عز الدين جعفري *
أنا ما أحببت امرأة معينة
لكنّي تصوّرتها
ولمّا وسدّت يدي اليمنى
تراءت لي في المنام
عاريةً، صرخت:
أنا لست يوسف والذئب
ما غنّى أغنيتي الأخيرة
أنا لست إبراهيم
والنار لم تكن بردا عليّ
أنا من رششت جسدي
–مازوت-حينها هاجت
أشجار وطني وانهمرت
دماء بني جلدتي.
اقتفيت أثري وأنا لست
جلادا ولا رجل بوليس
لست سيدّا ولا نذلا
أنا من غنّى للشمس
وأخطأ من قال أنّي ابن
الشمس وأنّ الشمس
غطتني بدفئها.
أنا من هرّبت طفولتي
وسرق حلمي
تحسست تقاسيم وجهي
آلمتني صفعة البوليسية
وأنا لست جلادا
ومشيت تراءى لي أبيّ
منتصبا وهو يقول :
كرامة الإنسان فوق كلّ
سلطة واعتبار.
توقفت، اقتنيت زجاجة
مازوت خبّأتها
مررّت يدي مرّة ثانية
على وجنتي عاودتني
الذكرى، هزتني بركانا
تذكرت شهادتي الجامعية
شهادتي التي دفنتها
وقفت أمام المرآة
لم أر وجهي
أنا لا حبيبة لي لا مكان
لا وطن لا هويّة، .لا انتماء
أنا ابن الأرض
جدي فلاح ساذج وأبي قُتل
كان يغني للأرض
للحريّة
وقبل أن أمشي قلت لأمي
قد لا نلتقي
قالت وقد امتلأت عيناها
دموعا وأخوتك؟
قلت: لهم الله وشبر
من هذا الوطن .
وابتعدت قليلا أخرجت
الزجاجة رششت جسدي
أشعلت عود ثقاب
أنار الدنيا، وسقط الجدار.
*قاص وشاعر من مواليد مدينة الشقفة- الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق