تراجيديا الساعة
الثانية بعد الظهر
(قراءات متعددة )
شعر : حسن النجار
قراءة 1 :
____________
النهرُ كان يبثٌ أغنيةً
ويرحل فى محاريث البلاد ،
يحلُّ عقدتَه ..
أنا أترقب الأشعارَ
فى ذكرى حلول الخيل ،
ألبس معطفا للريح
ثم معاطفَ السفِ الطويل
على غرار النهر ،
تنزل في يدي أمم الظهيرة .
فأهز في جسدي هواءَ الصيف /
منديلي الذى تتلفع الرؤيا به
وأقصُ عن خيلى
التى ضاقتْ بها
الأرباضُ ،
فارتحلتْ على عشب القوافى
ها هى الأرضُ استباحتْ عُريها
والشمس ناموس الذكورة :
تطلعين معى سلَّما ،
درجاتِ الصعود إلى
حرْبة الشمس ،
هذا دمٌ فى القلوب
وهذى كتابةُ أسمائنا
فى جريد المراسم .
حلَّتْ قراءاتُ البلاد
فأكلتُ خبز عشيرتي نارا
وأطلقتُ الرياح على سهول القلب ،
هذا اليوم مشهودٌ
وصيف حبيبتي غُسل الدماء :
_ أما رأيتِ .. ؟
_ أنا رأيتُ الله يضحكُ ضحكة
ويسير بين كتائب الأنصار .. ،
يا أرضا مبهرجةً
أنا أترقب الأشعار
فى ذكرى حلول الخيل ،
ثم أدور دورة قافية .
كانت تماما الثانية .
النسر مسَّح ريشه فى الماءِ
حطَّ على غلال الأرض ،
فرَّطها
وجرَّ وراءه ثورَ انتصاب الريح
ثم تقصد الرؤيا وباض علي قصيدة .
هذي السحابة لم تعدْ شمسَ
الوطن
هذي السحابة
شارفتْ حد الزوال
فأضربْ علينا خيمةَ العشق الخطر
وأشهد ولائمَ عرسنا يوم النزال .
|
___________________________
ألقتِ الأرضُ
شعرتها فى يدِ الكون ،
صارت نفيرَ الغرائز /
قافيةَ الحمحمة
فاستبان لنا فرحُ اللحمِ
فى رقصها العائلي على
طبل أوزاننا النار ،
يا جمرةَ الله صارتْ لنا حبرنا
فاستعرنا أسنَّة أبداننا
وعرفنا الكتابة فى اللحم ،
كانت صحائفُنا
دورةَ الملحمة .
قراءة
3 : غنائية التعميد :
______________________
يتداولونكِِ
سيرةَ امرأةٍ ..
وأنتِ مطارحات ُالنهر فى جسدي
فأُفصح عن هوى جسدي
المبطنِ
بالدرابك
- أيها المترجِّلون
خذوا جواد قصيدتي سفرا
–
أنا أتورثُ الأشعار
في ذكرى حلول الخيل ،
لي وجهٌ على الصحراء
طار معمدا .
الرب من البطن
دعانى
ومن أحشاء أمى ذكر إسمى
وجعل فمى كسيف حاد
فى ظل يده خبأنى
وجعلنى سهما مبريا
____________________
هذه ماسة الماء من
يشتريها
ويمشى على حافرِ الخيل
،
يذبح ناقتَه ويقيم الخِِراج
أبى كان يسألني :
- إن عبرتَ المضيق
فهل تعبر الخيلُ ؟
- تعبر ..
ليس الذى بايع الأرض
مثل الذى باعها
_____________________________
وفيما كان جميع الشعب
يسمعون
قال لتلاميذه :
أحذروا الكتبة الذين
يرغبون
المشىَ بالطيالسة ،
ويحبون التحياتِ فى الأسواق
والمجالس الأولى فى
المجامع .
والمتكآت الأولى فى
الولائم .
________________________
أبى كان فارس أمي
الجميلة
ينازلها فى عراكِ
الفصول
وينزف فى آخر الليل
_ هذا دمٌ فى القلوب
وهذا دمٌ فى
الخرائط –
علَّمني أن أهزَّ الجياد
وأرحل في شاحناتِ الصهيل
هي الأرض ساحةُ أبداننا
نتفرط فيها قصائدَ /
أفدنةً من خيولٍ
وطيرٍ أبابيل :
_
سيناء
يا امرأتي العاشقة
|
على حافة الشاطئين ؟
_
لأهلى الذين يجيئون
فى ساعة
الاغتسال
_ لمن تشخبين حليب الفصول ؟
_
لطفلى الذى لا يريد الفطام
_ لمن
تسكنين نواصى الجبال ؟
_
لأهلى الذين يبيتون
تحت حروف الهجاء
_
فقومى إلى الدرس
نكتب أسماءنا فى كتاب
الرسوِّ ،
ونقرأ :
كان انتظاركِ لي جمرةً
وانتظارى الجواد .
____________________________
قومي يا حبيبتي ياجميلتى
وتعالى
لأن الشتاء قد مضى والمطر
زال
الزهور ظهرت فى الأرض ،
بلغ أوان القضب
وصوت اليمامة سُمع فى أرضنا
يا حمامتي فى محاجئ الصخر
فى ستر المعاقل .. أرينى
وجهك
.
___________________
سرتُ فى رأس الكتيبة
خشخشاتُ النهر فى صدرى
وأزهارُ المسافات
الغريبة
صحتُ يا أجنادها :
عبُّوا نبيذ الأرض
فى يوم يطول
وامنحوني من هويات
الفصول
|
تعابير الجسد
صحتُ يا أجنادها عبوا
نبيذى
واتبعونى ..
اتبعونى ..
|
|
1
ورأيتكِ الآن
اعتصرتكِ فى سرير الخوف
حين تفتحتْ مدنُ الجسارة ،
ساحبا جسدى الى شمس المصاهرة ِ،
انتصبتُ على ردائكِ ..
ها هنا انتشر الهواء على
قميص
الأفق ،
حين تناسلتْ مدن ُ
السماءِ ،
فما رأيتُ سوى دمى خمرا معتقةً
وراء زجاجة الصحراء ،
أفتح للثرى
بيتا ينام على
سرير الريٍّ ..
أنتِ شاربةُُ دمي
ووراء خط الظهرِ تنمو عشبتان
على عظام الجوع ،
أدخل فى بطانة عرسى
_ الألوانُ داخلةُ
وخارجةُ –
وصوتى لفحة الأرض
القوافى :
ها هى انتظرتْ طويلا
تحت شمس اليُتْم
ربَّتْ من عجينة عرسها
كعكا لأيتام المواسم .
أشتهى وجهى ،
يجئ الوجهُ معتلياً أعنَّةَ صوتى ،
التهبتْ يدايَ على
طبولِ الرقصِ
فى الأعراسِ ،
أدخل فى تواشيح القرابة
:
_ ها هي انتظرتْ طويلا _
أشتهى جسدى ،
يجئ الىَّ من زمن
المصادرة
الأخيرة ،
تلبس المدنُ الأليفةُ
ثوبها
وتسير بين قصائد
الأبدان ،
ما بين القصيدة
والقصيدة
يطلع الجسد المحارب .
2
افتحوا فى الممرات نهرا
.
تداولتِ الريحُ أسماءَ
وجهي
انتظرتكِ فى آخر الليل
كنتُ على حافةِ الأرضِ
أحصى دمى قطرةً قطرةً
فى فراشِ الخضابِ المؤجل ،
إن المسافة
باقيةٌ بيننا
والبلاد استقتْ شعرها
من
تفاعيل صوتى ،
- انتصبْ أيها النهر –
إن القصائد أولى بيوم الرثاء .
تذكرتُ
فى وجهكِ الماءَ ،
رائحةَ الماءِ فى
العشبِ
فاهتزَّ فى جسدى حائطُ الرمل
والنار دانيةٌ صوبَ وجهى ،
افتحوا فى الممرات وجها .
3
ربط الجند أفراسَهم
واسترحوا على تلَّةٍ
_ ها هنا الماءُ -
حلُّوا ضفائرهم شعرةً شعرة ً
وأمالوا الرؤوس على عشبة الرِّى
_ يستحلبونكِ غرغرةً ،
مطرا فى الحلوق -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق