ياسر محمود محمد
كانت حلمة ثديها الطري تبص من زيها الأسود البسيط ، ترقد على الأرض في
المستشفى العام،متغضنة الوجه رغم أنها في أواخر العشرينات ، حولها ثلاثة أطفال
يصرخون و يصرخون .
يلامس جلد ظهرها طلاء المستشفى البارد الرطب ، كــان جسدها يرتعش .. و الحمى
التى عصفت بها لم ترحمها .
***
أطلت بعض العيون الجائعة على النهد البارز يتلاعب بعقول الشيوخ قبل الشباب
، أحدهم في الثلاثين ، لم يتزوج بعد .. كاد يقفز من فوقها !
***
الطفل الصغير أخذ يجذب رداء أمه .. غلفت الأوهام عقلها ( أيوا يا حسن ..
هنتجوز .. أكيد يعني .. بس لا يا حسن ! .. متلمسنيش .. لأ يا حسن فـــ عرضك .. لأ
)
التف حولها بعض الممرضات و بعض المرضى
-
إيه يا ست .. ما لك .. إيه اللي حصل ؟
-
لا حول و لا قوة إلا بالله .. الست بتخرف
ثم ذهبت و ذهبوا .. كلٌّ إلى حاله ..
و ضعت يديها على رأسها
المتفجر .. تخفي وجهها الذي غاب عنه جماله خلف هموم الدنيا و المرض .
الدوامات تعتم عقلها ، الصور
مظلمة .. ليست هذه هي الدنيا ( أنا زهقت يا حسن.. ليل نهار جنبي .. قوم اشتغل دا
إحنا عندنا عيال .. أنا تعبت خلاص .. هو أنت لسا متعبتش .. العرق طابق على نفسي ..
العرق إزاي ... و البرد داخل حولينا من كل ناحيه في العشه الصفيح )
عاد الشاب ذو الثلاثين عاما ينظر إليها مرة أخرى في وقاحة ، الفجوة بين
نهديها يراها ، و تناديه .
اقترب منها في هدوء ..
-
مالك يا ست .. إنتي تعبانه ؟
-
لأ ... لأ ... اتجدعني كدا و استحملي .
بينما هبطت يده الآثمة ، و احتضنت نهدها البض فتلوى في كفه ، ارتعشت هي
لحظة ، سقطت جثة هامدة .
الأربعين / السويس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق