2016/05/05

خطاب النثر العربي: بلاغة التشكيل والتأويل للثنائي: أ.د أحمد يحيى علي محمد (الروبي) وأ.د أحمد عبد العظيم محمد (رومية)



خطاب النثر العربي: بلاغة التشكيل والتأويل للثنائي: أ.د أحمد يحيى علي محمد (الروبي) وأ.د أحمد عبد العظيم محمد (رومية)


صدر عن مكتبة عالم الكتب بالقاهرة الطبعة الأولى من كتاب خطاب النثر العربي: بلاغة التشكيل والتأويل للثنائي: أ.د أحمد يحيى علي محمد (الروبي) وأ.د أحمد عبد العظيم محمد (رومية) أستاذا الأدب والنقد المساعدان بقسم اللغة العربية، بكلية الألسن، جامعة عين شمس اللذان يضعان النص النثري العربي بجل أشكاله الكاشفة عنه قديما وحديثا في مرمى رؤية ناقدة تنشد أدواتها من طرح تنظيري لا يقف عند حقل معرفي بعينه؛ إيمانا منها أن النص في عمومه بمثابة عالم تتضافر وتتعانق في عملية تكوينه عناصر عديدة، التصدي لها بالقراءة التحليلية يتغيا منظومة مصطلحية تعانق مجالات معرفية متنوعة، منها ما هو لساني، وما هو تاريخي، وما هو متصل علم النفس والفلسفة، وما هو وثيق الصلة بالطبع بعلم السرد الحديث
 فالطبيعة التواصلية للعنصر البشري تجعل على الدوام من منجزه بصفة عامة واللغوي منه على وجه الخصوص في مرمى رؤية متعددة الاتجاهات، لا تقتصر فقط على فاعلها. وفي خطابنا الأدبي العربي يسير النص النثري جنبا إلى جنب مع النص الشعري ليقدم قراءة تنسجم وهذه النزعة التواصلية؛ ففيها تقيم الذات المبدعة جسرا رابطا بينها وبين نفسها (التجربة من الداخل/البعد الفردي في الحياة)، ومع عالمها في شقه الجمعي (التجربة في تعبيرها عن الخارج/البعد التفاعلي للحياة) على امتداده الذي يمكن التعامل معه في إطار دوائر تبدأ من مسار المحلية وقد لا تتوقف عندها بل تتشكل دوائر أخرى قد تصل بفضل عمق التأويل إلى العالمية والكونية .
من هنا تحظى مفردة (خطاب) على مستوى المعنى والمعالجة بحضور مؤثر  يشير إلى وضعيتها الجمالية وإلى الصبغة البلاغية المميزة لها، التي تجعل من أشكال الفعل الإنساني عموما وهذه المتصلة باللغة خاضعة لمقتضى قانون الحال وما يفرضه على من فيه من توجهات يبدو أثرها جليا في منتج الذات الإنسانية على تنوع مظاهر حضوره. وفي كتابنا هذا تبدو من خلال المعالجة النظرية والتطبيقية مفردة الخطاب سيدة الموقف؛ بالنظر إلى ما قدمته الشخصية العربية المبدعة قديما وحديثا من قوالب نثرية تعكس وجهها الثقافي من جانب، وتشير إلى حيويتها وخصوبتها الجمالية ومرونتها في القدرة على القراءة الواعية لما في سياقها المضارع، وفي القدرة على الإفلات من غواية شكل تعبيري بعينه قد يأسرها فتقف عنده متجمدة من جانب ثان؛ إن الخطاب - الذي يبث إلى المعنِي بالأمر معاني، مثل: الاتصال بالعالم، الحرص على المطابقة، القراءة الواعية لما في سياق المرجع المحيط من قبل المرسل، والقراءة الواعية للنص من قبل المتلقي التي ترضي سياقين، أحدهما يخص المبدع، والآخر يخص القارئ نفسه - يلتحم بمتعلقاته هذه كلها مع فن النثر العربي؛ بوصفه نموذجا شاهدا عليها، وبوصفه حاملا جماليا لجانب كبير من إرث الجماعة العربية الثقافي؛ بحكم طبيعته التي تجعل منه - عموما – مسطحا كلاميا له صفة الاتساع الأفقي، إذا ما قورن بقالب الشعر.
وبين شاطئي التنظير والتطبيق تصافح العين الرائية في هذا الكتاب فنونا عدة من أبناء النثر العربي تجمع في زمنيتها بين التراث، والمعاصرة التي أفادت مما قدمته العقلية الغربية من أطروحات أدبية؛ ففي أوراقه: الخطبة، الخبر القصصي، المثل، المقامة، القصة القصيرة، الرواية، أدب الطفل، جميعها أنساق تعبيرية تجسد الوجه الجمالي للخطاب في التحامه بالأديب العربي، وبذات المتلقي التي تلقفت ما أنتجه هذا الأديب، ويلازم طرفي منظومة الاتصال: المرسل والمستقبل فعل القراءة الذي يصب عبر فاعلَيه في نهاية المطاف في بحر التجربة التي يصوغها كلا الاثنين في إطار ثنائية إنسانية أثيرة: الذات والعالم وما يتولد عنها من حقول معرفية شتى، تتشعب إلى تاريخ بالمعنى التسجيلي للكلمة، وفن يعد بمثابة التاريخ الموازي/الجمالي الذي يركن إلى الخيال وهو يقدم رؤية هذه الذات حول عالمها.
ويمكن الاقتراب من هذه الدراسة عبر كلمات مفتاحية أربعة: الخطاب، النثر العربي، التشكيل التأويل.
                                                                                                          الناشر 

https://smallpdf.com/ar

ليست هناك تعليقات: