صدور أنطلوجيا الشعر في محافظة صلاح الدين
عمر الشاهري
ضمن إصدارات قصر الثقافة والفنون ، صدر عن دار رند
للطباعة والنشر – سوريا مطبوع للشاعرين مهند التكريتي وإبراهيم مصطفى الحمد تحت
عنوان ( أنطولوجيا الشعر في محافظة صلاح الدين ) .
ويقع الكتاب في 277 صفحة من القطع المتوسط ، ويضم سيرا ً
وأعمالاً منتخبة من قبل مرسليها .
قدم للمجموعة الشاعر إبراهيم مصطفى الحمد
بقوله ( لم تكن صلاح
الدين كغيرها من المدن، بل هي المدن كلها ، ملونة وألوانها حزمة من ضياء، لذا
يتمظهر بياضها ناصعاً على الرغم من رماد الحروب والهزات العاصفة ؛ ولأن الشعر هو
ما تتنفس، فإنها باقية بانتظار الذي يأتي ولا يأتي ، حالمة في معظم أجزائها على
أكتاف دجلة الخير، أو بحضن جبل يمنحها الدفء والطمأنينة والكبرياء.
لكنها مع هذا
وذاك لم تنل حظها من الظهور في المشهد الشعري العراقي، على الرغم من توافرها على
شعراء مهمّين فرضوا حضورهم في منطقة الشعر، وذلك لأسباب مختلفة، أهمها أن الإعلام
كان موجهاً لعقود طويلة- وربما لحد الآن- إلى إبراز الأنشطة السياسية، على حساب
الأنشطة الثقافية فيها، ونعتقد أنه آن الأوان لأنْ ننفض الغبار عن وجه الثقافة في
محافظتنا، خصوصاً بعد أن امتلكت صرحاً ثقافياً هو قصر الثقافة والفنون، ذلك الكهف
الجميل الذي أظل المبدعين ولمّ شملهم بمحبة.
ولم تكن فكرة
طبع كتاب عن المشهد الشعري في صلاح الدين وليدة اللحظة، ولكنها لم تجد فرصة
إنجازها، حتى انفتحت كوّة للضياء، وتبنى القصر بالتعاون مع اتحاد الأدباء في
المحافظة تحقيق الحلم.
الشعر هو
اختصار الوجود في لحظة قولية، أو اضمامة من حروف مشعّة مدهشة، وهو تمدّد الحرف في
لا نهائيات ذلك الوجود، والشاعرية هي انتماء إلى الإنسان، وعودة إلى الذات صافية
محبة مغامرة بالحياة، لذلك جاء الشعر في هذا المشهد ليؤثث الوجود بمعاني الحلم
الجميلة ، وليرمّم خرائب الروح بخيوط الفرح ونداوة الهمس العذب، وليرقص على كدمات
القهر وسيول الألم؛ لأنه وحده من يسمع عزف الوجود البكر وأغانيَه العاشقة.
اشتمل
المشهد على نص واحد لكل شاعر من اختياره فضلا على سيرة مختصرة ، ونأمل أن لا نكون
قد أغفلنا شاعراً من محافظتنا الجميلة ، وإن كان فهو سهو، أو كون الشاعر لم يرسل
نصه إلينا على الرغم من طول مدة مطالبتنا بالنصوص ، ولم يكن متعمداً قطعاً، وميزة
هذا المشهد أنه وسِعَ الأصوات الشعرية الجديدة في المحافظة، واحتضن إبداعاتهم
الفتية الناهضة التي نتوقع منها المزيد من الإبداع والتألق ... والله الموفق . ) .
تولى تصميم الغلاف الصديق القاص أسامة محمد الصادق ؛
وكيل دار رند للمنطقة الشمالية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق