مارينا سوريال
الفصل الاول
غرفة
بها منضدة وعدة كراسى اضاءتها ضعيفة تخفى اثار الجدران المتهالكة من
الجوانب والكراسى القديمة يسمع صوت اقدام تتقدم بهدوء وبطء مستغلةالظلام
تتجه نحو الباب فى حركة متعجلة فلا تتقن الهدوء وتغلق الباب من خلفها بينما
قدما اخرى تخرج الى الظلام تراقب الباب وهو يوصد فتتارجع وتجلس على احد
الكراسى المتهالكة شبة مترنحة يضم الجالس على الكرسى ركبتيه نحو صدره يدفن
راسه فى وسطهم يهتز والاضاءه الخافتة معه تهتز تعطى الظلام اكثر من النور
المكان غرفة معيشة
الفتاتان تجلسان من بعيد فى الظل تعلقان بينما يجلس هو على الاريكة يشاهد التلفاز
يصرخ :هل انتهيت؟
تجيب:اقتربت انتظر قليلا ..
يسمع صوت صراخ طفل
يصرخ:ألا تسمعين
تلعثمت:حسنا اصبر قليلا
تتحدث الاولى الى الثانية
ألم اقل لك ..حدث
لا هل انتهى كل شىء الان
مثلما اخبرتك
ولكننا كنا هناك معهم فى ذلك الميدان …
يسمع اصوات حشود الميدان
تكمل:لا يمكن لقد تعاهدنا على عدم الجلوس ثانيا انظرى اليها ..لقد وعدتنا
الثانية:اسمعى لقد حاولت انا اعرف
قاطعتها :لا لم تفعل ما يكفى .كان عليها هى ان تصرخ بصوت مرتفع مثلى استمعى
تنهض تقف بجوار الرجل على الاريكة بينما هو لا يشاهدها ويتطلع صوب التلفاز
تحاول الصراخ …تحاول اكثر لا يخرج الصوت لا يتحرك احدا بينما الاخرى ضحك هناك تقول فى وسط ضحكتها:يكفى عودى
تحاول الاخرى لكنها تفشل فى النهاية تعود تجلس جوار الاخرى فى الظل
تقول الاولى للثانية متعجبة شاردة:انت تبكين ؟!
الثانية :لالا افعل بل اصرخ
تجيب بشرود لا تبكين هل هذا صراخ ؟؟يرفع صوت التلفاز
اسمعى انظرى انهم نحن هناك ..توقفت عن البكاء ونظرت لها :ماذا؟
نحن عندما جلسنا هناك انظرى التلفاز
نعم هيا نادى على الاخرى لا تزال فى الداخل متى ستخرج ؟..
لااتركيها لن تفعل
يسمع صوت الفتاة الاخرى ياتى :اخفض صوت التلفاز لا احب سماعه
يخفضه فى تذمر ويدير الشاشة
يرتفع الضوء تختفى الفتاتان
تخرج
الاولى حاملة اطباقها تضعها بعصبية على المنضة ينهض الرجل متكاسلا من على
اريكته عينه على التلفاز يجلس على الكرسى المواجه لها بينما تعطى ظهرها
للتلفاز
يرفع عينيه من التلفاز الى الطبق ياكل فى سرعة تتمهل فى طبقها يقول:ليس عليك الذهاب غدا
ترفع عيناها اليه بازعاج :ماذا ولكنك قلت
نعم نعم اعرف ولكن تعرفين انه لا يناسبك فقط انظرى انا اعرف انه لن يناسبك لن يسعدك صدقينى انا اعرف استمعى الى صوت ابننا انه يبكى
تنهض من امامه فى بطء يكمل طعامه فى هدوء
اضاءة قوية المنضدة ومن حولها المقاعد والجدران عادت جديدة
تدخل الفتاةالتى كانت فى المطبخ ولكنها اصغر سننا مسرعة تجلس على كرسيها المعهود من حول المنضدة واطباقها الموضوعة
يدخل الاب والام يدخل الاخ يجلسون من حولها
يقول الاخ بهدوء :ساخرج غدا الى الجامعة ..ينظر الاب الى ابنته تخفض عيناها فى هدوء وتكمل طعامها ..
تدق الساعة تنتفض تنظر الى عقاربها تعقد حاجبيها يقول الاخ :هيا انه موعد عملك ..
ترد: اعلم ان جامعتك غدا فى الصباح ستجد ما تريد ..تنهض متثاقلة بينما الام تتناول طعامها فى صمت ..
جلست فتاة على كرسى الضوء مسلط عليها هناك صوت البحر يجلس جوارها شاب
تلعثمت :تاخرت على عملى
قال:ابقى قليلا دائما ترحلين مسرعة
ردت :لا يمكننى ربما
التفت من حولها
رد:لن يرنا احد
قفزت من مقعدها ماذا اذاشاهدونا
لن يفعلوا
وان فعلوا
لن يفعلوا
تقول :الا تقلق انت من الجانب الاخر لست شابا اجلس معه وحسب
بصمت لا يجيب ترحل فى توتر
الاضاءه
منخفضة الفتاة جالسة على كرسى فى قلب الضوء بينما هناك الفتاتان جالسات
على مقعد مرتفع يراقبانها من بعيد اصوات زغاريد ترتفع وضجيج ياتى من خارج
غرفتها المكونة من ذلك السرير والكرسى الذى تجلس عليه
تتحرك
احدى الفتاتان وتقترب منها جاذبة معها الضوء الضعيف اليها تدور من حولها
بينما الفتاة على الكرسى ممسكة بقضيبى الكرسى من الجانبين وهى تهتز الى
الامام والخلف على ذلك الكرسى الثابت ثم تعود الفتاة الاولى لتجلس جوار
الثانية فى الظلام ويدور الحديث بينهما مسموع مع اصوات الضحك والضجيج
والضوء على الفتاة وهى تهتز
الاولى :انهم يحتفلون بالخارج
الثانية :لم يدعوها احدا
الاولى :من هنا ..من هنا بدات تذكرين ذلك اليوم عندما كنا نجلس سويا وهى تقص علينا ما حدث
نعم نعم عندما قالت ان حينها قالت لا
تهز الاولى راسها :صحيح ..اتعتقدين انها غاضبة لان راتبها باكمله كان يذهب لاخيها وهو يكمل فى الجامعة
هى من قالت نعم ولم ترد ان تكمل تعليمها فلما تغضب الان برأيك
لاقالت لنا انها ارادت ..تعتقدين انها غاضبة لان المال الذى لها لم يكن لها
نعم سعدت بالمال اكثر اعتقدت انها ستكون مثل اخيها الان
مثله لكنه لا يعمل
ستضاهيه أليس ولدا
نعم ولكن انتظرى انا ايضا لست من هنا ..انظرى الى لونى انا لست بيضاء مثلك ولا سمراء مثلها انا اجمع ما بين اللونين ..تصمت
ولكن انا مثلها
لماذا انت بيضاء بل انا مثلها
لا اتعرفين انت محقة كلنا مثلها ..هل ستخرج لهم الان
لا لن تفعل لم تقل لنا هناك انها ستفعل ذلك حينها
هل ستتركه ؟
من ..قالت له انه ليس منهم انه من اخريين لن يقبلوا به
تعتقدين انها سخرت منا هناك عندما كنا جميعا سويا
يرتفع صوت صخب من الميدان تلك المرة ليغطى على صخب الحادث خارج غرفتها
تقول الاولى للثانية :هيا اذهبى اهمسى بجانب اذنها اخبريها انه لا باس يمكنها ان تككمل مثله ..يمكن لكل شىء ان يتغير الان
تنظر الثانية للفتاة وهى تهتز:اذهبى انت واخبريها بذلك انت من كنت يخبرها بكل شىء سابقا ..اتذكرين
تقول الاولى بنفاذ صبر:متى ستنهض؟
الاضاءة
مرتفعة الفتاة الثانية تجلس على مقعد فى المنتصف امامها منضدة تنظر الى
الجمهور تحاورهم هم تسأل وكانها تتلقى اجابات ثم تقرر الهبوط وسط المقاعد
المتفرجين لتتجول بينهم تتحول الاضاءه من المسرح الى المقاعد مشاهدين
صامتين تتجول فى الطرقات وهى تلقى بمزيدا من الاسئلة ولا تتلقى الاجابات
من انتن هل تعرف واحدة منكن اجابة ؟
انت نعم انت ايتها الشقراء بالخلف اسمعك هيا اجيبى
لما لا تتحدثين انت هنا والاضاءة والجميع تحدثى ..لا لا تريدن هل لديك صوتا مثلنا حسنا
انت
انت هناك صاحبة الغطاء بالخلف نعم صاحبة اللون الابيض هناك اجيبى انت عن
السؤال ..ماذا لما لا تعرفين ..ماذا لا اسمعك ارفعى صوتك قليلا..قليلا بعد
لايزال منخفضا ..لالا يزال منخفضا كثيرا ..
حسنا اخرى هل هناك اخرى ترغب هنا فى الحديث دون ان اختارها انا ..هنا والان انها فرصة هل من ترغب فى الحديث ..
تدور وتدور تنتظر اجابات ثم تصعد الى منضدتها من جديد وتنطفىء الاضاءة تدريجيا…
اضاءة منخفضة منضدة مقعدين متقابلين يجلس الشاب على اليمين بينما الفتاة على الشمال
انت لا ترغبين فى مزيدا من التضحية ؟تعرفين اننى اصنع هذا لاجلك كله ..
لا
انت صامتة اخبرينى انا اتحدث بينما انت لا ..قلت لك الكلمة التى اردت
بينما انت لم تنطقى بها ..قلت لا يمكنك اخبارهم بى لماذا لاننى اخر ..حسنا
وانت اخرى بالنسبة لى انا ايضا ولكننى اخترتك انتظرت ان تقولى نعم بينما
انت صامتة ..هل تفكرين فى قريبك هذا الذى اخبروك بشأنه لما لانه مثلك
تذمرت وتمتمت بحروف
قال :ماذا قولى لهم لا لا باس
قالت فى ارتباك :انه عالمى لا استطيع ان افقده الان بتلك السهولة
سهولة هل هذا هو ردك تذكرين ذلك اليوم عندما تقابلنا لقد انقذتك ..حياتك اتذكرين ..قولى لهم هذا ..
ماذا
لا تقدرين الان اخيك قد اصبح يعمل فى جامعتة ليسوا بحاجة اليك ..وانت لست
بحاجة الى العمل بعد الان و لا الجامعة سيكون هناك بيتا..صدقينى ان اعلم
لا تثقين ..قولى لا تثقين ..حسنا ساتركك وانت امامك الخيار قولى لى نعم او
لا ولكن فكرى جيدا انت لا تريدين البقاء هناك وانا ضحيت كثيرا ولا زلت
اتحمل لاننى اعرف انك لى انا منذ البداية …
تمتم ببضع كلمات غير واضحة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق