مها المقداد
في لحظات بين
الوعي و اللاوعي , و الادراك و عدمه , و ذلك الشعور الذي يتملكنا أحيانا , لا سيما
إذا كنا نعاني من الأرق , أو نمر بأزمة كبيرة أفقدتنا الوعي الكامل , أو صدمة في
شخص أكسبناه ثقة كبيرة و أضفينا عليه ثوبا من الاحترام , و كان في واقع الأمر شخصا
لا يستحق ..
و من هنا تبدأ
قصتنا , فعندما تقترب عدستنا من واقع الحياة الإنسانية , نجد مواقف شتى , تزيد من
حيرتنا و تجزم بأنه لا توجد قاعدة ثابتة نستطيع أن نحكم بها على الطبيعة الإنسانية
...
و لو ركزنا على تلك الفتاة , فهي كأي فتاة كادحة تعمل من
أجل رفع العناء عن أسرتها , فلا تريد أن تحملهم أكثر من طاقتهم , و لكن ماذا لو
أصبحنا في مجتمع لا يعبأ بالمتعففين و لا يرحم ذل الضعفاء , و لا يقدر من يبذل كل
طاقته في خدمة الآخرون !!!
فهم يضغطون و
يضغطون و يطلبون بلا شفقة , و بعد أن تنفذ كل ما يرغبون , تجد نكران و جحود , فهي
لا تريد منهم جزاء أو شكورا , فكل ما تريده الكلمة الطيبة فحسب , و لكن في المقابل
لا تجد إلا التغافل منهم عن تقديرها و حسن معاملتها ..
و تتضح الكارثة و
المعاناة عندما نجدها طريحة الفراش , فقد نال منها التعب , و تملك منها المرض , و
هي تتوقع أن تجد شخصا واحدا على الأقل يقف بجانبها , يذهب ليحضر لها الدواء ,
يطمئن عليها من حين إلى آخر , و لكن نجدها تجاهد نفسها و تتناسى مرضها و تقوم
لأداء واجباتها , و إذا أحست بشئ من الإعياء , تعطي نفسها الدواء بنفسها , و تتذكر
جيدا عندما اعتراها المرض في المرة الأخيرة وجدتهم حولها , فاعتراها العجب و
استحوذ عليها أكثر من المرض عينه , و عندما تعافت و قامت بتفقد حقيبتها وجدت كل
مرتبها قد نفذ !!!!
أي نوع من البشر
هؤلاء !!! و كيف لها أن تتخلص من استغلالهم و قهرهم !!
و هي تصبر و تصبر,
فلله الأمر من قبل و من بعد , والله لا يضيع أجر من أحسن عملا , و هو نعم الولي و
نعم النصير
هناك تعليق واحد:
تسلم ايدك يا كاتبه النيل ومن تقدم الى تقدم
إرسال تعليق