يوسف إدريس لن ننساك إلى
الأبد
..
بقلم ودموع تلميذك / محمود
أحمد على
أستاذي يوسف إدريس..
ماذا استطيع أن أقول وأنا تلميذ لك من آلاف التلاميذ ..؟!
ماذا أقول بعد مرور كل هذه السنوات على رحيلك ، وقد أوحشنا مشاكساتك ، ومعاركك ، وثورتك التي لا تهدأ ،وقصصك الطازجة التي لا تقلد فيها أحدًا ، فأنت القائل :
)لكي يقرأنا ويتقبلنا العالم لابد من أن تكون آدابنا عربية فعلًا) وأنت القائل أيضًا :
( مشكلة كاتب القصة القصيرة أنه ينشغل جدًا بطريقة الكتابة ، في حين أن أهم ما يجب أن يشغله هو موضوع الكتابة (
أستاذي يوسف إدريس..
قلت .. ومازلت تقول ..
علمتنا وما زلنا نتعلم منك رغم رحيلك .
شجرة هي الحياة .. أوراق نحن نخلق من فروعها ، وعندما تكبر جذورها نكبر نحن ، وعندما تضعف تنحني فروعها ، وتتساقط أوراقها ورقة بعد ورقة لتصبح خاوية عارية .. أين أنت يا يوسف ..؟!!! أعلم جيدًا أنك ترقد في هدووووووووء ، قلت بأنك عائد .. عائد بعد رحلة علاج قصيرة من بلاد برة ، وانتظرتك طويلاً ، وعدت .. عدت محمولاً على الأعناق ، لم أصدق الخبر ، ورحت أتأكد من صحة الخبر الذي صدمني .
حملت " الكاميرا " وذهبت في استقبالك ،لكي أسجل من خلالها سير موكبك ، وأودعتك أنا وكل أحبابك التراب ، لتجلس وحيدًا في ظلمة القبر ؛ رغم أنك لم تتركنا نعيش آلامنا وحدنا .. بل شاركتنا الآلام والأحلام ، فكنت شمعة تشتعل لتحترق وتضيء لنا جميعًا .. تركناك وآلامك - التي لم ولن نسمعها إلا منك- لتحكيها إلى الموتى ، وعندما صرخ الشيخ في وجوهنا والدموع تغسل خديه :
) ادعوا له فإنه الآن يُسأل (
حاولت رفع أكف الضراعة ، ولكنى لم أستطع لكثرة محبيك الملتفين من حولك فقد جاءوا من ( آخر الدنيا ) ومن ( جمهورية فرحات) بعدما أبلغتهم( النداهة) بـ (لغة الأى أى ( أخبرتهم ( النداهة) بعودتك في ( حادثة شرف )..جاءوا جميعًا من البيت الذى تربوا فيه ( بيت من لحم ) تاركين (العسكري الأسود ) تاركين كل ( عيب ) كل ( حرام ) ليودعوا ( ملك القطن ) تاركين ( المهزلة الأرضية ) و ( الجنس الثالث ) وعندما علم ( البهلوان ) جاء باكيًا ومن ورائه ( الفرافير( وقبل أن أخرج عرفت أنها بداية النهاية لرؤياك الجميلة ، فأسرعت أهمس في أذن ( النداهة ) وأرجوها أن تحمل دموعي التي سكبتها حزنا عليك لتنسج منها فرشاة ومحبرة وتكتب بالبنط العريض
يوسف إدريس لن ننساك إلى الأبد ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق