بقلم: د.رضا صالح
كاتب
سويسى تخرج فى كلية الآداب قسم اللغة العربية جامعة القاهرة عام 1999 ويعمل مدرسا
للغة العربية ؛وهو عضو اتحاد الكتاب .
مجموعة
قصصية صدرت عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ؛بعد الاهداء يتحدث ياسر محمود
قائلا(تراودنى الذكريات ؛تغتالنى التفاصيل وأنات العمر ؛تمضى بلا هدف فى رحلة
الحياة).
ولكن
الكاتب جعل منها ولها هدفا ضمنيا وسط السطور ؛بالرغم من انه لم يتمادى مع التفاصيل
أو يشرحها لنا لنا..تلك التى تغتاله مع أنات العمر ولكنها واضحة جلية ,مشعة تبلورت
من خلال تلك الاضاءات أو التلميحات أو القصص القصيرة التى نسجهاو أمتعنا بها ياسر
محمود على مدى حوالى مائة صفحة .
ونتحدث
عنها هنا فى عجالة ؛يجىء الكتاب على هيئة بوحين ؛البوح الأول والثانى ؛ ثم يأتى
البوح الثالث والأخير وهو بوح الثورة.
أما
البوح الأول فيشمل أقاصيص صباح جديد والحب العجيب ومستنقع ودراجة نارية والرجل
والفضيحة! واقصوصة الغربان وقلق والموت ومغنى البوب الوحيد..وثقة عمياء ولحظة
عابرة وجثة ولعبة وعيونها وصورتك و هى امرأة وسوق العيد وسعاد حسنى
وكنا طلابا فى المدرسة الثانوية وهى ممتعة مثل السندوتشات السريعة ربما لسرعة
ايقاع هذا الزمن ؛تستغرق الواحدة منها صفحة أوربما أقل من صفحة واحدة اللهم الا
القليل الذى تجاوزت الصفحتين أو الثلاث أو الأربع صفحات
ويشتمل
البوح الثانى على أقاصيص شريط القطار ودراما الأحذية الجوفاء وعناقيد العنب وبائع
الحظ وحالة باركنسون وغيرها وقد يلفت الانتباه الاسقاط الموجود فى قصة "حدث
فى محطة مترو المستقبل" وقد تخيل ياسر محمود أن قطار المستقبل يسير مسرعا غير
عابىء بالعرب – ويشير اليهم باعلان المياه الغازية والجلابية و العقال – وهناك رجل
فى المحطة يعتمر طاقية صغيرة فوق رأسه بينما يمسك بخناق رجل ضعيف والناس
تربت على يد هذا الرجل القوى الذى يعبث بدوره فى جيوبهم – هذا هو التشبيه المؤلم
لوضع العرب والذى لم يظلمهم الكاتب لأن قطار المستقبل يتركهم ولا يعبأ بهم !
أما
فى بوح الثورة –وهو البوح الثالث - يحدثنا عن الوطن فوق كرسى متحرك ؛نعم الوطن
مشلول الحركة (خالد سعيد المصرى )يمثله جالسا على كرسيه فى شارع قصر العينى وهو
ينظر الى صورة الزعيم بلا مبالاة ؛بل وبسخرية ؛وسارع الى الميدان الذى كان يعج
بالبشر ؛ومازال يلوح بكوفيته حتى خيل اليه أنه يمشلى فى كل شوارع مصر على قدميه
؛بل ويطير وسط جموع المصريين.
وفى
قصة(كنا معا فى الميدان ) تقابلا فى الميدان ونشأ بينهما حب أسفر عن ( طفل
بلون الحياة) – ولد فى وهى جملة جميلة أعجبتنى كنت أحب أن يطلق الكاتب
على الأقصوصة تلك التسمية (طفل بلون الحياة).
أما
قصة النبوء فهى على لسان الزعيم الأسبق ؛يتحدث وهو فى المستشفى يعانى من
البارانويا ؛وقارئة الطالع تأتى له بأخبار سيئة ,فأراد أن يغير تلك المرأة (
المجنونة) ويسب هذا الشعب (الخائن) ؛والبلد(المنكود) الذى يتمرد على زعيمه,تلك هى
النبوءة!
الرجل
والصوت
فى
هذه القصة يتكرر حضور صوت يهاجم الزعيم الأسبق, الخوف مزروع فى قلب الزعيم وهو على
وشك الدخول فى سرداب من تلك السراديب المظلمة يطالبه الصوت بالرحيل ؛يخاف على
أولاده,ويأتيه صوت الصدى –أو صوت الضمير - معلقا :وأولاد الناس؟ألا تخشى عليهم ؟
ومن عمق الخوف تأتيه كلمات الرحيل ..الرحيل ..والشعب يريد اسقاط النظام!
عروسة
ورق
اختار
الكاتب اسم الشهدين محمد بو عزيزى –التونسى ؛وخالد سعيد المصرى وحاول اضفاء نوع من
الاجلال لشانهما – وهو اجلال يستحقانه بالطبع- من خلال تخيل أن قريبتهما السويسية
وتسمى أسماء- والسويس هى التى انطلقت منها شرارة الثورة - قد خافت على ابنتي
الشهيدين من اصابتهما بالحسد مما يكسر الثورة ويهيض جناحها؛وتعاونت معها
جدتها بخيتة –وهى رمز لإيمان الصغير والكبير بالثورة –تعاونت مع حفيدتها فى محاولة
لابعاد الحسد عن جسد الثورة ورأسها
وفى
النهاية يقول الكاتب على لسان أسماء :
عروسة
ورق تخزى العين
ياعليا
محمد بو عزيزى
ويا
أمل خالد سعيد!
***
د.رضا
صالح
عضو
اتحاد الكتاب -السويس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق