بقلم: غادة هيكل
صديقى
الناقد السينمائى عاشق للجمال الذى تبلور عنده فى خانة النساء ، ولكن هذا لايقلل
من نظرته للجمال فى كل ما يحيط به وهذا مايساعده على البقاء فى ظل الجدران المشوهة
التى يراها كل يوم ، يطلق عليهن ملائكة الله فى الارض ، وكلما جادلتُه بأن هناك
منهن اساتذة للشيطان ، لا يؤّمن على كلامى
ابدا ، جمال الأنثى لديه يراه من خلال كادرات بصرية خاصة جدا ، فهى أنثى بيضاء
شفافة يضج لحمها بالدم عندما يغرز مخالبه في جسدها ، شفتها السفلى مكتنزة توقظ
حواسه التى تموت أحيانا بفعل الرتابة ، قوامها ممشوق مع لين يجعلها تتلوى بين
ذراعيه وبجواره وحتى فوقه عندما يقتنصها كالفريسة المرهقة بفعل
الجرى ، أنثاه لا تتغير مواصفتها بينما قد يتغير لون عينيها أو لون شعرها حسب
جنسيتها .
يجلس فى
مكانه المعتاد يحتسى خمره دفعة واحدة ، يلقى بنظراته باحثا عن كادراته الخاصة
للجمال ، يراها تدلف من الباب فيشرئب عنقه نحوها متخطيا كل العوائق التى تقف بينه
وبنيها ، تسير فى هوادة نحو الساقى تطلب
منه كأسها وتجرعه فى رشفات متتالية ولكنها متباعدة ،ينطلق لسانها معانقا شفتيها بعد كل رشفة كمن
تستلذ بكل قطرة فيها ، لم تلتفت ولا مرة
واحدة ولم تنتبه لكل النظرات التى تحوطها ، انتهت من رشفتها الأخيرة ، وضعت يدها
فى جيب بنطالها الواسع ، بعض المال قدمته
للساقى وانطلقت خارجة ،دون أدنى اهتمام إلا منه هو فقط الذى تبعها للخارج ينظر إلى
بلوزتها الطويلة وحجاب رأسها ،وجسدها الممتلئ بعض الشئ ولكنه لا يدارى خصرها الذى
يفصل بين نهدين كبيرين ، ومؤخرة ممتلئة ، وخطوات رشيقة كاجمل مليكان لا يداريه سوى
قصر القامة ، يزينه وجه طفولى نادر الحصول عليه ،اتخذت طريقها وهو يتبعها ، تغازل
الرصيف برجل واحده بينما الاخرى فى الطريق تصعد بها وتهبط كمن تتأرجح بخفة ورشاقة
مع نسمات الهواء ، يباغت الهواء جيبتها
الواسعة فيرفعها لتظهر سمانة بيضاء كالشمع مستديرة تأخذ بلبه ، يسارع الخطى كى
يقترب منها ، يصادفها عامود إنارة تلتف حوله دورات كراقصة برنو مدربة تغوى النسيم
العليل فيطلق حجابها بعيدا لينسدل شعرها على كتفيها بنعومة ورقة ، تلتقط الإشارب
قبل طيرانه فتخطف قلبه معها يصعد فى الهواء ليلتقطه ولكنه يعود بخفى حنين ، بينما
تضعه على راسها مندفعة نحو الرصيف الآخر حيث يجلس هذا العجوز ، تقترب منه هامسة ،
يحاول الإنصات ولكنه يفشل ، تكمل مسيرها على الرصيف الأخر فيتبعها ، ترفع ذراعيها
وتدور تغترف من نسمة الهواء وتطلق زفيرها قويا يعلو معه صدرها ثم يهبط ، تندفع نحو
كورنيش النيل مهندمة الملبس ، راسمة على وجهها الجدية ، تأخذهم بين احضانها ،
خلفهم يقف ذو الوجه العابس يلقى عليها نظرة تختزل كل الزوايا البصرية فى لحظة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق