لمَ تموت الكاتبات العربيات قهرا؟
مارينا سوريال
لست ادرى ان كان علينا البقاء صامتات مستسلمات للاقدارنا التى وضعتنا
تحت طائلة العرف والقوانين البطريركية ..والمراة التى سقطت داخل قناع تلك الافكار
التى ترسخت فى ذهنها ..فاصبحت المراة هى عدوة المراة واى قسوة اقسى من هذا
..الكاتبة العربية عليها ان تحارب طيلة الوقت ..غير معترف بقلمها ولا مشاعرها
ويضعون تحت عبارة ادب نسائى كل افكارهم السطحية عن المراة فيكون النقد انهن يتحدثن
فقط عن المراة ومشاعرها بالرجل ومشاكل جسدها فحسب او تعيد صياغة الافكار البالية
التى ولدت فيها عبر الاوراق من جديد لتنتج مزيدا من العبث يضاف لكميات التغيب التى
تعيش بداخلها ..يمتن وهن يكتبن على طاولات المطابخ وبين الجلى والتنظيف والقاء
التبعات عليها وتكريس الوقت لملاحقت ملابسها وتقرير ان كان سيتم التحرش بها لفظيا
او جسديا او لا ..الاكثر ان المراة تقف تكيل الاتهامات للمراة الضحية ..اصبحت
المراة العربية واقعة تحت وطاة امراض نفسية كالتى يشعر بها كل من خرج من حادث على
انه هو المسئول فتمارسه بقسوة فمن تغتصب تقتل او تترك كالعاهرات ومن تبحث عن
الحرية هى ايضا عاهرة ..كيف يمكن الكتابة فى ظرف كهذا واين الناشر الذى يبحث عن
الموهبة ولاسيما ان كانت امراة ؟
سقط القلم على تلك الاوراق معلنا حيرته ايكمل بحث ام يتوقف ويتحمل
الانين والالم ..
تموت الكاتبة العربية قهرا وهى بمفردها تعانى من التجاهل التام
والتهميش ..اكثر ما يحطم المراة العربية انها مادة للاعادة انتاج اسوأ ما افرز
مجتمع توقف عن البحث والفهم والمعرفة فاصبحنا محاطين بالجهل فى الكتب والتلفاز
والندوات وبين كلماتنا التى نرددها وقلة من استطاعت النجاة بالرحيل ولم يعد
هنا سوى ثورة ثورة فكرية تقتلع كل شىء من امامها وتبدا من جديد مثل التى حدثت فى
امريكا واوروبا فى خمسينات القرن الماضى والا سنعرض حضارتنا للفناء لان القادمين
لن يجدوا ما يمكنهم التحدث عنه ..واخيرا يبقى سؤال هل يعقل مجتمعا باكمله لا
يستطيع ان ينتج امراة كاتبة عربية ؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق