحصى كي تكشف المستور والمخفي
، أبدا ، لكنها تكشف للاطفال كل السعادة بكلماتها الجميلة وكتابة الحكايات
والقصص الشيقة ! فمرة تصير حوريّة البحرلتحكي لهم مايجري في أعماق ذلك
البحر الأزرق ، ومرة تكون فراشة كي تطير في أعالي السماء حتى تروي للاطفال
ما يحدث هناك من قصص للنجوم والكواكب الوضّاءة .. ومرات عديدة تكون
غزالة لتجمع لهم أحلى الاحداث وما جري للحيوانات في تلك الغابة السعيدة ،
فتؤنس الصغار والكبار معا .
تلك
الساحرة هي المبدعة كاتبة الاطفال ( سماح أبو بكر عزت ) .. التقينا بـ (
ماما سماح ) حسب مايسميها أصدقائنا أطفال مصر ، وبود كبير كان هذا الحوار :
في البدء ، أود ان أعرف شيئا عن نشأتك الادبية الاولى ، كيف نمت وازدهرت فيك براعم كتابة القصة للطفل .
ــ
كأى طفلة كنت احب الحكاية و الحدوتة ،نشأت فى بيت جدتى لأمى و شكلت وجدانى
بحكاياها و الاشعار التى كانت ترددها على مسامعى ، بالطبع لم افهم معناها
لكني احببت الشعر و جرسه و موسيقاه .. كانوا يقولون انى حنونة جداً ، احب
الاطفال اجمعهم حولى واحكى لهم حواديت من الخيال .
ما حكاية اول قصة كتبتيها والتي جعلت منك كاتبة أطفال ؟! .
ـــ
أول قصة كتبتها كانت من وحى البحر الذى أحبه ولا أملّ من تأمله ، كنت فى
رحلة لمدينة ( شرم الشيخ ) بجنوب سيناء و هناك قوارب زجاجية نرى من قاعها
الشفاف كل كائنات البحر الرائعة ، رأيت سمكة على شكل ثعبان فكانت ولادة
اول قصة بعنوان ( الثعبان والوردة ) و نشرت بجريدة ( المصرى اليوم ) فى اول
تجربة لها فى نشر قصة اطفال ، كان ذلك عام 2000 لكنها نشرت عام 2010..
والحمدلله لاقت القصة استحسان الاطفال و الكبار ايضا .. و اذكر ان الشاعر
الكبير( فاروق شوشة ) هاتفنى للتهنئة .
أيهما أحب اليك صحافة الاطفال أم كتابة القصة ؟
-
كتابة القصة متعتى اكتبها اولاً للطفلة بداخلى ـ اما الصحافة فقد منحتنى
متعة رائعة وهى التواصل مع الاطفال ، اتلقى رسائلهم و اتفاعل معها ينادونى
بماما سماح ، وهو احب لقب لى
ما رأيك في صحافة الطفل في مصر العربية ؟
-
صحافة الطفل بمصر وكثير من الدول العربية تحتاج لدعم و لإهتمام اكبر ،
كثيرون يتحدثون عن الطفل ولا يتحدثون معه و بالطبع هناك فرق بين ( مع ) و
(عن )الطفل له مفرداته وعالمه الرحب ، لا يحب ان نخاطبه بسذاجة ومباشرة و
ايضا بمفردات تستعصى على ادراكه .. وهنا تكمن صعوبة الكتابة للطفل والوصول
له
كيف تفهمين كتابة القصة للطفل ؟
-
كتابة القصة للطفل مأزق احيانا ، العمق والبساطة ، النصيحة من دون توجيه
مباشر ، جمال العبارة من دون تعقيد
غير عالم الطفل ، ماذا تحب المبدعة سماح ؟
- عالمى الخاص او واحتى كما اطلق عليها مفرداتها كثيرة اولها الموسيقى فانا
لا اقرأ او أكتب من دون موسيقى ، ايضاً الشعر العربى اعشق المتنبى و احفظ
ابياته واشعر انها لسان حالى .. ايضا احب التاريخ واجد متعة فى الغوص فى
احداثه الممتعة فمن لا يعرف ماضيه لن يستطيع ان يرسم ملامح مستقبله ..
هل تستحضرك اسماء نسوية عربية مهمة في كتابة القصة للاطفال ؟
-
كثير من الاسماء النسوية كتبت للطفل منها الاستاذة ( فاطمة المعدول ) ،
ايضا ( ماما لبنى ) ، ومن الجيل الاحدث الرائعة ( اميمة عز الدين ) ،
والرقيقة ( نجلاء علام ) ، ومن لبنان الرائع ( سمر محفوظ براج ) و من
الاردن ( الجميل تغريد النجار) .
تعملي في صحيفة ( الوطن ) المصرية ، ولك فيها صفحة للاطفال ، ماذا قدمتي فيها لعالم البراءة ؟
ــ
صفحة (بدأت الحدوتة ) التى احررها بجريدة الوطن هى اول صفحة متخصصة للطفل
بجريدة مستقلة ، استطاعت ان تصل للاطفال ليس فقط بمصر وانما فى كثير من
انحاء الوطن العربى اخيراً وجد الاطفال من يسمعهم ، يكتبون ويعبرون عن
مشاكلهم يحلمون و يمرحون ..
كم كتاب صدر لك خاص بالطفل ؟
-
صدر لى العديد من الكتب منها قصص للاطفال ، واخرى فى التاريخ ، أصدرت لى
دار اخبار اليوم مجموعة قصصية و كانت تجربتها الاولى للطفل بعنوان ( توتة
توتة بدات الحدوتة ). أيضا دار نهضة مصر اصدرت لى كتابين الاول هو ( العطاء
الصامت) عن شخصيات اعطت و اثرت فى المجتمع و ما تزال بصمتها تنبض بالحياة ،
لكنها لم تجد التقدير من سطور التاريخ . و الكتاب الثانى ( فى جيبى قلعة
ومعبد ) عن اوراق النقد التى نتداولها ولم نتأمل نقوشها التى يسكنها
التاريخ فهى اوراق تحكى التاريخ ..ايضا اصدرت كتابا عن الموسيقار والمهندس (
ابو بكر خيرت ) مؤسس معهد الكونسرفتوار و اول عربى يؤلف سيمفونية ، و هو
ايضاً مصمم الكثير من اجمل المبانى بمصر ، شيد صروحا من الانغام و الجدران و
هو عم الموسيقار الرائع عمر خيرت .كتاب ( أشياء فى حياة العلماء ) صادر عن
مجلة العربى الصغير ، وهو عن أشياء أثرت فى حياة العلماء و رسمت طريق
المستقبل لهم . قصة بعنوان (الربيع ) ، صادرة عن المركز القومى لثقافة
الطفل .
ماهي مشاريعك الاخيرة في مجال الكتابة للاطفال ؟
-
لدى مجموعة قصصية مع دار أصالة ببيروت ، سعدت بالتعاون معها كونها تهتم
بثقافة الطفل و تنمية ادراكه و احساسه بشكل تربوى وممتع و تنتقى مجمو عة
رائعة من الفنانين اسعد و استمتع بالعمل معهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق