الخواء
سعاد محمود الأمين
وقفت أمام المرآة تحدق في ملامح وجهها،ثم تنتقل إلى
تفاصيل جسدها، الذى كسته بفستانها الأبيض المخملى،يمر بمنحنياتجسدها الفقير إلى الأسفل، يُقبل
الأرض على هذا الهبوط السريع من علٍ.عكست المرآةجدران حجرتها المزينة بلوحات
صنعتها لنفسها،كتبت عليها (كل عام وأنت بخيرياروحى....و) صورةٌ زاهية الإطار تتوسط المنضدة،بجانبها زجاجة عطر أنيقة،
وشمعةتهدر الدمع مدرارا، حولها أوراق مصفرة، ورسائل قديمة، وكل أشيائها السجينةالتي
تعتز بها، تشاركها صمت الوحدة في مسكنها. عندما دقت الثانية عشرة بعد منتصفالليل،
أطفأت المصابيح، وتناولت زجاجة عطرها الفارغة، ضمتها إلى صدرها بحنانوقبلتها
دامعة، وهمست لها وهى تتحسسها بأطراف أناملها المرتعشة: كل عام وأنت ميايازجاجة عطري الغالية. وضعتها
بعناية على الوسادة الخالية قربها، وتمتمت: بماذا كانيفكر حين أهداك لي؟.ثم شهقت
مودعة العام والذي مضى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق