"مطبخ
الحب"
رواية عن
الحبّ والسياسة
والفساد
صدر للكاتب المغربي عبد العزيز الراشدي،عن
دار ثقافة بالامارات وبيروت، ودار الأمان بالرباط، رواية جديدة بعنوان" مطبخ
الحب". وهي رواية تحاول رصد واقع الشباب المغربي خلال العشرية الأولى من
القرن الجديد، ضمن حكايات الحبّ والجسد..
قد تكون رواية "مطبخ الحب"،أوّل
عمل روائي مغربي يطرح مشاكل الشباب الراهنة، خصوصا ما يتّصل منها بالتحوّلات
الأخيرة وبروز حركة التغيير.فعلى طول صفحات الرواية،يرصد السارد، واقع المغرب
والتحولات التي عاشها الشباب اجتماعيا ونفسيا، والتحولات العامة للمغرب عموما،
بدءا من حكومة التناوب مرورا بتضخم معضلة البطالة وصولا إلى التفسخ الذي يعيشه بعض
الشباب بحثا عن حياة أفضل، لكن ذلك كله ليس الموضوع الأساسي للعمل الذي كتبه
الراشدي في "مطبخ الحب"، بل ثمة موضوع، يبدو بارزا في الواجهة،هو
علاقة البطل عبد الحق بحبيبته سهام وتجربتهما مع الجسد ومشاكل الحب وحيرة الحياة و المجتمع.
ليكتشف القارئ أن الحبّ مجرد ذريعة للحديث عن المجتمع والسياسة وأنّ السياسة
أحيانا قد تكون مجرد ذريعة للحديث عن الحب.
من أجواء الرواية نقرأ :
" أتابعُ حكيها فيتوقّفُ الزّمن الذي
يُتعب أعصابي ولا يجعلني أركّز. أنظر إليها مَلياّ كأنما سأفْقدها. أما هي فلا
تنظرُ إليّ بذاتِ الطريقة سوى ونحن في قمة الوَله. في الفضاء الفسيح لعنفوان الجسد
والحركة. حين يهزّنا الرّهَزُ القويّ وتطغى الظلمة الخفيفة بعد الغروب مباشرة.
ننحدِرُ في الإطار فتُمسك وجهي بين يديها وتَعْصره بحنان، وتنظر مثل أمّ، كأنما
ستفقدني إلى الأبد فأخاف من نظرتها وأشتهيها. أحْكي لها كيف كان لذيذا أن ننظر إلى
بعضنا فقط، دون حركة، كيف نظلّ نتأمل تفاصيل وجهينا فنكتشفُ كم يُصبحُ الإنسان
جميلا بالهدوء والتّلاقي والعناق والحبّ وأحكي لها كيف كنا نفهم معا – دون كلام- من النظرة
العميقة للعيون، أنّ أحبّك في الفِلم الذي رأيناه في السرير متأخِّرَيْنِ ،تعني
أحبّك جامدة بالحروف، لأن المُمثّلين لا يَعيشون صهد العلاقة، ولا يحبّون سوى في
اتجاه الكاميرا. أما في الحياة التي
نعيشها معا فتَعْني أحتاجُك ولن أستغني أبدا. ثم أُوصِلها إلى المحطة وأحاول أن
أبُوسها قبل أن يغلق الباب سائق الطاكسي فتنظر إليّ بعتاب وتشير إلى جمهور الرّكاب
المُحملقين فينا.. "
وكان الراشدي، وهو كاتب من جنوب المغرب، ومدير ملتقى الرواية بأكادير، قد أصدر مجاميعا
قصصية عديدة من بينها طفولة ضفدع ووجع الرمال وزقاق الموتى، و رواية بدو على
الحافة في ثلاث طبعات بالإمارات والمغرب وبيروت. كما أصدر يوميات سندباد
الصحراء(رحلات) وشارك في لقاءات أدبية عربية وعالمية في فرنسا وسويسرا والولايات
المتحدة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق